Friday 17th January,2003 11068العدد الجمعة 14 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لماذا لا نكون؟ لماذا لا نكون؟
مهاتير.. والحس التخطيطي
م. حامد المسعود

نعم لقد كان للكلمة التي ألقاها فخامة الرئيس مهاتير محمد في افتتاح ندوة الرؤية المستقبلية للاقتصاد السعودي التي نظمتها وزارة التخطيط وقع كبير على الكثير منا سواء كانوا مخططين أو اقتصاديين أو كتاباً أو غيرهم والدليل على ذلك هو ما يكتب في الصحف المحلية بشكل شبه يومي عن الأفكار التي طرحها فخامته خاصة فيما يتعلق بتنويع القاعدة الاقتصادية وعدم الاعتماد على تصدير البترول كمادة خام فقط ونحن نعلم ان أسعار البترول الخام متذبذبة تعتمد على الأوضاع السياسية والاقتصادية العالمية «ونحن نعتمد على تصدير خام البترول» ويمكن تصدير البترول بأشكال أخرى ذات أسعار مستقرة ومنها على سبيل المثال على شكل طاقة كهربائية وقال إن المملكة يمكن أن تكون أكبر منتج ومصدر للطاقة الكهربائية في العالم اضافة إلى ما ستوفره من فرص عمل للمواطنين.
وفي الحقيقة إن المتتبع لكل ما يثار ويكتب عن هذه الأفكار على الرغم من أهميتها وموضوعيتها إلا أن هذا يدعو إلى التساؤل، هل هي أفكار جديدة لم تكن معروفة من قبل وهل كانت هذه الأفكار غائبة عن المخططين لدينا؟ أو فقط لم تكن هناك جرأة في طرح مثل هذه الأفكار وتبنيها؟ ولا أعتقد أن التساؤل الأول صحيح وإلا لما استحقوا أن تطلق عليهم كلمة مخططين.. إذاً ربما لم تكن هناك جرأة في طرح مثل هذه الأفكار على الرغم من معرفتهم بها وهذه مشكلة وتحتاج إلى نقاش.
قرأت قبل أيام خبراً في صحافتنا المحلية مفاده إن إمارة دبي قد خصصت مبلغاً قدره «8 ،1» بليون دولار لإنشاء مركز طبي ضخم لتحقيق هدف استراتيجي يهدف لجعل امارة دبي مركزاً علاجياً عالمياً يقصده طالبو العلاج من كثير من بلاد العالم وسوف تنجح في ذلك كما نجحت من قبل في جعل الامارات مركزاً عالمياً للاتصالات والمعلومات بما في ذلك انشاء مدينة دبي للانترنت وقبل ذلك نجحت في أن تكون دولة سياحية عالمية على الرغم من أن ظروفها الطبيعية والمناخية لا تختلف عن بقية دول الخليج العربية الأخرى، كما أن دولة البحرين الشقيقة قد نجحت في أن تكون مركزاً مالياً عالمياً كبيراً.
إن هذه النجاحات الكبيرة في هاتين الدولتين الشقيقتين واللتين نفتخر بهما جميعاً لم تكن بمحض الصدفة، ولكنها كانت وفق خطط طويلة المدى جريئة وطموحة ومدروسة.
ماذا بقي للمملكة من مجالات لتنويع القاعدة الاقتصادية.. هل ننافس في المجالات السابقة المذكورة أعلاه وعندنا القدرة على ذلك لأن لدنيا من المزايا النسبية ما يؤهلها على المنافسة والتفوق؟.. ممكن، أم هل نبحث عن مجالات أخرى يمكن للمملكة أن تكون سباقة فيها وبعضها يعتمد على البترول ونحن أكبر دولة منتجة ومصدرة له؟
كلمة فخامة الرئيس الماليزي ذكرت بعض الأسس الاستراتيجية المهمة التي يجب تطبيقها للاستفادة من ثروتنا البترولية بشكل فعال في تنويع القاعدة الاقتصادية «وهي لم تكن غائبة عن مخططينا.. ولكن» فهل كلمة فخامته تدفعنا لأن نكون أكثر عمقاً وأكثر جراءة في طرح وتبني الأفكار التي تعود على بلادنا بالنفع؟ وألا ننتظر حتى يسبقنا غيرنا ثم نحاول اللحاق بهم.
لماذا لا نكون مركزاً لانتاج وبيع الطاقة الكهربائية ونحن مؤهلون لذلك كما ذكرت سابقاً وهي التي تقل تقلباتها السعرية عن تقلبات أسعار النفط، لماذا لا نكون مركزاً تعليمياً يؤمه طلبة العلم من مختلف أنحاء العالم بدل الذهاب إلى بعض الدول المجاورة وذلك بفتح جامعات ذات مستوى عالي ورسوم تنافسية والسماح بفتح فروع للجامعات المشهورة عالمياً واعطاء تسهيلات لها، لماذا لا نكون مركزاً إقليمياً بل وعالمياً لكثير من الألعاب الرياضية مثل الفروسية، سباقات السيارات «الراليات»، الغوص، السباقات البحرية، وغيرها ونحن نملك جميع مقومات النجاح لذلك، لماذا لا نكون مركزاً دولياً للاستشفاء وقد بدأنا ذلك منذ حوالي ثلاثين عاماً بمستشفى الملك فيصل التخصصي ولكن.. لماذا لا نكون..؟ لماذا لا نكون..؟ أم ننتظر حتى يسبقنا الآخرون ثم نحاول اللحاق بهم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved