Friday 24th January,2003 11075العدد الجمعة 21 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من وحي الذكريات من وحي الذكريات
ضيف المساحة
مهاجم النصر في الثمانينات «أحمد الدنيني».. نجم سبق زمانه!!
خالد الدوس

من وحي الذكريات صفحة نسلِّط الضوء فيها على مجموعة من الصور الرياضية القديمة.. والنادرة لأحد الرياضيين السابقين هذه الصور بالتأكيد تمثل حدثاً تاريخياً في حياة الضيف وتبعاً لذلك حرصنا على توثيقها ورصد أحداثها ومناسبتها من منطلق الأمانة التاريخية..
وقبل الشروع في التعليق على أحداث ومناسبة هذه الصور المنشورة نتناول شيئاً من سيرة الضيف الرياضية بنبذة مختصرة..
ضيف هذه المساحة مهاجم فريق النصر الدولي في الثمانينات الراحل «أحمد الدنيني» رحمه الله الذي كان يعد واحداً من أبرز مهاجمي تلك الحقبة بالمنطقة الوسطى وممن حظوا بوسام النجومية في وقت مبكر من عمره الرياضي..
فتعال عزيزي القارئ نتناول هذه السيرة عبر السطور التالية:
مشوار النجومية
* علاقته رحمه الله بكرة القدم بدأت في أوائل عقد الثمانينات الهجرية في حواري المنطقة الشرقية وتحديداً في حي الدواسر أحد الأحياء الشعبية بوسط الدمام الذي نشأ وولد داخل دهاليزها داعب معشوقته «كرة القدم» مع فريق الحي الذي سمي بفريق النجمة وضم هذا الفريق العديد من الأسماء البارزة أمثال عثمان بخيت وحمندي الدوسري ومحمد الفنسه وجاسم الغوزي وعلي الدبلي وخليفة النتيفه.
ومن فريق الحي انتقل النجم الكبير أحمد الدنيني رحمه الله إلى فريق نهضة الشعب النهضة حالياً عام 1382ه حيث لعب في صفوف الفريق النهضاوي شبلاً وأشرف على تدريبه آنذاك المدرب السوداني عبدالرحمن الجوكر الذي راهن على نجاحه كمهاجم واعد يملك كل أدوات البروز والتألق..!!
* وفي أوائل 1384هـ انتقل لفريق النصر برفقة الثلاثي الشهير حمندي وعثمان بخيت ومحمد الفنسه بعد موسمين من تمثيله فريق النهضة.
وجاء انضمام الرباعي متزامنا مع صعود «فارس نجد» لدوري الدرجة الأولى «الممتاز حالياً»، إذ تجلت موهبته الفطرية للوهلة الأولى في أول لقاء يمثل فيه النصر بعد انتقاله إليه وكان أمام فريق والرانسنج اللبناني عام 1384ه حيث تألق في هذه المباراة وصال وجال وأثبت أنه مهاجم لا يشق له غبار فسجل 3 أهداف «هاتريك» توج بها نجوميته اللامعة ومؤكداً في الوقت ذاته أنه مكسب كبير للفريق الأصفر رغم صغر سنه «17 عاماً» إذ وجد الفرصة رغم حداثة تجربته وقلة خبرته لتمثيل «فارس نجد» وسط وجود مهاجمين جيدين بالخارطة النصراوية آنذاك أمثال ناصر كرداش رحمه الله وميزرامان و استمر لاعباً أساسياً منذ تلك اللحظة..!
* ويعتبر المدرب عبدالرحمن الجوكر وأحمد الترنه وعبدالله الكنج من المدربين الذين ساهموا بلا شك في دعم قدراته التهديفية وامكاناته الفنية واستفاد من توجيهاتهم طبقاً لما ذكر رفيق دربه عثمان بخيت!!
* أما مشواره مع المنتخبات فقد بدأ مع منتخب الوسطى في دورة المصيف لمنتخبات المناطق بالطائف في النصف الثاني من عقد الثمانينات حيث شكل مع مبارك الناصر «مهاجم أهلي الرياض الفذ» ثنائيا خطيرا قادا منتخب الوسطى لبلوغ نهائي الكأس وخسر بصعوبة أما منتخب الغربية بـ2/1.. كما لعب الدنيني في صفوف منتخب المملكة الأول طبعا لم تكن هناك مشاركات رسمية للأخضر في الثمانينات إنما كانت مشاركاته مقتصرة على إقامة لقاءات ودية وحبية مع المنتخبات والفرق الزائرة وبالمقابل اختير للعب ضمن منتخب الشرقية عام 1388هـ ومعه ناصر بن سيف مدافع أهلي الرياض وشارك في لقاء ودي أمام منتخب تونس.
* ومن أبرز مقومات النجاح التي ساعدته على البروز والظهور مبكراً على الساحة الرياضية قدرته الفائقة على تخطي المدافعين معتمداً على سرعته العالية وتكوينه البدني الجيد وامتلاكه قدم قوية يجيد بها التصويب من مسافات بعيدة.. فأطلق عليه آنذاك العديد من الألقاب وأشهرها الجناح الذهبي واين الساحرة..!!
ولأن السلوك والأخلاق العالية تعدان جزءاً من نجومية اللاعب ونبراساً يضيء له طريق النجاح والشهرة فقد كان يتميز رحمه الله بالأخلاق العالية وطيبته المتناهية فطوال مشواره الرياضي الذي امتد لأكثر من عقد لم ينل بطاقة حمراء أو صدر منه سوء سلوك أو صدر بحقه إيقاف في صورة تجسد مثاليته وأخلاقيته العالية.
ويؤكد العديد من لاعبي فريق النصر في تلك الحقبة على أن النجم الراحل الشهير أحمد الدنيني كان يعد أحد الأسماء المؤثرة التي صنعت لفارس نجد الانتصارات الذهبية والإنجازات العظيمة آنذاك نظراً لما يمثله من ثقل كبير وتأثير واضح على المجموعة الصفراء..
ولعل أبرزها احتكار النصر بطولات الوسطى من بعد منتصف الثمانينات ومساهمته الفاعلة في صعوده لدوري السداسيات الذي نظم عام 1387ه على مستوى المملكة ثم قاد فريقه للفوز وكأسي ولي العهد لموسم عام 1393ه 4/139ه وكذا كأس الملك عام 1394ه بجانب حصوله على لقب وصيف بطل كأس الملك «الأهلي» عامي 91 1392ه إنها سيرة مليئة بالبطولات والإنجازات الذهبية.. التي توج بها هداف النصر في الثمانينات أحمد الدنيني.
* أما نهايته الكروية فقد كانت في منتصف الحقبة التسعينية حيث أعلن اعتزاله وهجر الكرة بعد مشوار طويل امتد لأكثر من عقد من الزمن، ولأن الدنيني من اللاعبين القلائل أو الفصائل النادرة المتميزة فنياً وخلقياً فقد تم تكريمه من نادي النصر في آخر عقد التسعينات وذلك تقديراً لتاريخه ودوره المؤثر في رسم ملامح العديد من الإنجازات النصراوية.
وفي شهر محرم من عام 1419هـ رحل هداف النصر وأسطورته في الثمانينات اثر نوبة قلبية وجاء رحيله لتخسر الساحة أحد نجومها الأفذاذ الذين ذاع صيتهم وعلا شأنهم في تلك الحقبة.. رحل وقد ترك سجلاً حافلاً بالعطاء والنجومية سيظل بالتأكيد مخلداً في صفحات التاريخ!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved