Sunday 12th January,2003 11063العدد الأحد 9 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صدى صدى
حفل الاتحاد كان عائلياً
عبيد الضلع

أخطأ الأستاذ منصور البلوي ومعه مسؤولو نادي الاتحاد بالموافقة على اقامة مناسبة الاحتفاء بمرور خمسة وسبعين عاماً على تأسيس النادي بطريقة العرس العائلي الذي لا يحضره أو يشاهده إلا عدد قليل من الأقارب والمدعوين وسمع عنه الآخرون وليس من سمع كمن رأى فقد استطاعت إحدى قنوات التشفير السيطرة على الحفل والمباراة التكريمية التي شارك الاتحاد فيها فريق اي سي ميلان الإيطالي، وبالتالي لم يستطع غير من حضر إلى الملعب والمشتركين في قناة التشفير مشاهدته، وهنا يبرز خطأ الأستاذ منصور البلوي لأنه من تكفل بكل ذلك حيث يقال ان التكلفة تربو على ثمانية ملايين ريال، فمن يدفع هذا المبلغ حباً وكرامة لناديه حتماً لا تغريه بضعة مئات من آلاف الريالات لأن ذلك مبلغ «تافه» بالنسبة لما قام به الحفل، وما دفعه المشفرون لا يعد اغراء يرغم مسؤولي الاتحاد على الموافقة على حجب حفل ناديهم عن بقية محبي الاتحاد في المملكة والرياضيين بصفة عامة في أي مكان من المعمورة، فالفرحة للجميع، ويبدو ان مسؤولي الاتحاد أرادوها فرحة للتشفير والتسويق له بعد تكرار فشله في استقطاب المشاهدين بدءاً من مشاركة منتخبنا الوطني في مناسبات عدة آخرها كأس العالم. يا خسارة غاب عن أذهان المنظمين ان فرحة مشجعيهم غير المتواجدين في الملعب أهم من دريهمات التشفير.
الاتحاديون تناسوا رئيساً ذهبياً
صوت مذيع حفل تكريم رؤساء الاتحاد يجلجل في الصالة ذاكراً اسماء رؤساء النادي حسب تسلسلهم التاريخي، وكان يذكر اسم الرئيس وأعضاء إدارته ويتم توزيع الاهداءات التذكارية، وقد حضر الحفل عدد من رؤساء الاتحاد بالإضافة إلى الشيخ عبدالحميد المشخص، ولكن مذيع الحفل توقف بعد سنة «86 87ه» ولم يذكر ما بعدها مباشرة انما قفز فوق التاريخ وانتقل بقراءته إلى سنة «89 90ه»، فلماذا اغفل مسؤولو الاتحاد هذه السنة ولم يشر لها المذيع المكلف بقراءة التاريخ لا من بعيد ولا من قريب خاصة وانها سنة ذهبية بالنسبة لفريق ابتعد عن البطولات عدة سنوات، حيث حقق الاتحاد خلالها كأس الملك المعظم بفوزه في المباراة النهائية على فريق النصر من الرياض بخمسة أهداف مقابل ثلاثة أهداف.
فلماذا اغفل الاتحاديون اسم رئيسهم في تلك الفترة وهو الأستاذ محمد العشماوي، الحكاية تقول انه أهلاوي، ولكن التاريخ يقول ان الاتحاد حقق ذهباً ابان رئاسته. وعزاء العشماوي والرياضيين المحايدين ان التاريخ هو الذي سيتحدث وكلمته هي المسموعة لا احتفال مشفر.
هناك من حاول نسب انجاز كأس 1387هـ للأستاذ يوسف الطويل وهذا افتراء على التاريخ، فربما كان الأستاذ يوسف مكلفاً بمرافقة الفريق إلى الرياض حيث المباراة النهائية، ولكن الكأس تحقق في عهد العشماوي، فاعطوا كل ذي حق حقه حتى وإن كانت هناك بعض الملاحظات والاختلافات عليه، أما الأستاذ الطويل فيكفيه فخراً انه في أوائل الثمانينيات تصدى للانهزاميين من المحسوبين على الاتحاد وقبل مهمة انقاذ الفريق من الهبوط إلى الدرجة الثانية وتحقق ذلك.
مروان يا أهل الخير
قام وفد هلالي برئاسة سمو الأمير عبدالله بن مساعد رئيس النادي بزيارة مركز الملك فهد لأورام الأطفال، وقد ضم الوفد عدداً من لاعبي كرة القدم والطائرة والسلة وبعض الإداريين، وكانت الزيارة بادرة رائعة ولمسة حانية مرت بدفء المحبة على أبناء لنا أصابهم المرض فزرعت في نفوسهم الأمل وعلى شفاههم الفرح، هذه الزيارة إشارة صغيرة لرياضيي هذا البلد المعطاء بأن هناك أناساً يحبونهم كُتب عليهم البقاء على فراش المرض إلى ان يأذن الله بشفائهم، وان هؤلاء بحاجة إليهم سواء بالدعاء أو بزيارة صغيرة في أدائها كبيرة في معناها كمبادرة الهلاليين التي قوبلت من الجميع بالاشادة والاستحسان.
وبالمناسبة فإن هناك حكاية أخرى غير أطفال الأورام تروى وهي ان هناك لاعبا كانت موهبته في حراسة المرمى، وصقل الموهبة حتى وصل إلى درجة الدفاع عن شباك منتخب وطنه، وفي أوج شهرته ومحبة الناس له سافر في إحدى ليالي رمضان المبارك بسيارته إلى مكة المكرمة لأداء العمرة والصلاة في المسجد الحرام وقبل الوصول إلى البلد الأمين أُصيب بحادث أدى إلى إصابته بشلل كامل، ولبث عدة سنوات يتعالج في المستشفى العسكري بالهدى وفي المركز التابع له، هذا اللاعب هو الكابتن سالم مروان شفاه الله وعاد سالم إلى الرياض بجانب أسرته على كرسي متحرك، الآن هو يتعالج من الشلل الرباعي بمستشفى النقاهة.
يا أبناء هذا البلد المعطاء.. الكابتن سالم مروان الحارس الذي صفقنا لقوته وهو يحمي عرين منتخب الوطن والذي اعجبنا باخلاصه وهو يدافع عن الشباك الخضراء، ها هو الآن يعاني الضعف والمرض نزيلاً بأحد المستشفيات يستعيد ذكرياته ويرجو من الله الشفاء، ويأمل بوقفة رياضيي المملكة وأهل الوفاء والخير معه ومع أسرته معنوياً ومادياً. «للمعلومية فقد أقيم حفل تكريمي له نال فيه بعض التقدير المادي الذي نفد مع مرور الأيام، وكانت أبرز الهدايا التي وصلته من ناديه آنذاك نسخة من القرآن الكريم والتي لا يزال محتفظاً بها».
غيض من فيض
* العم حمزة فتيحي «93 عاماً» ما شاء الله أسس نادي الاتحاد قبل 75 عاما، أي عندما كان عمره سبعة أو ثمانية عشر عاما، يبدو ان هذه الأرقام تدعونا إلى اعادة النظر في التاريخ الحقيقي للتأسيس.
* مهرجان اعتزال عدنان الطلياني لم يشفر فكان رائعاً ولازالت أصداؤه ترن وسيذكره الكثيرون بعد سنوات لأن الإماراتيين اختاروا ان يكون ملء السمع والبصر.
* احتفل الأهلي قبل عدة سنوات بمرور خمسين عاماً على تأسيسه، واستقدم لذلك اللاعب العالمي مارادونا، وكان للحفل وقع إعلامي كبير على قلة الوسائط الإعلامية وبدون فضائيات أكثر من الحفل الاتحادي المشفر، ولازال كثير من الرياضيين يذكرون تفاصيله جيداً.
* شفر الاتحاديون حفلهم ولولا حضور مندوبي الصفحات الرياضية لما علم عنه إلا القليل.
* بثت القناة الفضائية الأرضية حفل الاتحاد بعد انتهاء المناسبة فكانت كمن استقبل بقايا طعام الحفل العائلي.
* لأن الحفل مشفر لا ندري هل كان الصديق إبراهيم الفريان من «ضمن المعازيم»؟
* الاحتفال الماسي أضعفه التشفير وقلة إمكانيات الأرضية.
* التشفير «كسب مادي» والبث المفتوح «كسب إعلامي» يسيران في خطين متوازيين لا يلتقيان أبداً، هذه حقيقة لم يفهمها منظمو الاحتفال الماسي.
* حقق الاتحاد بطولة الكأس عام 1387هـ في عهد رئاسة العشماوي، وظل بعدها بعيداً عن البطولات إحدى وعشرين سنة حتى كانت رئاسة اللنجاوي فحقق كأس عام 1408هـ.
* تمرين نادي اي سي ميلان قبل المباراة لم يحضره إلا عدد قليل من المتفرجين في حين كان ملعب الأهلي مكتظاً بالمتفرجين حين كان ماردونا يؤدي تمارينه.
* بالرغم مما سبق فإن الذين شاهدوا الاحتفال قالوا انه كان جميلاً وفي مستوى تاريخ عمره 75 عاماً.
وأخيراً:
قال أبو فراس الحمداني:


تهون علينا في المعالي نفوسنا
ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved