Thursday 23rd January,2003 11074العدد الخميس 20 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الهيئة العليا للسياحة والفرص المتاحة الهيئة العليا للسياحة والفرص المتاحة

اطلعت على الكثير مما كتب عن السياحة بالمملكة الذي تركز في معظمه على المغالاة في الأسعار وتدني مستوى الخدمات ومعاناة السائح داخلياً مقارنة بما هو متوافر في بعض الدول السياحية الأخرى، لكني لا أذكر أن قرأت عن مقترحات عملية أو أفكار إبداعية تساهم في خلق فرص سياحية جديدة او الاستفادة من الظروف الطبيعية في المملكة على الرغم من توافر الفرص السياحية الهائلة التي حبا الله بها مملكتنا الغالية وقد يعود ذلك إما لعدم الإحساس بأهمية هذه الفرص او لعدم الخبرة في كيفية استغلالها الاستغلال الأمثل ولعل هذا ما دفعني الى كتابة هذه الأسطر لإلقاء الضوء بإيجاز على هذه الفرص علها تجد نصيبها مما تستحق من اهتمام لا سيما في ظل التوجه الحالي للدولة للاهتمام بهذا القطاع الحيوي وما اختيار سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء لرئاسة مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة إلا دليل واضح على اهتمام الدولة بقطاع السياحة وتنميتها وتطويرها.
1 - سياحة الغوص:
هذا النوع من السياحة له هواته وأدواته الخاصة ويحرص أصحاب هذه الهواية على السفر الى دول بعيدة لإشباع هوايتهم وهي هواية موسمية متكررة وحسب ما يتوافر لديّ من معلومات فإن البحر الأحمر يعد واحداً من أهم مناطق الجذب السياحي لهواة رياضة الغوص لما يتمتع به من طبيعة فريدة وبما يحويه من شعب مرجانية وأحياء بحرية متنوعة ونادرة لا تتوافر في غيره. وقد اهتمت بعض الدول المجاورة لنا بإنشاء مدن سياحية متكاملة على شاطئ البحر الأحمر تعتمد اعتماداً رئيسياً على رياضة الغوص وبات يقصدها السياح من جميع ارجاء العالم ومع تزايد اعدادهم تم تطوير هذه المواقع وتزويدها بأدوات الغوص اللازمة ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تمت الاستفادة من خبرات الدول الأخرى في هذا المجال بجلب غواصات سياحية للإبحار في أعماق البحر ومشاهدة جمال الطبيعة البحرية وتم تأمين اجهزة الأمن والسلامة وخلافه وانفقت فيها مبالغ استثمارية ضخمة. ومثل هذه السياحة قد تكون جاذبة للسياح من الداخل ومن الخارج خاصة إذا توافر المدربون وتم تأمين جميع الأدوات والمستلزمات الخاصة بالسلامة والخدمات المطلوبة للسائح.
2 - الفنادق العائمة: يهتم السائح بصفة عامة بتنويع برامجه السياحية لتفادي التكرار والملل والسعي بقدر الامكان لارتياد أماكن جديدة بتكلفة مناسبة وهنا يبرز دور سياحة الفنادق العائمة التي بدأت تجد حظها من الانتشار عالمياً وجذب أعداد متزايدة من السياح، ومثل هذه الرحلات السياحية من الممكن تنظيمها لتنطلق من بعض موانئ المملكة الى بعض الموانئ في الدول المجاورة فمثلاً يمكن تنظيم رحلة تبدأ من جدة مروراً بالأردن ومصر ومن ثم العودة الى جدة، ورحلة أخرى من جدة الى جنوب البحر الأحمر مروراً باليمن، عمان، الامارات ثم العودة الى جدة مع تنظيم جولات داخل هذه الدول وقد تستغرق الرحلة ثلاثة أيام او اسبوعا او اكثر بشرط توافر الامكانات المناسبة من خدمات فندقية وترفيهية ومطاعم وتشجيع مثل هذه البرامج لا شك سيسهم بشكل كبير في تنشيط السياحة الداخلية وجذب أعداد كبيرة من المواطنين.
3 - المطاعم العائمة:
التغيير وكسر حاجز الرتابة اليومية خاصة خلال عطلات نهاية الاسبوع هي رغبة تراود الكثير من الناس. والمطاعم العائمة ببرامجها الترفيهية المتنوعة وخدماتها الجيدة لديها الفرصة لجذب شريحة كبيرة من الناس في رحلات بحرية قصيرة تمتد لعدة ساعات على متن سفن سياحية مهيأة لذلك مع امكانية إقامة الحفلات والمناسبات وعقد اجتماعات العمل سواء للأفراد والمؤسسات ومثل هذه المطاعم تحقق عوائد مالية مجزية ومنتشرة في كثير من دول العالم.
4 - سياحة الصحراء:
هنالك شريحة كبيرة من السياح تستهويهم المغامرة واقتحام المجهول فمنهم من يتجه الى ادغال افريقيا او جبال الهملايا او حتى المناطق القطبية لإشباع رغباتهم في خوض المخاطر واكتشاف الجديد ولعل ما تحويه المملكة من صحاري شاسعة وسلاسل جبلية وعرة قد تصبح اماكن جذب سياحي إذا ما تمت إقامة قرى سياحية قريبة من هذه الأماكن على ان تحتوي في طابعها العمراني الجمع بين الحديث والقديم وإذا كان تسويقها بشكل جيد مع توفير عناصر الجذب والتشويق مع توفير الخدمات الفندقية الراقية وتصميم برامج رياضية صحراوية كتسلق الجبال واقتحام الرمال بتوفير دبابات المناطق الرملية او سيارات التطعيس ولوازمها وإقامة سباقات للهجن وغيرها فإن السياحة الصحراوية تستهوي كثيراً من المواطنين ولا أدل على ذلك من الأعداد الكبيرة للمخيمات خلال فترة الشتاء والربيع، كما يمكن تسويق هذا النوع من السياحة للسياح من خارج المملكة.
المهم هو كيف نستطيع ان نبتدع الأفكار الخلاقة والخطط الواقعية الطموحة وتنفيذها على أرض الواقع ونحن نرى من حولنا دول العالم تتسابق في ابتكار البرامج المتنوعة لجلب أكبر عدد من السياح فأصبحت هنالك سياحة المؤتمرات والمعارض والمهرجانات بتسهيل ورعاية ودعم كامل من الدولة لإقامة مثل هذه المؤتمرات على أرضها ثم هنالك السياحة الرياضية التي تشمل إقامة الدورات الرياضية والمباريات العالمية في شتى ضروب الرياضة من تنس وجولف وكرة قدم وسباق خيل وسباقات اليخوت وخلافه. كذلك بدأت تنتشر في كثير من بقاع العالم السياحة الطبية بتوفير منتجعات للاستجمام ومستشفيات ذات مستوى عالمي وخدمات فندقية واستقطاب أطباء عالميين وانشاء مراكز العلاج الطبيعي والمصحات ودور النقاهة وفي اعتقادي ان الهيئة العليا للسياحة لديها القدرة والطموح بعون الله على تبني العديد من هذه الأفكار وترجمتها لمشاريع واقعية لا سيما وأنني قد قرأت مؤخراً ما صرح به سمو الأمير سلطان بن سلمان أمين الهيئة العليا للسياحة باكتمال الخطةالوطنية الاستراتيجية للسياحة ورفعها للموافقة عليها من المقام السامي، ويحدونا الأمل أن تأتي ترجمة للآمال والطموحات المعقودة عليها.

علي بن إبراهيم العجلان

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved