* العلا عبدالله الخضيري:
أكد فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم بن العباد رئيس محكمة العلا ومدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالمحافظة على أهمية الاستفادة من تقنيات العلم في مجال الاتصالات لخدمة الدعوة، والوصول بها إلى آفاق أبعد، مشيراً إلى ان تنويع الخطاب الدعوي ووسائله أضحى من الأمور الضرورية، والتي تتطلب من الدعاة والعلماء الإلمام بالمنجزات العلمية الحديثة، وتسخيرها لخدمة الدعوة.
وأشار الشيخ العباد في تصريحات خاصة ل«الجزيرة» ان الأخذ بوسائل العصر، والاختيار المناسب للغة الخطاب الإسلامي، وطبيعة المخاطب، تزيد من احتمالات تأثير ووصول هذا الخطاب، مدللاً على ذلك بالإنجاز الكبير الذي حققه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بمحافظة العلا، باعتناق أكثر من مائة شخص للإسلام ما بين رجل وامرأة من خلال برنامج المحاضرات، والندوات والمخيمات وغيرها من المناشط الدعوية المختلفة بالكتب.. وأضاف الشيخ العباد ان آليات العمل المتبعة في المكتب تشمل المساجد بتنظيم الدروس، والمحاضرات، والكلمات الوعظية، والندوات، والدورات العلمية باستمرار، وكذلك الدوائر الحكومية، بتنظيم كلمات أسبوعية تُلقى بعد صلاة الظهر فيها، وفي الأسواق حيث يتم توزيع الكتب، والنشرات، والأشرطة المفيدة عن طريق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محافظة العلا، وفي الشركات، والمؤسسات أيضاً بالتعرف على الجالية غير المسلمة من خلال المسؤولين عن تلك المؤسسات ثم دعوتهم للإسلام، بالإضافة إلى منتجعات الشباب، بزيارتها وتقديم النصح والإرشاد لهم واهدائهم الكتب والأشرطة، وهناك برامج خاصة بالفنادق، والأماكن السياحية، والترفيهية وهناك اهتمام كبير بهذه الأماكن حيث توضع فيها المكتبات للاطلاع والاستفادة واستغلال الوقت فيما ينفع.
بالإضافة إلى المخيمات الدعوية في القرى والهجر، ورحلات الحج والعمرة واقامة المحاضرات في مدارس البنين والبنات، وزيارة المستشفيات، والسجون، واقامة المسابقات المختلفة للرجال والنساء، واستقبال الفتاوى من المستفتين على الهاتف.
وفيما يتعلق بالطريقة المناسبة لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، أكد الشيخ العباد انه لا يوجد طريقة واحدة، أو أسلوب واحد، إلا اننا نعلم يقيناً ان حسن التعامل والمعاملة هو من أنجح الوسائل وأقربها إلى قلوبهم ودخولهم في دين الله عز وجل ثم تكون بعد ذلك المناقشة، والحوار وإثارة الشبهة، وعلى الداعية مراعاة الأمور التالية عند دعوته غير المسلمين وهي حال المدعو ويتدرج تحت ذلك نقاط متعددة نذكر بعضاً منها، ومعرفة الديانة مثل النصرانية، والبوذية، والهندوسية وغيرها، ومعرفة المستوى العلمي والثقافي «متعلم أو غير متعلم» ونوع الدراسة كأن تكون دراسة علمانية مثلاً تعلمها في بلده وهكذا، والمنشأ والمكان الذي ولد فيه، ومدى معرفته بالإسلام والمعلومات التي لديه عن الإسلام، ومعرفة الشبهة الواردة عنده عن هذا الدين، والحالة الاجتماعية «متزوج أو غير متزوج» وذلك انه ربما يكون الزواج والأولاد عائقاً عنده عن الدخول في الإسلام، ومكان الدعوة وزمانها المناسب لعرض الدعوة عليه، والأسلوب الدعوي، وحسن العرض، وقوة الحجة والجواب عن الشبهة الموجودة عنده، وحسن التأدب في الكلام، وعدم الجرح والطعن في دينه، والإلمام الجيد بديانة المدعو من حيث أصلها ومعتقداتها، وكيفية تنفيذ الحجج، والرد عليها من منظور شرعي سليم، والتخاطب معهم باللغة الخاصة بهم وذلك لأنه من أفضل السبل في دعوتهم ومعرفة حججهم ومقالاتهم وفهم الكلام منهم على الوجه الصحيح، والتنوع قدر الاستطاعة في أساليب الدعوة، والتنقل من أسلوب إلى آخر بحسب ما تقتضيه الحاجة.
وأشار الشيخ العباد إلى ضرورة وجود مصادر دائمة للانفاق على مناشط المكاتب التعاونية، مشيراً إلى ان مكتب العلا يعتمد على تغطية نفقاته بعد الله تعالى على أهل الخير، والمحسنين كما يقوم المكتب بإقامة السوق الخيري، والطبق الخيري بالتعاون مع بعض المحلات مما ينتج عنه مردود مالي لكنه لا يفي بتغطية النفقات، والتكاليف اللازمة للمناشط الدعوية وهو يستوجب الاهتمام بطرح مشروع الوقف الخيري لصالح المكاتب التعاونية ودعوة أهل الخير والموسرين لدعم ومساندة هذا المشروع للحاجة الماسة إليه.
* وقدوتنا جميعاً في هذا التواصل هي حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي يدعونا دائماً إلى توحيد الجهود وتكاتفها من أجل خدمة الدعوة إلى الله عز وجل، كذلك الدور الكبير لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ، والذي لا يألو جهداً في دفع مسيرة الدعوة عبر التلاحم بين كافة المكاتب المنتشرة في ربوع المملكة.
| 
