Friday 31th January,2003 11082العدد الجمعة 28 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حين تنبض الصداقة مع القلوب!! حين تنبض الصداقة مع القلوب!!
أورانوس بنت علي الحسين

في ليلة من الليالي وبعد أن رفض النوم أن يأتي إليّ بدأت أسرح في خيال وبينما الأفكار تلاحقني.. خطر ببالي أن أكتب عن علاقة جميلة إنها تلك العلاقة التي تربطنا بالآخرين فقررت بأن أشمر عن ساعدي وأمسك بقلمي وورقتي الجميلتين وأشاهد ما يكتبه قلمي فها هي أسطره بين أيديكم ونصب أعينكم وهي تقول:« الصداقة شيء جميل.. فالصداقة هي علاقة انسانية تربطنا بالآخرين قبل أن تكون كلمة عادية.. إنها علاقة محبة وصراحة وتفاهم من كلا الطرفين تبقى وإن داهمتها الظروف أو اشتدت عليها الأعاصير لأنها نبتة ثابتة راسخة لا يمكن اقتلاعها.. بنيت ببناء المحبة والصدق.. فكم من صديق عاشرناه.. وكم من رفيق سرنا معه الأيام والليالي.. وكم من أفراح وأحزان بثت لذلك الصديق.. وكم وكم..؟!! فوق الخيال ويصبح بين أصدقاء أحبهم وأحبوه يشتاق إليهم لأقصر اللحظات لأنه سعيد بهذه الصحبة الطيبة.. سعيد بصحبتهم ومجالستهم لأنهم قد عملوا بمعنى الصداقة الحقيقية.. أجمل رابطة تربطنا بالآخرين وأحلى علاقة لأنها علاقة محبة وتقدير وصدق وتفاهم. إن الانسان بحاجة لذلك الصديق الذي يشاطره جميع أفراحه وأحزانه.. بحاجة لصديق يكمل معه مسيرة حياته العملية والعلمية وكما قال الشاعر:


فلا خير في الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصف

فتخيل نفسك أيها القارئ وأنت تسير في حياتك بدون صديق؟!!
إلى من تشكو.. إلى من تتكلم.. أمع نفسك؟! لا فهذا ليس من المعقول وأيضاً ليس معنى هذا الكلام بأن ليس هناك من نتكلم معه غير الأصدقاء فهناك الأهل ولكن هل سيصبحون كالأصدقاء.. بالطبع لا مهما بلغ عطف الأهل أو حتى الأقارب بحنانهم وقربهم إليك فلن يصبحوا كالأصدقاء وصدق من قال «الصديق وقت الضيق» وها أنت في وقت محنك من سيساعدك غير ذلك الصديق الوفي الذي عاشرته شهوراً وسنين كثيرة حتى أنه أصبح جزءاً منك بل انك تشعر بأنكما قلبان في جسد واحد إن ذلك الانسان عندما يشعر بأنه محاط بأصدقاء أحبهم وأحبوه يشعر بأنه في غاية السعادة لأنه وجد هؤلاء الأصدقاء.. فما رأيك يا من تقرأ تلك الكلمات في معنى هذه الكلمة «صديق». إنك مهما سطرت من أوراق فلن تصف معنى هذه الكلمة إلا القليل لأن لها معاني كبيرة وكثيرة بل انها أكبر من أن تسطر في أوراق لأنها الآن وفي هذا الزمن بالتحديد قلَّ من يعملُ بها أو بمعناها الجميل لأنهم اعتبروها كرتاً يلعبون به عندما تنتهي مصالحهم حتى يرموك ويرموا معها هذه الكلمة.. فكثير من يوجد ليس لهم صديق وأيضاً هناك الكثير من يملكون تلك الكلمة بل ويضربون بها أروع الأمثال.. فما أصعب الحال على من لا يملكون هذا الصديق وما أقسى حياتهم فهم كالوردة التي لم تجد من يرعاها فذبلت.. إن اختيار الانسان لصديق يدل على مدى صحة اختياره لأن الانسان يعرف بصديقه لأنه من يستمر معك في حياتك العملية الباقية بإذن الله فإن حَسُنَ اختياره حسنت نهاية ذلك الاختيار فالصداقة يجب أن تبنى ببناء الصدق وأثاثها المحبة والصراحة وسورها الوفاء والتنازل والتضحيات الذي ستدوم به الصداقة.
- قف معي يا من تقرأ هذه الكلمات وأقرأ قول علي رضي الله عنه «إن أعجز الناس من عجز عن اكتساب الاخوان وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم» فهذا يدلنا على أن اكتساب الأصدقاء صعب جداً في البداية ولكن نهايته جميلة ولكن الأصعب من ذلك هو خسران ذلك الصديق.
- قد يتبادر إلى أذهاننا بعض الأوقات بأن كلمة الصداقة كلمة فوق الخيال أو أن الحصول عليها صعب جداً ولكن؟!! هل بحثتم عنها جيداً؟.. إننا عندما نبحث عنها سنجدها كالزهرة من بين الأشواك بل كالقمر في ليلة مظلمة لأنها واضحة وجميلة فيجب علينا حسن الاختيار..
وأخيراً: ما أجمل وأرق وأفضل كلمة الصداقة الحقيقية التي تحتم علينا بعد أن نجدها المحافظة عليها أشد الحفاظ حتى نسعد وننعم بذلك الهدوء والراحة النفسية لأننا ممن يملكون أصدقاء أوفياء ونادرين.
نبض الصداقة.. همسة صدق!!
إني سأهمس في اذن كل صديق بصدق ووفاء.. إلى جميع من اعتبرتهم أصدقاء لي وأقول لهم: أعذروني وسامحوني إن قصرت في الكتابة عنكم لأني مهما كتبت فلن أصف هذه الصداقة الخيالية التي تحملونها أنتم وتلك القلوب الصافية التي دائماً تعطي وتبذل كل ما تستطيعه من أجل هذه الصداقة وأقول لكم: سأحتفظ بهذه الصداقة إلى الأبد بإذن الله مع ذكرياتي معكم داخل وجداني وذاكرتي فهي محاطة بالوفاء والاخلاص لكم أنتم أصدقائي وهأنذا أردد هذا القول.. الصديق من صدقك لا من صدَّقك. إني بعد أن كتبت هذه الأسطر طرق النوم عليَّ الباب ففتحته من غير أن أعلم ولكني بعدما صحوت علمت بأني قد كتبت ذلك في قلبي وذاكرتي قبل ورقتي.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved