Friday 17th January,2003 11068العدد الجمعة 14 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

البيان الختامي لمجلسي وزراء الداخلية والإعلام العرب يؤكد على: البيان الختامي لمجلسي وزراء الداخلية والإعلام العرب يؤكد على:
تبني منهج متكامل يتفاعل مع المتغيرات الحضارية لتحصين المجتمعات ضد الجريمة

* تونس واس:
اختتمت في تونس أمس الأول أعمال الاجتماع المشترك بين مجلسي وزراء الداخلية والإعلام العرب الذي عقد برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب.
وقد صدر عن الاجتماع البيان الختامي الذي تلاه معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان وجاء فيه:
إن وزراء الداخلية والإعلام العرب في اجتماعهم المشترك المنعقد بتونس يوم الأربعاء الثاني عشر من ذي القعدة عام 1423هـ الموافق للخامس عشر من يناير 2003م وانطلاقاً من قناعتهم التامة بضرورة تعزيز التكامل بين مجلسي وزراء الداخلية والإعلام العرب في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن العربي وادراكاً لخطورة التحديات التي تواجه الأمة العربية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها وارتكازاً على ثوابت الأمة العربية ومصالحها المشتركة وثقافتها وقيمتها ورسالتها الإنسانية وإيمانا بأن تعزيز الأمن والاستقرار ينبع من ثبات الهوية العربية الأصيلة المتفاعلة بوعي مع المتغيرات الحضارية والثقافات الإنسانية ويتطلب الحفاظ على صلابة النسيج الاجتماعي واحترام الشرعية وحقوق الإنسان وتعميق الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير وتنمية وعي المواطن العربي وتحصينه ضد الانحراف والجريمة وإذ يعربون عن تقديرهم لما تم حتى الآن من تعاون وتنسيق بين المجلسين ليثقون ان اجتماعهم هذا سيكون خطوة رائدة في مسيرة العمل العربي المشترك سعياً لحياة أكثر أمناً واستشرافاً لمستقبل أكثر استقراراً ورخاء لأمتنا وللإنسانية جمعاء، وبهذه المناسبة فإن وزراء الداخلية والإعلام العرب يؤكدون على:
أولاً: تبني منهج متكامل نابع من المبادئ والقيم الأصيلة للأمة العربية ومتفاعل مع المتغيرات الحضارية والثقافات الإنسانية والتنسيق بين المجلسين بهدف تحصين المجتمع العربي ضد الجريمة بالقيم الدينية والأخلاقية والتربوية وتنمية وعي المواطن العربي بطرق الوقاية من الجريمة وأهمية مشاركته في مكافحتها.
ثانياً: أهمية قيام تعاون بناء بين جميع الدول لمكافحة ومعالجة ظاهرة الارهاب وتأييدهم للجهود الرامية إلى عقد مؤتمر دولي في إطار الأمم المتحدة لمناقشة هذه الظاهرة ووضع مدونة قواعد سلوك واتفاقية دولية وآلية في إطار الأمم المتحدة لمكافحتها تتضمن تعريفاً للارهاب والتمييز بينه وبين الحق المشروع للشعوب في الكفاح من أجل التحرر والاستقلال ومكافحة الاحتلال والعدوان الأجنبي.
ثالثاً: تجديد إدانتهم الشديدة للإرهاب بكل صوره وأشكاله مع ضرورة التمييز بين الارهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال والعدوان الأجنبي ورفضهم القاطع محاولة الصاق تهمة الارهاب بالعرب والمسلمين وتأكيدهم على ما يدعو إليه الإسلام من مبادئ سمحة ونبذه لكافة أشكال العنف والتطرف.
رابعاً: التأكيد ان العالم العربي كان سباقاً في التحذير من مخاطر الارهاب بوصفه ظاهرة عالمية اجرامية لا دين ولا وطن ولا جنسية لها تهدد السلام والأمن الدوليين ويشيدون بالجهود العربية في مكافحة الارهاب من خلال العديد من الإجراءات كمدونة قواعد السلوك لمكافحة الارهاب والاستراتيجية العربية لمكافحة الارهاب التي صدرت عن مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب والخطة الإعلامية للتصدي لظاهرة الارهاب والتطرف وما الحق بها من خطة برامجية.
خامساً: التأكيد على ما جاء في قمة بيروت 2002م وما جاء في قرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية بتاريخ 10/11/2002م وخاصة منه الفقرة الخامسة التي نصت على «استمرار التزام الدول العربية بالحفاظ على أمن وسلامة العراق وسيادته ووحدة أراضيه بنفس قدر الالتزام بالحفاظ على أمن وسلامة وسيادة الدول العربية كافة وتأكيد استمرار رفض الدول العربية المطلق ضرب العراق باعتبار ذلك تهديداً للأمن القومي لجميع الدول العربية».
سادساً: مطالبتهم برفع الحصار الجائر المفروض على الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية وبشكل كامل ونهائي بعد التجاوب الذي أبدته الجماهيرية مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة مما ينفي أي مبرر لاستمرار هذا الحصار.
سابعاً: الإشادة بصمود الشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة وتأكيد تضامنهم معه ودعوة المجتمع الدولي إلى تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من ارهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية برئاسة فخامة الرئيس ياسر عرفات وتطبيق قرارات الأمم المتحدة بوضع حد للعدوان وانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967م وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ثامناً: دعوة المجتمع الدولي ومجلس الأمن بصفة خاصة إلى تحمل مسؤولياته الكاملة من أجل اخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي دون استثناء أية دولة بما في ذلك إسرائيل منعا لازدواجية المعايير.
وكانت قد بدأت في تونس أمس الأول أعمال الاجتماع المشترك لمجلسي وزراء الداخلية والإعلام العرب برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب بحضور معالي وزير الإعلام الدكتور فؤاد الفارسي ومعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
وبدأ الاجتماع بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم تسلم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رئاسة الاجتماع حيث أعرب سموه عن شكره لرئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الداخلية العرب وزير الداخلية اللبناني الياس المر ورئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الإعلام العرب وزير الإعلام السوري عدنان عمران ولأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية والإعلام العرب على الثقة التي أولوها لسموه متمنياً ان يكون عند حسن ظنهم جميعاً.
بعد ذلك ألقى رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الداخلية العرب وزير الداخلية اللبناني كلمة شدد فيها على أهمية ان ينتقل الإعلام العربي إلى العالمية وان يمتلك قدرة الدفاع عن حقوقنا وكرامتنا وان يعرف بتاريخنا وثقافتنا وحضارتنا وقيمنا الدينية والأخلاقية والتربوية.
وأوضح ان الأمن في مفهومه الحديث لم يعد يقتصر على مكافحة الارهاب والجريمة بل أصبح يعمل على الوقاية منها واشراك المواطن في مسيرة حفظ الأمن والاستقرار.
وأكد ضرورة ان يكون الإعلام في قوته وتأثيره شريكاً أساسياً في التوعية بأخطار الارهاب والجريمة.. وقال إذا كنا نطلب اليوم دعم الإعلام للأمن فلابد ان نقدم دعم الأمن للإعلام أولاً لأن الإعلام لا يعيش بدون حرية فهي الرئة التي يتنفس بها والحرية لا تعيش بدون أمن وقانون، فالأمن يحميها والقانون يرعاها ويصونها.
واعتبر الاجتماع المشترك بين وزراء الداخلية والإعلام العرب جسراً جديداً للوصول بالتعاون العربي إلى آفاق لا حدود لها إذا ما اعطي الإعلام الفرصة ان يسهم بفاعلية في الحفاظ على مقومات المجتمع العربي وتحصينه ضد الارهاب والجريمة وتوعية المواطن وتنمية احساسه بالمسؤولية واحترام القوانين.
وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أصحاب المعالي وزراء الداخلية والإعلام العرب معالي أمين عام جامعة الدول العربية الأخ عمرو موسى أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب أصحاب السعادة أعضاء الوفود، أيها الاخوة الأجلاء.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يسعدني رؤية هذا الحضور المبارك من شركاء المسؤولية وحملة رسالة الأمن والتنمية في مجتمعنا العربي الكبير وفي اجتماع تاريخي فريد على أرض تونس الشقيقة البلد المضياف قيادة وشعبا وهو اجتماع له دلالاته وغاياته وأهميته في ظل ما يحيط بنا من متغيرات وما تواجهه أمتنا من تحديات وما يحملنا قادتنا وشعوبنا من تطلعات. ولا شك ايها الاخوة ان أمن الشعوب والدول لا يوهب أو يمنح ولكنه نتاج متوقع لروح التعاون بين أفراد المجتمع ومؤسساته وهيئاته وكذا حسن التدبير ونجاح مسيرة التنمية واقرار النظام والالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية إضافة إلى القدرة على درء الأخطار وتعزيز التماسك الاجتماعي وتأمين كيان الأمة من المؤثرات التي تهددها داخليا أو خارجياً والحقيقة التي تعززها شواهد الواقع هي ما بين الأمن والإعلام والتنمية من قوة الارتباط فكل يسند الآخر ويدعمه.
فالإنسان هو العنصر الأساسي في المسيرة الأمنية والتنموية وهو لكي يكون قادراً على المشاركة في انجاح التنمية في وطنه لابد ان يتطور في فكره واتجاهاته، وهو لكي يكون قادراً على المساهمة في أمن وطنه فإن ذلك يعتمد على بناء فكره واستنارة رأيه وتحليه بالقيم والفضائل وتلك مهمة إعلامية نبيلة ولذلك تتعدد أدوار الأجهزة الإعلامية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والدينية تماماً مثلما تتعدد أدوار الأجهزة الأمنية لتشمل هذه المجالات أيضاً.
هذا واقع يحتم ان تكون لأجهزة الإعلام وأجهزة الأمن رؤية مشتركة ولغة موحدة لا تعارض فيها ولا انتقاض لدور طرف على حساب الآخر وهذا أمر تفرضه معطيات التكامل وشمولية الرؤية ومستوى التحديات التي تستهدف ثوابت وقيم امتنا العربية ووجودها ولذلك فإن الحاجة ماسة إلى تضافر جهود مختلف هيئات المجتمع ومؤسساته لترسيخ قاعدة الأمن في وطننا العربي واستمرار ثباتها.
ويأتي في مقدمة تلك الهيئات والمؤسسات الأجهزة الإعلامية التي تحتل مكانة مهمة وخطيرة على حد سواء في منظومة الأمن الشاملة في المجتمعات الحديثة باعتبارها مؤسسات يتكامل دورها مع المؤسسات الأمنية المعنية في تحقيق الأمن بمفهومه الشامل إذ لا يقف دور وسائل الإعلام عند وظيفة نشر المعلومات بين قطاعات المجتمع المختلفة بل يتعدى ذلك إلى تكوين الاتجاهات وتغيير أو تدعيم القائم منها.
إضافة إلى التأثيرات السلوكية المحتملة الناتجة عن التعرض لمضامين وسائل الإعلام وهو الأمر الذي يجعل من هذه الوسائل أحد الأسباب المهمة في تحقيق الأمن الاجتماعي عندما تسير في الاتجاه السليم كما يجعلها من الأسباب الرئيسية في فقدان الأمن والوئام الاجتماعي إذا سارت في غير ذلك الاتجاه لا سمح الله.
أيها الاخوة..
إن لوسائل إعلامنا العربي دورها في ابتعاد بعضنا عن بعض رغم ما تملكه دولنا وشعوبنا من عناصر القوة وأسباب التضامن وإمكانات التعاون.. كما ان لوسائل إعلامنا دوراً في غياب حضورنا على أكثر من ساحة وتغييب منجزاتنا عن أعين الآخرين وادراكهم رغم تفاعلنا منذ القدم مع الحضارات الإنسانية والاسهام في بنائها كما له دور أيضاً في ترك الساحة متاحة للقوى المعادية لأمتنا لكي تهيمن وتسيطر وتشوه صورتنا وتعمل على تبديل قناعات شعوبنا.
ولذا يجب ان نعترف بقصور جهدنا الإعلامي العربي والإسلامي في ادراك حقائق التعامل إعلامياً مع الآخر رغم ما نملكه من تلك الحقائق.. واضرب لذلك مثلاً بالاستراتيجية العربية لمكافحة الارهاب والتي كانت انجازاً تاريخياً غير مسبوق على الصعيدين الاقليمي والدولي في تناول هذه الظاهرة تناولاً شمولياً عبر عمل مرحلي رصين توج بتعاون وتنسيق بين مجلسي الداخلية والعدل العرب عامة وبما يعكس بجلاء جهودنا الحثيثة في مكافحة ظاهرة الارهاب أياً كانت بواعثها وأغراضها ومرتكبيها باعتبارها تهديداً لأمن الدول والشعوب.. وذلك انطلاقاً من ثوابتنا العقدية وقيمنا الأصيلة التي هي اليوم محط الاتهام بالارهاب والتجريح والتهجم ممن جهل أو تجاهل جهودنا وانجازاتنا ومواقفنا الراسخة من الارهاب والقائمين به.. وقد يعذر قصور الآخرين وان كان لا عذر لظالم أو متجن في انكار الحقيقة.. ولكن ما هو عذر وسائل إعلامنا العربية والإسلامية في هذا الجانب.
لنقولها بصراحة انه يخطئ من يعتقد او يتوهم ان اجهزة الأمن تريد الحد من حرية الإعلام في عالمنا العربي.. أو التسلط عليه ولكن الأمر في حقيقته تعاون على الخير ودفع لخطر يتهدد ثوابتنا جميعا تقتضي مواجهته تضافر الجهود في سبيل العمل على وقاية مجتمعاتنا العربية من أخطار الارهاب واضراره المدمرة من خلال ايجاد أطر تضمن تلاحم أجهزتنا الإعلامية والأمنية في مواجهة الخطر الداهم والتبصير بعواقب جرائم العنف ومغبة الارهاب وإبراز الصورة المشرقة للدين الإسلامي الحنيف وسماحته ومنهجه في مناهضة السلوك العدواني وتفعيل صور المشاركة الاجتماعية في مواجهة التطرف والارهاب بكافة اشكاله.
أيها الاخوة..
إن القضية ليست تحمل جهة دون غيرها تبعات هذه الأخطار وهذا التقصير ولكن المصارحة جزء من العلاج.وفي الوقت متسع لأن نستفيد من أخطاء الماضي ونعمل على استثمار العناصر المشتركة ونكرسها لخدمة الصالح العام وصيانة وحدتنا وأمتنا وان نستثمر تجاربنا وخبراتنا المشتركة لايصال الحقائق العادلة عن أمتنا وشعوبنا إلى العالم ودوله وان نبدد الحيرة والجهل بنا ونزيل مظاهر التشويه التي لحقت بصورتنا وان نعمق من تواصلنا مع دول وشعوب العالم على أساس من الاحترام والفهم المتبادل لكي يعرف الجميع حقيقة اننا دعاة أمن وسلام وسنظل بإذن الله كذلك. فنحن أقوياء بعقيدتنا وقيمنا وبأخلاقنا وتاريخنا المشترك.. ونحن أقوياء بما نملكه من عوامل الاستقرار ومصادر التأثير وهي ليست قوة للباطل او ابتزاز للآخرين وإنما هي قوة الأخلاقيات ودواعي الأمن والاستقرار في الداخل والخارج.
وإذا كنا كذلك فلماذا لا تكون لغتنا الإعلامية من القوة بمكان وبالدرجة التي نستطيع معها ان نوصل أصواتنا إلى حيث يجب ان تصل. وان يكون ذلك انعكاساً لواقعنا المشرف وتاريخنا المجيد.. وان ننطلق من مفهوم ان الأمن الشامل للفرد والأسرة والمجتمع وانه لابد ان يتحمل كل عنصر من هذه العناصر مسؤوليته في الحفاظ على هذا الأمن ولا ريب في ان الإعلام الذي يمثل الفرد والمجتمع جميعاً ويؤثر فيهما سلباً أو ايجاباً عليه مسؤولية كبرى في ترسيخ قواعد الأمن وتهيئة أسباب استقراره وشيوعه.
أيها الاخوة..إن ما سوف يسفر عنه اجتماعكم الموقر يؤمل منه ان يكون بمثابة رسالة للعالم أجمع بكافة هيئاته ومنظماته وبما يؤكد بوضوح موقفنا الثابت والواضح من الارهاب وادانتنا الصريحة لمشاركة بعض من ينتسبون إلى العروبة والإسلام في بعض أحداثه التي وقعت أخيراً ممن غرر بهم ووقعوا تحت تأثير غير راشد جنى على الاسلام والمسلمين والحق الضرر بأمته ومجتمعه دون حساب لخالق أو مراعاة لمخلوق وهذه الادانة ليست مجاملة لمنكوب أو تسجيل لموقف.. بل هي مبدأ نابع من عقيدتنا وقيمنا الأصيلة ومبادئنا الثابتة وما قمنا به من جهود في مكافحة الارهاب خير شاهد لنا على ذلك حيث كانت بعض دول الغرب تحتضن عناصره التي خرجت على دينها وأمتها بحجة انها معارضة مشروعة لأنظمة دولها وعلى من يقوم بايواء هذه العناصر ان لا يقف موقف المتفرج الذي ينصح غيره ولا يعرف أين تقف قدمه.
وفي الختام أكرر سعادتي بهذا اللقاء وسروري به وأرجو الله العلي القدير ان يوفقنا جميعاً في الخروج من مناقشاتنا وتحاورنا بكل نافع مفيد وان يهدينا سواء السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من جانبه أشار معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في كلمة مماثلة إلى انه إذا كانت الولايات المتحدة قد تهدد أمنها بممارسات ارهابية بأفراد أو مجموعات ممن ضلوا طريق الصواب فإن أمننا العربي مهدد اليوم تهديداً خطيراً ليس بالارهاب الدولي فقط بل بالممارسات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وأكد ان الأمن العربي مهدد أيضاً بالحرب النفسية التي تتعرض لها الأمة العربية والاتهامات الجزافية التي يشنها الإعلام الغربي ضد الإسلام والعرب.كما رأى عمرو موسى الأمن العربي مهدد من داخله حيث يتزايد التخلف ويضعف الاقتصاد عن تلبية احتياجات شعوبنا، واعتبر الاجتماع المشترك بين مجلسي وزراء الداخلية والإعلام العرب خطوة مهمة ذات أبعاد كثيرة سوف تنعكس نتائجها الايجابية على مختلف جوانب العمل العربي..
وأعرب عن الأمل في ان يخرج الاجتماع المشترك الذي وصفه بالاجتماع السياسي من الدرجة الأولى بموقف حاسم من التهديدات الأمنية التي تواجه الأمة العربية.
ورأى ان الأمة العربية تجتاز موقفاً مفصلياً في تاريخها يتوقف على حسن إدارتها له مشدداً على أهمية تجنب الحرب في العراق ووقف حمام الدم في فلسطين ومقاومة العدوان الإسرائيلي.
كما شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية على أهمية اقناع العالم بأن العرب شركاء لا أُجراء وان يحافظوا على كرامتهم ويرفضوا الاهانة وان لا ينقسموا ولا يتشتتوا حتى لا يذهبوا سدى مذكراً بما حدث في الاندلس. بعد ذلك رفعت الجلسة الافتتاحية وبدأت الجلسة المغلقة. وحضر الاجتماع سفير المملكة العربية السعودية لدى تونس الأستاذ أحمد علي القحطاني وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو وزير الداخلية والوفد المرافق لمعالي وزير الإعلام.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved