Friday 24th January,2003 11075العدد الجمعة 21 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نبض المداد نبض المداد
من أخطائهن!!
أحمد بن محمد الجردان(*)

الزوجان في ظل الاسلام كلاهما له حقوق على صاحبه وهذه الحقوق تبرز أهمية الوعي بها من منطلق الحاجة التي يفرضها الواقع، ولا أكون مبالغا إذا قلت إن واقع كثير من البيوت يستدعي منا وقفة تجاه أمر كنا نقف قبل سنوات في موقف مغاير له تماماً، وما يستدعي منا وقفة تجاهه فيما نحن بصدد الحديث عنه هو ما يقع من قبل بعض الزوجات من اخطاء تجاه أزواجهن والتي منها التقصير في خدمة زوجها وهو حق واجب على الزوجة تجاه زوجها. وفي حديث عمة حصين بن محصن حين سألها النبي صلى الله عليه وسلم: (أذات بعل أنت؟ قالت: نعم، قال: فأين أنت منه؟ قالت: ما آلو إلا ما عجزت عنه، قال: فانظري أين أنت منه إنما هو جنتك ونارك). ومن الأخطاء الامتناع على الزوج إذا دعاها للفراش بحجة (ما) وذلك نابع من جهلها وهي بذلك قد حرمت زوجها من أعظم حقوقه وعرضت نفسها للوعيد الشديد لأن من أعظم غايات النكاح أن يعف الرجل نفسه ويقيها مهالك الشهوة. يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح). يقول الشوكاني رحمه الله وظاهر الحديث اختصاص اللعن بما إذا وقع منها ليلاً لقوله حتى تصبح، وكأن السر فيه تأكيد ذلك لأنه لا يجوز لها الامتناع في النهار، وإنما خص الليل بالذكر لأنه المظنة لذلك. ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها).
ومن الاخطاء طاعة الزوج في معصية الله قال صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). وقد عقد الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه باباً قال فيه: لا تطيع المرأة زوجها في معصية الله. ومن الاخطاء إدخال من لا يأذن بدخوله إلى البيت فبعض النساء هداهن الله تتهاون في هذا الحق فتدخل في بيت زوجها من لا يأذن بدخوله، وهذا لا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حجة الوداع: (ولكم عليهن الا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح) وروى البخاري في صحيحه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه). ومن الأخطاء الخروج من المنزل بدون إذن الزوج قال تعالى: {وّقّرًنّ فٌي بٍيٍوتٌكٍنَّ وّلا تّبّرَّجًنّ تّبّرٍَجّ الجّاهٌلٌيَّةٌ الأٍولّى"} يقول ابن الجوزي رحمه الله تعالى (ينبغي للمرأة أن تحذر من الخروج مهما أمكنها إن سلمت من الفتنة في نفسها لم يسلم الناس منها، فإذا اضطرت الى الخروج خرجت بإذن زوجها في هيئة رثة وجعلت طريقها في المواضع الخالية دون الشوارع والأسواق ومشت في جانب الطريق لا في وسطه. ويقول الإمام أحمد في امرأة لها زوج وأم مريضة طاعة زوجها أوجب عليها من أمها إلا أن يأذن لها.
هذا شيء من اخطاء بعض الزوجات تجاه ازواجهن والحديث عنها لا يعني أن أخطاء الازواج على زوجاتهن قد عدمت بل هي موجودة ولعل الله ييسر الحديث عنها في مستقبل الايام.

(*) مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved