Friday 17th January,2003 11068العدد الجمعة 14 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الشقي الشقي

* س: - في المرحلة الابتدائية كنت في الصف الخامس «5/أ» كان هناك «طالب شقي مؤذ» في «5/أ» خامس ألف فرحت فيما استدعاني الوكيل وقال أنت تساعدنا تكتب سراً اسم كل طالب شقي أو يعبث وقال ما عليك من أحد لو علموا في سنة «79/80هـ» آذاني هذا الطالب بحكم هدوئي وتفوقي، ورافقه طالب آخر شقي وفي يوم الخميس آذياني بعد خروج الطلاب لكني كنت لئيماً خسيساً ففي يوم السبت جئت إلى الوكيل وقلت له بعد كتابة اسميهما:
- هذان الطالبان يكتبان في الحمامات.
- في الحمامات؟
- نعم.
- ثم ماذا؟ هل فيه شيء آخر؟
- نعم كثيرا الصراخ والعبث.
- وضح يا بُني.
- يعبثان يسيئان للمدرسة.
- ما جبت شيئاً يا بني.
- بلى هما يخرقان الكتب ويتكلمان فيكم.
- ها .. هكذا!!
- دعني من كلامهما فينا.
لكن قل لي: ووضح أكثر.
- اللعن والسفه والعبث.
ويبدو أن الوكيل سأل عنهما فوجدهما شقيين فزادت الصورة «المكذوبة» عنهما سوءً لدى الوكيل فطردهما ثلاثة أيام ثم عادا لكنهما بسوء أكثر.
وفي يوم ما فيما أذكر «الأحد» بعد الخروج «الطلعة» آذاني الأول «ع» وبحكم طبيعتي الهادئة أو قل ضعفي لا أدري قلت للوكيل:
- «ع» يكتب في الحمامات وينتقد الوكيل.
- ماذا.. ماذا..؟
- هذا ما جرى.
- حقاً.
- نعم.
- طيِّبْ.. طيِّب..
وفُصل الطالبُ بعد تقرير عنه وقد سمعته يبكي بحرارة:
- لا. لا. لا. مظلوم لم أكتب بالحمامات لا مهوب صحيح، مهوب صحيح.
لكنه فصل.. عمره كان 11 عاماً كذلك أنا 11 عاماً.
في مكة هذا العام «1423هـ» شبهت عليه.
- فلان.
- نعم.
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- وعليكم.
فلان.
- نعم.
وتعانقنا كثيراً لكن غلبني ما فعلته فيه فبكيت ثم بكيت وهو دمعت عيناه وقال:
- هذا وكنت أوذيك حال الطفولة، وحال الصغر.
- بل أنا يا «ع» الذي نقلت أخبارك للوكيل وزودتها حبتين ففصلوك نعم أنا.
- «ع» سائق شاحنة تعبان ومادة دنياه ضعيفة، كره الدراسة كلها بعد طرده كما قال لي، وأنا الآن «طبيب» لكن حالتي المادية ضعيفة، والوكيل موجود الآن وحقيقة: أنا ظالم أنا كذاب لكن كيف الوكيل بنى على كلامي حتى وإن كان قد جعلني أنقل إليه أخبار الطلاب كيف لم يتحقق ولم يتأنئ؟ ثم لماذا الفصل هكذا مباشرة لماذا يفصله، وهذا جزاء شديد شديد.
ماذا أفعل وقد شرحت لك الحال؟

أ.ح.ع - الرياض
* ج: - ماذا تريدني أن أقول لك أن تفعله أو لا تفعله ثقل هذا على الوكيل بحكم أنه رجل مسلم بالغ عاقل مكلف وأنت كنت طفلاً أو صبياً في الحادية عشرة قصدت من ذلك كف الأذى عنك فذهبت تكذب مستغلاً دورك في المدرسة فثقل هذا على البيت لأن تربيته خاطئة فكيف تكذب إلى درجة ثقيلة.
لا جرم فإن الخوف من الله تعالى والحذر من عقوبته ووعي أوامر ونواهي الشريعة والحذر من مجاورة الحد في العقوبة كل هذا يحيط حال المسلم الحر العاقل بألا يظلم، وإذا عاقب أو جازى فبقدر، وقد وردت آثار كثيرة صحيحة بتحريم شيئين:
1- جزاءان على ذنب أو جرم واحد.
2- تغليظ العقوبة، خاصة المال.. والعمل.
فهذان أمران لا يصح القيام بهما تجاه من أذنب، فكيف بمن هو متهم ولاقى الاتهام صورة سابقة فعوقب، هذا أمر غاية في التجاوز إلى حد كبير.
لعلك تزور الوكيل بحكم كونك كنت طالباً عنده وتقدم إليه هدية مناسبة وتخبره عن نفسك وعملك وأنه بعد الله تعالى من أسباب كونك الآن طبيباً.
ثم تعاود بعد ذلك زيارته لكن بعد فترة طويلة وهنا تناقشه بما تم منك حيال ذلك الطالب من كذب، وما جرى من الوكيل بعد ذلك من فصله الخ.. وآمل منكما ما يلي:
1- تعويضه مادياً ومعنوياً.
2- استباحة.
3- الندم بين يديه.
4- ايجاد فرصة عمل كريم بدل «مشقة الشاحنة».
ولا تلتفا إلى: عزة نفسه وتمنعه واصراره على التمنع، كلا بل لا بد من نشله خاصة أسرته وولده.
وهذا الطالب «الرجل الآن» لديه عزة نفس فهو من حين فصله من الدراسة لم ينتقل إلى مدرسة أخرى أو كتاتيب لكنه رفض العلم وسبيله ككل وأنتما السبب.
فمن هنا لا تلتفتا إلى تمنعه عن رد اعتباره ولا تلتفتا إلى تمنعه عن قبول المادة أو العمل واشعاره بأنه صاحب الفضل في هذا كله وأديما صلتكما به عسى الله بمنته وفضله عسى أن يتجاوز ويعفو.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved