Thursday 23rd January,2003 11074العدد الخميس 20 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كالوس كالوس
مقهى المسرحيين
فهد الغريري

عندما تعيش أجواء النشاط المسرحي المقام ضمن فعاليات «جنادرية 18» ستعرف ماذا كان يعني شكسبير عندما قال: «أعطني مسرحاً .. أعطيك شعباً».
** في عرس المسرحيين السعوديين توافد العرسان والضيوف من كل حدب وصوب، فمن مشاركات فروع جمعية الثقافة والفنون باختلاف مناطق المملكة، إلى مشاركات الكليات والجامعات والفرق المسرحية، ومن حضور سكان الرياض إلى حضور سكان باقي المدن والمناطق، كباراً وشباباً وأطفالاً.. كل هؤلاء حرصوا على الحضور للمشاهدة بل للمشاركة في العرس السنوي للمسرح السعودي .. الغائب الحاضر.
** بعد العروض المسرحية التي اختلفت مذاهبها ومدارسها ما بين واقعية وتجريبية ورمزية وترفيهية تخرج إلى بهو مسرح مركز التقنية فترى الجميع في تمازج غريب! مختلف الأجيال، مختلف المستويات العلمية والعملية، مختلف المناطق .. الاختلاف والتباين كان موجوداً في كل زاوية ما عدا زاوية القلب .. فقد كان الحب متبادلاً والهم مشتركاً.
** وعند حضورك لجلسة تشريح العروض التي كانت تعقد بعد الاستراحة القصيرة واستماعك للمداخلات، ترى الاختلاف على أشده ... ولكنه اختلاف خلاق مبدع، حدوده وجهات النظر فقط دون أن يتعداها إلى ما في القلوب.
** بعد نهاية النشاط المسرحي الرسمي كل يوم كان الجميع يتنادون فيما بينهم: «الفندق .. الفندق» . عندما ذهبت إلى الفندق «مقر إقامة الفرق المشاركة» وجدت أجمل منظر رأته عيناي: أبناء وطني المترامي الأطراف يجتمعون في صالة الفندق يحتسون الشاي والقهوة باحثين عن الدفء في حميمية التواصل، يناقشون عروض اليوم بلغة جميلة وفكر راق. كان هناك : الممثل القديم، المسرحي القدير، الموهبة الشابة، الصحفي، والمتلقي العادي... كلهم كانوا يتحاورون بهدوء، وبصخب أحياناً! يشيرون بأيديهم في حماس، عيونهم تتوقد أملا ونفوسهم تتسامى شفافية. بعد الانتهاء من مناقشة العروض كانوا يطرحون موضوعاً مسرحياً عاماً: ماذا نريد كمسرحيين؟ لا .. بل ماذا نحتاج ؟ لماذا؟! كيف؟! الكثير من الأسئلة، الكثير من المعلومات والإشارات الثقافية العميقة، الكثير من الجمال والبهاء.
** في مقهى المسرحيين عرفت حقا ماذا كان يقصد شكسبير بمقولته تلك .. فالمسألة ليست في المسرح المبني، وليست في المسرح المعني، إنها في مسرح المشاعر والأحاسيس التي تلتقي على اهتمامات موحدة، وهموم مشتركة، وقلوب صادقة.
** الشكر كل الشكر للجنادرية على حضنها الدافئ الذي احتوى قلوب المسرحيين المثقلة بالهموم والآمال والتطلعات، ومن على منبرها أزف أصدق التبريكات والبشريات أصداء للأمل المبعوث والحلم المرتقب، فما زلنا ننتظر الكثير ولا يزال الطريق طويلاً.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved