Friday 17th January,2003 11068العدد الجمعة 14 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نبض المداد نبض المداد
الكذب ونتاج المربي!!
أحمد بن محمد الجردان

قال الشاعر:


وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوَّده أبوه

نعم صدق الشاعر فالناشئة ما هم إلا نتاج المربي، فإن هو بذر في نفوسهم وعقولهم بذور الخير وغراسه أثمر ذلك بعون الله وتوفيقه - خلقاً قويماً فأصبحوا لبِنات صالحة في بناء مجتمعهم، وإن كان غير ذلك أثمر - إن لم يتداركهم الله برحمته وهدايته - خلقاً ساقطاً فأصبحوا - مع شديد الأسف - لبِنات فاسدة في بناء مجتمعهم!!، ومن بذور الفساد التي يبذرها بعض الآباء والأمهات بذرة الكذب على الأطفال!!، ذلك السلوك الذي هو خيانة كبرى، وخصلة من خصال النفاق، وسبب من أسباب غضب الله وسخطه، وجريمة في حق الطفل يقرفها والده، ومن الزواجر عن الكذب على الأطفال {لٌمّن كّانّ لّهٍ قّلًبِ أّوً أّلًقّى السَّمًعّ وّهٍوّ شّهٌيدِ} ما رواه البيهقي عن عبدالله بن عامر - رضي الله عنه - من موقف حدث وهو طفل صغير أنه قال:«دعتني أمي يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت: ها تعال أعطك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أردت أن تعطيه؟» فقالت: أردت أن أعطيه تمراً، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم «أما إنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
« من قال لصبي هاك ثم لم يعطه فهي كذبة»!!، كم مرة في اليوم والليلة يقول بعض الآباء والأمهات لطفله تعال أعطك فإذا جاء الطفل لا يلوي على شيء ليأخذ ما وعده إياه عله يروي عطشه ويسد حاجته بعطاء أبيه وأمه الذي لا يوازيه عطاء لدى ذلك الطفل لم يجده إلا سراباً بقيعة رغم أنه حسب أنه ماءً!! ربما قالوا هو طفل لا يفقه لا يتذكر ذلك عندما يكبر، ولم يقل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه بُعث ليتمم مكارم الأخلاق، وليبني جيل صدق، يصدق مع ذاته، ومع أهله ومع مجتمعه، جيل عرف أن الصدق منجاة، وأنه طاعة لرب الأرض والسموات بل قال عليه الصلاة والسلام لأم عبدالله بن عامر - رضي الله عنهما - «أما إنك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة» ومن ذلك يتضح لنا أن كذبنا ولو على أطفالنا وصدقنا معهم مسجل في صحائفنا!!
من المؤسف أننا لو تأملنا واقع الناس لوجدنا أن منهم من يكذب على طفله في اليوم والليلة مائة كذبة لا يصدقه في واحدة منها!!.
يعده على سبيل المثال إن نام مبكراً أن يذهب به إلى مكان يحبه أو أن يعطيه ما يحب فينام الطفل المكذوب عليه رجاء تحقق ما وعد به فيفاجأ بأنه قد كذب عليه!!، ممن يا ترى؟! ممن هم قدوة أبوه وأمه له!!، عندها تنهار ثقته بهما وياليت شعري هل لهما بعد ذلك في نفسه مكانة تذكر فأبوه كذاب وأمه كذابة الثقة بهما، فلا يصدقهما بل ربما لا يصدق بما يربيانه عليه وهنا تكمن الخطورة القصوى!!
الكبر
قال الشاعر:


يا مظهر الكبر إعجاباً بصورته
أنظر خلاك فإن النتن تثريب
لو فكر الناس فيما في بطونهم
ما استشعر الكبر شبان ولا شيب
هل في ابن آدم مثل الرأس مكرمة
بأربع هو في الأقدار مضروب
أنف يسيل وأذن ريحها سهك
والعين مرفضة والثغر ملعوب
با ابن التراب ومأكول التراب غداً
أقصر فإنك مأكول ومشروب

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved