المساعي السعودية والدولية لتفادي الكارثة

عزز خطاب الرئيس الأمريكي الأخير من توقعات الحرب وأكد حتميتها، مع وعوده بالكشف عن أدلة تثبت وجود أسلحة للدمار الشامل في العراق. ومع ذلك فإن الجهود الخيرة لتفادي الكارثة تتواصل بجد ولا تستثني حتى واشنطن في تواصلها مع عواصم القرار في العالم، رغم ان الولايات المتحدة تقول بتضاؤل فرص العمل الدبلوماسي.
وبصفة خاصة هناك هذه الجهود المتواصلة التي تقوم بها المملكة التي تنطلق من قناعة هذه البلاد بضرورة تجنيب الشعب العراقي المزيد من المصاعب والآلام والنأي بالعراق عن مخاطر التقسيم وحماية المنطقة ككل من افرازات حرب لا يعلم أحد المدى البعيد الذي ستذهب إليه في عنفها والحجم الكبير لسلبياتها..
وضمن هذا الفهم واصل سمو وزير الخارجية هذه المساعي الخيرة حيث التقى الثلاثاء الماضي الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وتناول اللقاء ما يجب القيام به لمنع وقوع كارثة وأزمة ذات ابعاد هائلة داخل العراق. وأشار سمو وزير الخارجية عقب اللقاء الى ان المملكة تأمل في امكانية التوصل الى حل يتفادى تقسيم العراق ويحافظ على وحدة أراضيه.. كما شملت تحركات الأمير سعود الفيصل بريطانيا، ومن المقرر ان يكون التقى في وقت لاحق من يوم أمس الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول..
ومهما تصاعدت وتكثفت نذر الحرب في سماء المنطقة فان مساعي اجهاض المواجهة ينبغي أن تتسارع وتتواصل، ومن المهم دائما البحث عن العناصر التي من شأنها تهدئة الأوضاع، وهذا عمل يستوجب مشاركة دولية أكبر ومن مختلف الكيانات الدولية بحيث تؤدي عملا متناسقا للوصول الى النتيجة المرجوة.
فالعمل الدولي لتفادي هذه الحرب يتخذ وسائل شتى من التظاهرات الى التصريحات والمواقف الرسمية، ويبرز هنا بوضوح اعراب معظم دول العالم عن أملها في استمرار مهمة المفتشين الدوليين، حيث يوفر التفتيش الدولي المعطيات اللازمة للحكم على ما يجري في العراق وبالتالي اتخاذ قرار يقوم على نتائج عمل فريق دولي بكل ما ينطوي عليه ذلك من ميزات العمل الجماعي، حيث يؤكد رئيس المفتشين الدوليين هانز بليكس انه للوصول الى نتيجة حاسمة لابد من منح المفتشين وقتا أطول.. وذات المطلب كرره رئيس الهيئة الدولية للطاقة النووية محمد البرادعي مؤكدا ضرورة اعطاء المفتشين خمسة أشهر لاكمال عملهم.