Friday 17th January,2003 11068العدد الجمعة 14 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

القمة السعودية المصرية وتكثيف الجهود لمنع شبح الحرب القمة السعودية المصرية وتكثيف الجهود لمنع شبح الحرب
المملكة لا تتوانى عن تقديم المبادرات لتعزيز العمل العربي والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة
الدبلوماسية السعودية تتسم بالحكمة والاتزان في معالجة الأزمات
المراقبون يؤكدون على ضرورة تفعيل الجهود لدرء أخطار الحرب

  * القاهرة - مكتب الجزيرة - عتمان انور - طارق محيي:
أعطت القمة السعودية المصرية التي انعقدت بالمملكة فرجة أمل في امكانية حل الأزمة العراقية دبلوماسيا بعد أن سيطرت مشاعر اليأس والاحباط على شعوب ودول المنطقة وقوبلت تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد بارتياح كبير خاصة تأكيده أن المملكة العربية السعودية لا ترحب بالحرب الأمريكية ضد العراق محذرا من أن هذه الحرب لن تكون حلا ولن تفيدالطرف المهاجم كما لن تفيد المستهدف من هذه الحرب.
وعززت القمة مساحة التحركات والمساعي الدبلوماسية لدرء أخطار هذه الحرب وتحقيق الاستقرار للمنطقة فقد أكدت القمة على ضرورة التحرك الايجابي ومواصلة السعي الجاد للخروج من المأزق الراهن.
ووصف المراقبون القمة السعودية العربية والمباحثات التي دارت بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس مبارك وكذلك المباحثات التي جرت بين صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز والرئيس مبارك بأنها المباحثات الهامة التي عززت الثقة في العمل الدبلوماسي بما يجنب المنطقة والعالم توءات انسانية قد تؤدي اليها الحرب كما أظهرت القمة عمق الدور السعودي والجهود التي تبذلها المملكة من أجل الحفاظ على امن واستقرار المنطقة فالمملكة لا تألو جهدا في سبيل تحقيق كل ما يعود على المنطقة بالسلام والاستقرار فقد شهدت المملكة على مدى الايام القليلة الماضية مباحثات مكثفة قبل الرئيس مبارك مع عبد الله غول رئيس الوزراء التركي لايجاد مخرج للأزمة العراقية وحالة التوتر التي تخيم على المنطقة نتيجة احتمال توجيه ضربة عسكرية للعراق كما أطلقت المملكة مبادرة جديدة لاصلاح الوضع العربي سيتم عرضها على القمة العربية المقرر عقدها في البحرين في مارس القادم، وتدعو المبادرة الى ميثاق عربي جديد يضمن حماية المصالح المشروعة وتحقيق المطالب العادلة لامتنا العربية.
وتأتي تحركات المملكة انطلاقا من مواقعها الرائدة والثابتة تجاه قضايا أمتها العربية والمتمثلة في رفض أي هجوم أو عدوان على أي بلد عربي شقيق ورفض الحرب على العراق خاصة أن هذه الحرب سوف يكون لها عواقب وخيمة على المنطقة وسيدفع ثمنها الاف الأبرياء والمدنيين من أبناء الشعب العراقي.
وقد أكدت المملكة حرصها الدائم على وحدة العراق وسلامته الوطنية بوصفه جزءا لا يتجزأ من الأمة العربية وأكدت على ضرورة اتاحة الفرصة للحوار حتى في حال صدور قرار من مجلس الأمن بشن الحرب واتاحة الفرصة للعمل الدبلوماسي وما يؤكد على ذلك ما صرح به ولي العهد أثناء استقباله ضيوف مهرجان الجنادرية حيث دعا الأمم المتحدة الى أن تعطي الدول العربية فرصة للتفاهم مع القيادة العراقية قبل اتخاذ قرار الحرب وأضاف أن العرب لهم مطالب من الأمم المتحدةأن تمنحهم فرصة للتفاهم مع اخوانهم في العراق.
هذه التحركات والجهود السعودية يراها المراقبون أنها زادت من مساحة الحل السلمي مؤكدين أنه رغم كل الدلائل تشير الى أن الأزمة تبعد عن الحل السلمي وتقترب من الحل العسكري الا أن ذلك لا يعني انسداد طريق الحل السلمي بصفة نهائية فالعلاقة بين المفتشين والعراق على سبيل المثال بدت حتى وقت قريب مطمئنة وايجابية في اتجاه الابتعاد عن شبح الحرب ولكن حدث تطوران مهمان هما زيادة الحشود العسكرية الأمريكية وفشل المراقبين في الحصول على ما يؤكد شكوكهم التي جاءوا من أجل اثباتها خاصة مع اقتراب موعد تقديم تقريرهم الى مجلس الأمن حتى بدأ المراقبون في الشعور بعدم الثقة ولذلك اتجهوا في الفترة الأخيرة لتطوير عملهم ليشمل استخدام طائرات الهليكوبتر لمسح الأراضي العراقية واصرارهم على التحقيق مع العلماء العراقيين خارج بلدهم مما يعني أنهم يريدون أي شيء لتقديمه الى مجلس الأمن بدلا من العودة خالي الوفاض وهذا مما يراه المراقبون يؤكد تزايد نسبة الحلول السلمية أو الشعور بذلك على الأقل فحالة الابقاء على الأزمة ساخنة دون حل لا يمكن تصورها في ضوء المواقف ويمكن النظر للجهود المبذولة حاليا على أنها دبلوماسية الساعات الأخيرة حيث سيعود ملف الأزمة قريبا الى ساحة المجتمع الدولي لتقول كلمته الحاسمة سلما ام حربا وعلى ذلك ربما يعود العراق الى لغة التهدئة ويفتح بابا للحل السلمي وربما الولايات المتحدة في هذه الحالة تكون قد حققت أهدافها السياسية دون شن حرب.
تفعيل الجهود
ويرى السفير ابراهيم شكري سفير مصر الأسبق بالجزائر وأستاذ القانون الدولي أن الوقت ما زال أمام الدول العربية خاصة الدول العربية الكبرى ذات الثقل في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية ومصر وسوريا لاحتواء الموقف ومنع الضربة العسكرية الأمريكية على العراق وذلك من خلال موقف عربي موحد يرفض أي عدوان على العراق من خلال الالتزام بميثاق الجامعة العربية وميثاق الدفاع العربي المشترك وكذلك الالتزام بقرارات الأمم المتحدة وعدم الرضوخ للضغوط الأمريكية.
ويضيف أن الموقف العربي الآن واضح وهو الرفض التام لأي عدوان أو عمل عسكري ضد العراق قد يؤدي الى اشعال الموقف في المنطقة في ظل الرفض الحكومي والشعبي لأي عدوان وأن الموقف التركي وكذلك الموقف الإيراني ما يزال يشوبها الغموض من أي عدوان على العراق وان كان الموقف الآن هو الرفض فعلى الدول العربية وخاصة الكبرى منها الوقوف موقفاً حازماً وقوياً يرفض أي عمل عسكري ضد العراق. وأكد على ضرورة التعاون والتشاور بين الدورين المحورين في المنطقة الدورالسعودي والمصري لأن لهما مواقف حازمة ظهرت جلية في تصريحات وزير الخارجية السعودي سمو الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية المصري أحمد ماهر في رفض أي من البلدان لأي عدوان أو عمل عسكري من شأنه تقسيم العراق أو المساس بسيادته على ارضه وأهمية الدور الواضح للمملكة في رفضها استخدام قواعدها العسكرية كنقطة انطلاق للعدوان على العراق.
فيما أكد د. عماد جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية على ضرورة تكثيف الجهود العربية والعمل على تفعيلها كذلك والعمل على توطيد العلاقات العربية مع الدول الغربية الرافضة للحرب وخاصة دول الاتحاد الأوروبي وهذا يستدعي تنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية بالأساس معها ولا شك أن هذا سيؤثر على مواقف الاتحاد الأوروبي تجاه قضايانا العربية وأشار في هذاالصدد الى المواقف التي اتخذتها دول الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا والمانيا تجاه قضايا الشرق الأوسط خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والملف العراقي مشيرا الى ان الدول العربية لها علاقات وثيقة مع هذه الدول بالاضافة الى أن مصالح دول مثل فرنسا وألمانيا لا تتفق مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة وهذا ما يجب التركيز عليه في مخاطبة الدول الأوروبية في مسألة ضرب العراق وقضية فلسطين وفيما يتعلق بالتحرك الايجابي لبعض الدول الاوروبية تجاه قضايا الشرق الأوسط مثل المانيا وفرنسا أضاف خالد الأزعر المفكر الفلسطيني المعروف أن المانيا وفرنسا شأنهما شأن ايطاليا وبريطانيا هم قلب النظام الأوروبي وفرنسا مناكف قديم لأمريكا وقد تحدت أمريكا أكثر من مرة على النفوذ الفرنسي في افريقيا وجنوب شرق اسيا والمانيا لها مصالح قديمة مع المنطقة وخاصة مع العراق وايران وقامت بالعديد من الاصلاحات في هذه الدول ايام الدولة العثمانية والدولتان من أكثر من ذاق الأمرين من التحالفات الدولية المؤدية لصراعات ممتدة ولذلك فلهما موقف ثابت تجاه قضايا الشرق الأوسط وخاصة فيما يتعلق بضرب العراق ولكن هذه المواقف لا تعني أبدا معاداة أمريكا ولكن مجرد محاولة لعقلنة هذا الهياج
الأمريكي وترشيده لأن خبرة أمريكا السياسية العالمية ليست قديمة مثل خبرة هذه الدول ومهما حدث في اطار هذه المواقف المعارضة لأمريكا فانها ستظل كلها مماحاكات داخل دائرة الحوار العربي لاتيان المصالح ولكن بسبل مختلفة .
ولذايجب ضرورة التحرك في هذة المساحة الضيقة من الوقت وتفعيل الجهود العربية لدرء أخطار الحرب على العراق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved