دفق قلم
الأسبوع الثقافي السعودي في الأردن
عبدالرحمن صالح العشماوي

رسالتنا الثقافية كبيرة، وتوصيلها الى انحاء الدنيا من اهم المسؤوليات التي يجب ان نضطلع بها جميعاً - خاصة في هذه المرحلة المهمة، فنحن نحمل اعظم رسالة في الكون، إنها رسالة الاسلام، رسالة الخير، رسالة العلم، رسالة الثقافة المؤثرة النافعة، رسالة الأمن والسلام.
ومن هنا تبرز اهمية الاسابيع الثقافية السعودية التي تقام، واهمية حسن التخطيط والاعداد والاختيار المناسب للموضوعات والقضايا والاشخاص الذين يشاركون في هذه الاسابيع. إن من بين المثقفين والمفكرين العرب الذين عاشوا في اجواء فكرية وثقافية وادبية مخالفة لاجوائنا من لا يزال ينظر الى ثقافة المملكة وادبها وفكرها نظرةً سلبية، ويظن ان المثقف عندنا لا يعدو ان يكون انساناً مترفاً خاملاً، بعيداً عن روح الجد في حمل الرسالة الثقافية، وعن الابداع الفكري والأدبي، وهذه النظرة السلبية ليست جديدة، بل إنها نتيجة تلك الهجمات «اليسارية» و «الاشتراكية» و «العلمانية» التي اجتاحت عالمنا العربي في القرن الماضي، ومعها هيلمان الحداثة والتجديد، والتقدمية وتفجير اللغة، وتحطيم الحواجز، والحرية الادبية المطلقة، فقد كانت هجمات شرسة قائمة على اتهامنا بالرجعية والتخلف والتقليدية والتراثية، واطلاق تهمة «ثقافة النفط» و «الفقه البدوي»، وغير ذلك من المصطلحات التي انتشرت بين المثقفين المنجرفين وراء «شيوعية الشرق» و «اباحية الغرب».
ولا شك ان هذه الامور توجب علينا ان نوجِّه خطابنا الثقافي الى الآخرين، بكل ثقة واقتدار، وبكل وضوح وصراحة، وبكل جودةٍ تضمن لرسالتنا النجاح بإذن الله تعالى.
في الاردن في «عَمَّان» سعدت بمرافقتي للاسبوع الثقافي الذي أقيم فيما بين اليوم الثاني والعشرين، والتاسع والعشرين من شهر ذي القعدة لهذا العام فلقد كانت جولة ثقافية جيدة، التقينا فيها بالمثقف والاديب والقارئ في الاردن من خلال عدد من الندوات والمحاضرات والامسيات الشعرية التي سعدت بإحيائها في عمان في رابطة الكتاب الاردنيين، وفي محافظة سحاب، ومحافظة مأدبة، ومن خلال المعرض الفني الذي أقيم بهذه المناسبة، ومعرض الكتاب، وغيرها من الانشطة التي نقلت صورة عن الأجواء الثقافية في المملكة العربية السعودية.
وكان لمشاركة د. محمود زيني، ود. خالد الحليبي دور فعال في التعريف بنواحي ثقافتنا وأدبنا، وأنشطة الأندية الأدبية في المملكة.
ولقد لقينا من اهتمام وزارة الثقافة في الأردن، ووزيرها الشاعر حيدر محمود ما أشعرنا بحرصهم على التواصل الثقافي المفيد.
لقاءاتٌ حظيت بمتابعة جادة مشكورة من رئيس الوفد د. صالح بن ناصر ومن معه من المسؤولين عن الاسبوع الذين كانوا حريصين على حضور كل الانشطة وعدم الغياب عنها، وكان اهتمامهم دليلاًواضحاً على شعورهم بمسؤولية الرسالة الثقافية التي نحملها الى الناس، كما كان للسفير السعودي الاستاذ: عبدالرحمن العوهلي دور كبير في المتابعة والاهتمام وحضور الأمسيات والندوات وجميع الأنشطة التي أقيمت.
لقد رأيت معرضاً فنياً جميلاً عرضت فيه لوحات فنية متميزة من أعمال الاستاذ محمد المنيف ومن كان معه من مبدعي هذا الجانب الفني المهم.
ولقد كان للوفد الإعلامي اذاعةً وتلفازاً جهد مشكور وحرص على نقل «الأنشطة» الى المتابعين لفعاليات هذا الاسبوع الثقافي الجيد.
إن الاسابيع الثقافية وسيلة من وسائل التعبير عنا وعن ثقافتنا خارج بلادنا فهي جديرة بالعناية حتى تقدم صورة مشرقة لبلاد مشرقة.
إشارة