Friday 17th January,2003 11068العدد الجمعة 14 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الأمسية الشعرية الثانية بالجنادرية 18 في الأمسية الشعرية الثانية بالجنادرية 18
جماليات الأشكال الشعرية تتجاور عند حداد والصقلي وسويلم والعشماوي

* الرياض - عبدالله السمطي:
تجاورت الاشكال الشعرية العربية الثلاثة وتحاورت جمالياً فيما بينها في الأمسية الشعرية الثانية التي أقيمت مساء أول أمس الأربعاء بقاعة الملك فيصل وشارك فيها الشعراء: قاسم حداد، علي الصقلي، أحمد سويلم، عبدالرحمن العشماوي من: البحرين، المغرب، مصر والمملكة على الترتيب وأدارها د. عبدالله أبو داهش.
ووسط حضور جماهيري متميز طاف الشعراء بمضامين متعددة أبرزت ما للشعر العربي من دلالات ومن أسئلة تكاشف قضايا الواقع وتعبر عن المأزق الذي يواجه الأمة خاصة قضية فلسطين.
قاسم حداد ألقى - على غير عادته - قصائد تفعيلية تتسق مع حال ومقام الندوة وقدم لمساته الشعرية الفنية التي تصل للمتلقي عبر وسائط الصورة والمعنى ومن أحلى القصائد التي ألقاها قصيدته: جدارية للشخص الوسيم» أهداها إلى الفنان الراحل صالح العزاز ومنها:


يصح لي أن أستعير ثلاث جنات من النص القديم
لكي أؤثث هذه المشكاة في شخص وسيم السمت

أغلق آلة التصوير
كي يبقى قليلا في دفاترنا
ويصغي للتهدج والشغاف قبيل أن نبكي
وقبل تفاقم النسيان في أخبارنا
بثلاث جنات «ولا تكفي»
نبالغ في تواضعنا أمام الموت
كي يرأف
بما يبقى من الشخص المريض وآلة التصوير
ثلاث جنات فسيحات
يسعن المستحيل الأزرق المذهول في أعماقنا
ويطفن بالأطفال في خفر
لئلا يحلم الأحياء بالموت الطويل
ثلاث جنات لئلا يطمئن النص للتأويل
لا تذهب سريعا
أو تقمص آلة التصوير وانظر وانتظر
ينهال كونشرتو ظلام الناس في العدسات
فالتحديق يقترح الحدائق
وهي تنهض في صباح الناس
حدق وانتظر وأنظر
فثمة صورة في جنة أخرى
الشاعر علي الصقلي تميزت نصوصه بالسير على النهج التقليدي الكلاسيكي صور تترسم خطى القدماء في سبكها ومضمونها ومن أجواء قصيدته «دعوة الحق» يقول:


بزغت كقرن الشمس تزجي النورا
للتائهين مع الدجى مسطورا
ومضت تشيد على العقيدة انفسا
حيرى وتغرس بالعقول بذورا
وتميط عن وجه الجمال براقعا
أسرفن في إبقائه مغمورا
وإذا الجمال عن النفوس تحجبت
آياته نمت البصائر عورا!
يا دعوة الحق المقدس سره
هيا اشرحي لسني اليقين صدورا
فكي عن العقل الشقي إساره
فالعقل انكد ما يرى ماسورا
ودعيه يسرح في رحابكم جامحا
طوراً وطوراً لاهثاً مبهورا
يعدو وراء الحق ليس يريمه
حتى يرى ببيانه مسحورا
الحق عدته البيان فلا يكن
إلا كرائعة النهار ظهورا
فلربما عميت عن الحق النهى
جهلا من الداعي له وغرورا
يا دعوة الحق المبين تحية
كشذا الخزام يضمخ المعمورا
الحق القى في يديك زمامه
مستبشرا لا خائفاً مذعورا
فاحمي به ركن الفضيلة وليكن
بين الضلالة والهداية سورا
واليك شكرا لا يكدر صفوه
أخلق بمثلك أن يرى مشكورا

وألقى الشاعر أحمد سويلم مجموعة من القصائد التي يعبر فيها عن شجنه الذاتي ازاء أحداث الواقع ويعبر فيما يعبر عن مأزق العالم العربي الذي لا يستطيع مواجهة قضاياه الحقيقية ويمر بحالة تشرذم وتمزق ويصوغ بكلمات شعرية مباشرة قضية القدس التي نتقدم لها بالاغاني والشعارات دون جدوى.
ومن قصائد سويلم التي القاها وهو يشارك للمرة الثانية في مهرجان الجنادرية «عودي لأشعاري» «لزومية الشوق» «بكائية المنعطف» وغلب على قصائده الطابع المضموني المتشح بذاتية رومانتيكية تختفي في أساليبها بالايقاع الصاخب مع تمثل البعد الدرامي في بعض التعبيرات الشعرية ومن أجواء قصائده نختار هذا المقطع من قصيدة: عودي لأشعاري:
عودي لأشعاري


أو فاقرئي ما شئت غير قصائدي
كي تدركي صدق الشموس وبهجة الأقمار
عودي لأشعاري
فمنذ عشقت قلبك
لم أحد عن نوره الموثوق في نبضي
ولم أعرف سوى
تلك التراتيل التي
تصفو بأشعاري
عودي
عودي لأشعاري

ثم ألقى الشاعر عبدالرحمن العشماوي مختتما الأمسية مجموعة من القصائد التي تعبر عن واقع الأمة وعن القدس وأطفال الحجارة ومنها قصيدة: رسالة من عاشق فلسطيني وفيها:


مثلكم، أعشق الحياة ابتساماً
وصفاء يبدد الآلاما
مثلكم أرسم الحبيبة وجهاً
قمرياً ولهفة وغراما
وأرى الكون واحة من زهور
نضرات تفتق الأكماما
وأرى الليل نجمة تتغنى
تحسب البدر عاشقاً مستهاما
وأرى الفجر فارساً عربيا
سيفه شق بالضياء الظلاما
وأرى قريتي الوجود اتساعا
وأراها فوق السحاب مقاما
كم غرسنا الزيتون فيها ولكن
زرعوا في مكانه الألغاما
مثلكم أعشق الزهور إذا ما
غردت بالشذا وأهوى الخزامى
وأحبت الجمال سهلاً وتلاً
وجبالاً وروضة وغماما
وأحبت النسيم ينساب عذباً
والعصافير ترسل الأنغاما
مثلكم أزرع البيادر قمحاً
فأنا كائن أريد الطعاما
وأرى في السجود عزة نفسي
حين أهفو لخالقي إعظاما
ارضعتني أمي حليب إباء
فأنا أكره الحياة انهزاما
ارضعتني حنانها ثم أوصت
بي إلى الشيخ حين صرت غلاما
كان شيخاً مبجلاً ذا وقار
كان في المسجد الصغير إماما
شيخنا كان شامخاً يتعالى
عن أباطيل عصره يتسامى
ارضعتني أمي وكانت تريني
كيف يغدو عز النساء احتشاما
كنت في حينها يتيما وحيداً
بين سبع من البنات يتامى
أنا يا قوم مسلم عربي
هادئ الطبع لا أحب الخصاما

وقد تداخل بعض الحضور مع الشعراء حيث رأى الدكتور صابر عبدالدايم أن القصائد تمثل أشكال الشعر المختلفة وأهدى قصيدة لعبدالرحمن العشماوي.
وشكر حجاب الحازمي رئيس نادي جازان الأدبي الحرس الوطني على اختياراته للمشاركين في مهرجان الجنادرية 18 كما أثنى بعض المداخلين على المضامين والشعرية التي طرحها الشعراء في قصائدهم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved