Monday 27th January,2003 11078العدد الأثنين 24 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العيدُ يسألُنَا العيدُ يسألُنَا
الشاعر: أحمد صالح الصالح (مسافر)

يا من لك القلب استدار.. حفاوةً
ذكَّرتني..!!
والعيد بالأحباب
ينْشُر من غلائل أُنْسِهِ فرحاً
ويومض في العيون،
والآن.. هذا العيد..!!
يسألنا..؟!
ونحن عن السؤال
نعيش.. في غُصَصٍ لها لون المنون
لنا.. عن المأساة..
ليلٌ من مجون.
والأرض.. مهما كان حجم الأرض
ضاقت.. عن مكان آمنٍ للخائفين.
الساربين.. بكلِّ فجٍ
صبحهم.. ألوى به المجهول
بين هوى مطاع
بين شُحٍ... لا تغادره
رغاب السادرين.. بِغَيِّهم
ما غادروا حمأَ الهوان
ولا أتون.. المذنبين
ألقى الزمان..
على شغاف قلوبهم
درن الضلال
فما تفيق لهم بصائر.. أو عيون.
العيد.. يسألنا:
عن الأطفال
في «نابلس» و«الأقصى»
وعن وطن.. يصدُّ الموت..
بالأطفال
عن حجر ثمين.
عن ليل.. هذا الصبر
- يسألنا -
عن الجرح الذي..
ما زال ينزف.. كبرياء الأرض
عافية الرجال الطيبين.
والقدس.. تنفض
ثوب عِزَّتها الممزق
من يَمُدُّ لها.. يداً..؟!
من يفتديها..؟!
هذه الخنساء.. تصرخ
يا إله البائسين الخائفين.
من لي «بمعتصمٍ»..؟!
وسيفٍ كالحجارة
لا يكلُّ.. ولا يلين.
يستأصل الداء المعرِّش
في القلوب.. وفي النفوس
يعيدنا من بعدُ..
قوماً صالحين
من لي.. بأطفالٍ
- كأطفال الحجارة -
صدقهم - أبداً - يقين.
من لي.. كأطفال الحجارة
حُبُّهم للأرض ملحمة الإباء
يجيء.. شيئاً من جنون.
كل الرجال.. عرفتهم
- زمناً طويلاً -
ليس بين ضلوعهم طفل
وآخر بأسهم.. أن يشجبون.
والأرض.. كل الأرض
في عيدٍ.. وفي فرحٍ
ونحن على الضلالة عاكفون.
نصحو.. على فتنٍ تمورُ بنا
ونغفو.. نحتسي غدر العِدا
إثم المذلة.. في الفؤاد
وتصطليه أمةٌ..
مكلومةُ القلب
استران على رغائبها المتاع
ومعشر لعب الهوى برؤوسهم
وبأمرها متنفِّذون.
العيد.. يطرق بابنا.. خَجَلاً
وفي أفواهنا.. ماء وطين
هل يستطيع القول.. قوم
ليس يسري.. في دمائهم
من التقوى
ومن بأس الأُباة المؤمنين
رسيس حبًّ للهدى
للأرض.. للوطن
الذي استشرت به كل الظُّنون.
العيد.. يسألنا:
بحب المشفقين
متى نكون ومَنْ نكون.
يا صاحبي:
والعيد في وطني
له لونُ الدَّمار
ونكهةُ البارود تأخذنا
وران على ضمائرنا الهوى
اللهُ أكبر..!!
كم تنامى الثأر من خلل الرماد
وقام بالأمر المبين فتى أمين.
اللهُ أكبر..!!
ربما يأتي «صلاح الدين»
من رَحِم الجراح
ويأخذ الأنفال راغمةً أنوف القاسطين
يعيد للأقصى الصلاةَ
ويدخل المسرى دخولَ الفاتحين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved