Friday 31th January,2003 11082العدد الجمعة 28 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رياض الفكر رياض الفكر
لكبار السن.. والنساء!
سلمان بن محمد العُمري

من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا»، بهذه الكلمات أبتدىء هذه الكلمات التي دفعني لكتابتها مالاحظته في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ذلك المطار الذي يقوم بأجل الخدمات حيث انه المنفذ الجوي لمكة المكرمة وعبره يأتي ملايين الحجاج والمعتمرين كل عام، عدا عن وظائفه الأخرى حيث تعتبر عروس البحر الأحمر المدينة الاقتصادية البالغة الأهمية في المملكة.
من المعلوم أن الركاب بعد نزولهم من الطائرات هناك أو قبل صعودهم إليها يركبون في حافلات صغيرة تنقلهم من وإلى الطائرات، وفي تلك الحافلات أماكن كتب عليها: «خاص للنساء وكبار السن»- حسبما اعتقد- وهذا أمر بديهي لأن للنساء ظروفاً خاصة من حمل وإرضاع ومرض وغيرها ولكبار السن ظروف خاصة أيضاً من المرض والشيخوخة والعجز والهرم وغير ذلك، ولكل هذا كان بديهياً أن تعطى لهم مراعاة زائدة يستحقونها، وخصوصاً في مجتمع كمجتمعنا الذي يعيش في ظلال الإسلام الحنيف، وكذلك في هذا المجتمع الذي يعيش في ظلال التكافل الاجتماعي والترابط الأسري والمعيشي، ولهذا لا عجب أن نرى هذه الأمور على أشدها في مجتمعنا رحمة بالضعيف وعطفاً على الصغير وتوقيراً للكبير ابتغاء مرضاة الله تعالى وحتى يظهر مجتمعنا بالصورة الرائعة التي يريدنا الله تعالى عليها.
تلك هي الصورة الحلم التي ننشدها، ولكن ما الذي نراه على أرض الواقع، إننا نرى العكس تماماً في تلك السيارات أو الحافلات حيث يتسابق بعض الشباب الأشداء الأقوياء البنية المفتولي السواعد لتلك الكراسي ويجلسون عليها ويحرمون صاحب الحق من حقه، الأمر كله لا يتعدى دقائق، ويمكن الوقوف في أثناء ذلك بكل راحة ودون أي تعب، فلماذا هذا التسابق والتدافع!، ولماذا هذا «الاغتصاب»- إن جاز لنا التعبير- لتلك المقاعد التي تخص أناساً يستحقونها.
إن هذه السلوكيات بعيدة تماماً عن أخلاقيات مجتمعنا وديننا وأمتنا، وهي سلوك غريب مستنكر، ولا يحق لأحد أن يتهاون به، أما الذين يقومون به فإننا ندعوهم للتأمل لحظة في سلوكهم وليتذكروا أن لهم أمهات يسافرن ولهم أشخاص كبار بالسن يسافرون أيضاً وسيتعرضون لمواقف مماثلة.
لقد خطر ببالي أن أطرح فكرة تطبيق عقوبة بحق من يخالف ذلك، ولتكن على سبيل المثال دفع «500» ريال عن كل مخالفة من هذا النوع، بحيث تبقى مقاعد النساء والشيوخ لأصحابها.
الكرة نضعها في ملعب الشباب أولاً وأخيراً، وبالطبع ملاعب المسؤولين عن شؤون المطار ليست محصنة ضد الكرة ودورهم مطلوب، والله ولي التوفيق.

alomari420yahoo.com

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved