Friday 31th January,2003 11082العدد الجمعة 28 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خيول الفجر تحقق المتعة الفنية خيول الفجر تحقق المتعة الفنية
سليمان العميريني / الرياض

بعد ان شاهدت واستمعت إلى هذا العمل الفني الكبير «خيول الفجر» أكثر من مرة وجدت أن روعته تتجدد ، لأنه عمل غيرعادي، هذه ماسة ذهبية في الجنادرية كما قال الاستاذ الملحن سامي احسان، والملحن طلال باغر، والفنان محمد عمر «خيول الفجر» كلمات ترقى بالذوق، وتحقق المتعة الفنية، كلمات لشاعر كبير أطربنا منذ أن عرفناه بأجمل أوزان الشعر العربي الإسلامي الأصيل، وما زال يطربنا من خلال ما نسمع من أمسياته، وما نقرأ من قصائده التي تتحفنا بها جريدة الجزيرة بأجمل الشعر وأعذبه وأصدقه وأروعه كلمات مشرقة ومعان سامية، زادها جمالاً وقوة في التعبير الإبداع في اللحن الذي ظهرت فيه قدرة الملحن الدكتور «عبدالرب ادريس» وقد ظهر تفاعل هذا الملحن مع كلمات ومعاني شاعرنا الكبير عبدالرحمن العشماوي، فكانت الألحان الراقية، المنّوعة المناسبة للمقاطع الشعرية، ثم كان أداء الفنانيين الكبار، محمد عبده فنان العرب الذي يتميز صوته برخامة وجمال لا يتوافر لغيره من الفنانين، وصباح فخري الذي تفاعل مع النصوص الشعرية «العشماوية الاسلامية» بصورة بديعة، وأحمد الحربي الذي كان مفاجأة الأداء الفني الراقي لأنني لم استمع إليه من قبل، ثم زيّن ذلك كله إخراج المخرج الكبير نجدت أنزور الذي بذل جهداً مشكوراً في محاولة إبراز أبعاد هذا الانشاد الشعري الراقي البديع، ولا أجد في الرقصات المصاحبة نشازاً بالصورة التي ذكرها من انتقدها، حتى الدكتور الشاعر عبدالرحمن العشماوي انتقدالرقصات ولكني لا اجد فيها ذلك الخلل الذي ذكره وذكره غيره من المنتقدين، وبما ان زيادة حركات بعضهم مثل حركات «الاندونيسيين» كانت لافتة للنظر، ولكني ليس إلى تلك الدرجة من السوء التي ذكرها المنتقدون،
نجدت أنزور قدم إخراجاً جميلاً لخيول الفجر، فجاء الأوبريت لهذا العام جنادرية 18، رائعاً مؤثراً، حتى أصبح علامة بارزة ونقلة جديدة للأوبريتات لأسباب كثيرة ويمكن ان ألخص رأيي في النقاط الآتية المحددة حول أوبريت «خيول الفجر»:
1 خيول الفجر أجمل عنوان قرأته لنشيد شعري بديع، والعشماوي شاعر الخيول لأن ذكر الخيل وصهيلها وركضها يرد في شعره عشرات المرات، والخيول رمز عربي أصيل شامخ مناسب لما نريد من الشموخ والرفعة، وهي رمز الخير لأن الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة. وهي رمز الفروسية والعدة والشجاعة، والفجر رمز الضياء والنور والنظر الصحيح.
هكذا برزت قدرة شاعرنا العشماوي منذ «العنوان» حيث وضع لنا عنواناً رائعاً نفتخر ان نذكره ونتغنى به دائماً.
2 خيول الفجر أيضا مناسبة لشمولية الإسلام وعالميته، فالخيل عالمية، كل الاجناس البشرية تحبها وتعتني بها، وترفع قدرها. والفجر عالمي كل الناس يرونه ويسعدون بطلوعه. وهل الإسلام العظيم إلا ذلك الشمول والعالمية.
3 هناك من نظر نظرة سلبية إلى الرقصات المصاحبة للإنشاد وأنا لا أميل إلى هذه النظرة فهي لوحات مسرحية مساعدة للأداء الإنشادي.
4 هناك تجاهل كامل من بعض الصحف المحلية لهذا الأوبريت، بينما رأيناها في الأعوام الماضية تبالغ في الحديث عن الأوبريت، فلماذا، بعضهم يبالغ فيقول والعهدة عليهم ان بعض هذه الصحف شرقت بنجاح «الإبداع الشعري العشماوي» بسبب نظرة شللية ضيقة، فإذا كان ما قالوه صحيحاً فهي عثرة صحفية كبيرة لا يصح أن تقع.
5 لايزال تلفزيوننا العزيز مقصراً مع هذا الأوبريت من ناحيتين، الأولى عدم استضافة شاعرنا الكبيرعبدالرحمن العشماوي مع ان الجميع يتفقون أن جمال النص الشعري كان العمود الفقري لنجاح هذا الأوبريت، ومع ان التلفزيون العزيز قد استضاف عبدالرب ادريس ، ونجدت أنزور استضافات غير ناجحة بسبب عدم قدرة المذيعين على إدارة الحوار بشكل صحيح.
والناحية الثانية، عدم استخدام مقاطع من الأوبريت وعرضها في فترات مختلفة كما حدث مع الأوبريتان الماضية، فلماذا؟ إننا نريد من التلفزيون أن يعرض علينا هذا الإبداع السعودي الكبير، فأنا أسعد أن يستمع ابنائي لهذا الأوبريت «خيول الفجر» لأنه سيمكنهم من حفظ أجمل الكلمات وأسمى المعاني.
سؤال من مشاهد محب: لماذا يا تلفزيوننا لا تجري لقاء مع العشماوي فنحن نحتاج إلى محاورته والاستماع إلى رأيه في هذاالعمل.. مع تحياتي لكل من كان سبباً في نجاح هذا العمل الفني الكبير.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved