Friday 31th January,2003 11082العدد الجمعة 28 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الجريمة في مجتمعنا الآمن الجريمة في مجتمعنا الآمن
محمد إبراهيم فايع / خميس مشيط

سلوكيات انحرافية لم تكن في البال تحدث الآن في مجتمع له خصوصيته الدينية وتغلب عليه عادات وتقاليد يعتز بها وينتقد من يخرج عليها، فمن المسؤول؟ ولِمَ كل هذه الجرائم تحدث في مجتمع له مثل هذه الخوصيات حتى باتت حديث المجالس؟ هل هناك خلل ما أو عوامل أسهمت في ظهور الجريمة؟ قد ازعجكم بمجموعة من الأسئلة غير أن كل سؤال له ما له من التعليق يجر وراءه مجموعة أخرى من الأسئلة. فهل للإعلام الفضائي دور فيما يحدث بصغته قد تعدى الحدود وكسر الحواجز ودخل الى كل بيت وحمل معه من البرامج والمواد الإعلامية أكثرها قد لا يتناسب مع ما يتحلى به مجتمع تحكمه تعاليم دينية وتضبطه عادات وتقاليد.
- أم أن للثقافة الوافدة بما يحمله الوافدون معهم الى بلادنا من سلوكيات ومظاهر لا تتناسب مع سلوكياتنا غير انها استشرت بفعل التقليد والمحاكاة بين شبابنا بحكم الاختلاط في التعامل في الأسواق وفي الشارع وفي المنازل والمكاتب كالتأثير على اللغة العربية وتقليد الملابس ومظاهر سلوكية أخرى خارجة عن النطاق المألوف وخارقة لما يعرف بقانون «العيب».
- أم ان للظروف الاقتصادية تأثيراً في نشوء أسر كثيرة في ظروف معيشية صعبة وغير مناسبة فلم يجد معها ابناؤها سوى السرقة وارتكاب الجريمة والانحراف من اجل الحصول على حياة تنقلهم الى الحياة السعيدة التي تحياها أسر كثيرة يجد بداخلها أفرادها حياة رغيدة خاصة ان هذا الزمان أصبحت فيه المظاهر المادية سمة كثير من الناس يتفاخرون بها.
- أم ان للتربية الحديثة دوراً في خروج جيل ضائع مائع لا يعي مصلحته ولا يتفهم دوره ولا يعرف واجباته ولا يهمه ان تحلى بالأدب او تخلى عنه، لم يدرب على تحمل المسؤوليات وغير عابئ بالعادات والتقاليد المتوارثة والتي تحترم.
- أم ان الفراغ الروحي وضعف الوازع الديني لهما دور في ارتكاب الشاب للجريمة وسلوكه للانحراف دون وجل يزين له أصدقاء السوء التائهون سبل الجريمة من أجل اسقاطه معهم في بؤرة الفساد والرذيلة ويسهلون له طرق أبوابها.
- أم ان المخدرات وانتشارها وتعاطي أنواع المسكرات وادمانها تحيل صاحبها الى إنسان فاقد لأحاسيسه ومشاعره فيندفع الى تنفيذ تصرفات قد لا يعي نتائجها ولا يحسب عواقبها وقد أثبتت دراسات عديدة العلاقة القوية بين الجريمة والمخدرات.
أم أن هناك عوامل نفسية واجتماعية أدت الى الإصابة بالأمراض النفسية التي نسمع عنها اليوم حتى بتنا نسمع عن حالات انتحار ينفذها أناس أسوياء وبعضهم يعول أسراً وأبناء.
عفواً لقد وجعتكم بكثير من التساؤلات ولو أطعت يراعي لأكملت ما في جعبتي من أسئلة حركتها اوجاعي على مجتمع لم يكن يسمع بالأمس القريب ما يحدث اليوم من انحرافات وسلوكيات شائنة وجرائم أخلاقية ولعلكم تبحثون عن الحلول أو الإجابات على اسئلتي التي حاولت اخفاءها وهي عنكم ليست بخافية. باختصار نحن في حاجة الى العودة الى الله كما ينبغي عبادة وطاعة نحن في حاجة الى ان تقوم الأسرة بدورها التوجيهي والتربوي. نحن بحاجة الى أن يدرس الإعلام الفضائي مواده قبل ان يبثها وان يوجد إعلام عربي متطور يتصدى بالفكرة والهدف والمادة لإعلام الرقص والجنس والخلاعة والعنف.
نحن بحاجة إلى ان تنطلق التوعية والتربية من المدرسة وان يكون للمجتمع إسهام في صنع رسالة التوعية ويشارك في ارسالها مع التربويين. نحن في حاجة الى وأد السلوكيات الانحرافية في مهدها قبل أن تشب وتقوى وتتحول الى إجرام وجرائم تهز أركان مجتمعنا الآمن.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved