Monday 27th January,2003 11078العدد الأثنين 24 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كل يوم كلمة كل يوم كلمة
عندما يصبح فوز الهلال حسب الظروف
عبدالعزيز الهدلق

ماذا يتوقع المشجع الهلالي أن يقدم فريقه في مستهل مشواره لاستعادة لقبه الخليجي عندما يقابل مستضيف البطولة فريق قطر؟
لا اعتقد ان أي محب للزعيم يجزم بفوز فريقه اليوم على قطر القطري، فالهلال الذي كان محبوه وعشاقه يؤكدون فوزه في أي مواجهة وامام أي فريق محلياً كان او عربياً او قارياً أصبح اليوم مقلقا ومخيفا لانصاره يشكون في امكانية فوزه على اي فريق حتى ولو كان من فرق الوسط او المؤخرة ليس خارجيا بل محليا. فكيف حدث هذا الانقلاب في نظرة الهلاليين لفريقهم؟ ولماذا بدأت الثقة فيه تتزعزع وبشكل كبير؟ ما الذي تغير؟
أسئلة كثيرة يجب على صناع القرار داخل البيت الازرق طرحها على طاولة البحث والنقاش واستنباط الحلول. فالفريق يدربه حاليا افضل المدربين ويضم افضل واجود العناصر محليا وعربيا وقاريا ويعيش في بحبوبة مادية ممتازة أمنت كل حقوق لاعبيه ومتطلباتهم ويتمتع باستقرار يحسد عليه فلا قلاقل ولا مشاكل ولا تحزب ولا تفرق، وان أي فريق بتلك الكيفية لقادر على ان يلتهم الانتصارات التهاما ويشعل لاعبوه المدرجات تصفيقا وينتزعون من الجماهير الأخرى فضلا عن جماهيرهم آهات الاعجاب.. فلماذا الهلال غير قادر على ذلك رغم امتلاكه لكافة المؤهلات؟
ما الفارق بين الهلال مثلا والرائد أو الطائي او الرياض؟ انه فارق هائل يحسب بالسنوات الضوئية اذا لماذا يخسر الهلال من بعضها ويعجز عن الفوز على البعض الآخر؟ واذا كنا نقول ان خسارة الفرق الكبيرة من الصغيرة واردة فإنها تبقى استثناء وليست قاعدة كما هو حادث مع الهلال اليوم.
من وجهة نظري الخاصة كمراقب وعن قرب للوضع الهلالي أؤكد ان البعد النفسي هو السبب الأول والرئيس خلف ما يعانيه الهلال حاليا إضافة الى مجموعة اسباب اخرى مساندة.
والبعد النفسي يتمثل في ان اللاعبين يؤدون المباريات بلا مبالاة تثير الحنق وكأنهم يعاقبون جماهيرهم، أو كأنهم مغصوبون على اللعب. فلماذا يفعلون ذلك؟ للأسف هم يفعلون ذلك لانهم لا يشعرون بقيمة الفوز ولانهم لا يشعرون باختلاف التعامل معهم بعد المباريات ان فازوا او خسروا كما انهم لا يشعرون بأهمية الفوز والكسب قبل المباريات. وسبب ذلك الشعور هو غياب المؤثر النفسي الايجابي عليهم قبل المباريات وغياب المحفز والمحرض المعنوي للكسب.
فمهما عملت الادارة من توفير اسباب وعوامل مادية كبيرة وضخمة فسيبقى العامل النفسي مهما للغاية ولن يكون لكل الماديات مهما بلغت أي مفعول او قيمة ما دام العامل النفسي غائباً وقد كتبت حول هذا كثيرا وسأبقى اكتب لان هذا ما اعتقده وما اجزم ان الهلال يفتقده.
وانا اعرف ان في الهلال من يعتقد ان اللاعب المحترف يجب ان يؤدي واجباته مثلما يأخذ حقوقه لذلك هو ليس بحاجة لمن يهيئه نفسيا ويرفع روحه المعنوية قبل المباريات ويشحذ همته ويشعل الحماس في نفسه، فهذه الامور يجب ان يفعلها اللاعب من ذاته.
وهنا مكمن الخطأ فاللاعب مهما بلغ من الخبرة والتجربة فسيبقى بحاجة الى التحفيز و(التحميس) وشحذ الهمة والتشجيع والتعبئة المعنوية قبل المباريات واشعاره بأهمية الفوز والكسب له ولناديه وجماهيره. اما الركون الى الاعتقاد بأن اللاعبين (كبار) ويعرفون مصلحتهم ومصلحة فريقهم ويجب عليهم ان يهيئوا انفسهم بأنفسهم فذلك سيجعل الهلال اسيرا لمفاهيم خاطئة تهبط به الى مستوى العجز عن كسب الفرق التي تصارع الهبوط. اما تحقيق الانتصارات والبطولات فسيكون مرتبطاً بالتجليات الفردية لبعض اللاعبين التي يمكن ان تحدث او لا تحدث او حسب ظروف المباريات.
فهل يبقى المشجع الهلالي متعلقا بأمل تجلي احد اللاعبين ليجلب له الفوز او منتظراً ان تخدمه ظروف المباراة بشكل او بآخر لترتسم فرحة الفوز على محياه؟
لم تبدأ الادارة عهدا جديدا مع اللاعبين اعتبارا من مباراة اليوم يعتمد على السير في ثلاثة خطوط متوازية الاول تأمين حقوق ومتطلبات اللاعبين والثاني تعبئتهم النفسية والمعنوية والثالث محاسبة المقصرين والمتهاونين واللامبالين؟
هذا ما ستكشفه منازلة الهلال الاولى في بطولة مجلس التعاون التي ستجمعه بقطر القطري في السادسة من مساء اليوم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved