Friday 31th January,2003 11082العدد الجمعة 28 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سلطان الراجح «سمارا» نجم هلال الثمانينيات يحكي مشواره الرياضي لـ « الجزيرة »: سلطان الراجح «سمارا» نجم هلال الثمانينيات يحكي مشواره الرياضي لـ « الجزيرة »:
مثلت فريق الهلال في ثلاث درجات فاحترفت في صفوفه بـ «120» ريالاً..!

لقاء: خالد الدوس
طوال تاريخ الرياضة السعودية الذي بدأ منذ ما ينيف عن نصف قرن تعاقب على مسيرتها الخضراء العديد من الرواد والنجوم والأجيال، منهم من كانت له بصمات واضحة وإسهامات بارزة في وضع لبنات مرحلة البناء والبداية ومنهم من عاش حقبة ما بعد التأسيس وكل هؤلاء الرجال بالتأكيد ستظل أسماؤهم محفورة في الذاكرة!!
ومن هذا المنطلق حرصت «الجزيرة» على تقديم هؤلاء الرواد والنجوم والأسماء على صفحات كل جمعة.ضيفنا هذا الأسبوع لاعب فريق الهلال في الثمانينيات سلطان الراجح الشهير بلقب «سمارا».. أحد الأسماء التي مثلت «الأزرق» في درجاته الثلاث حيث برز في خط الوسط رغم صغر سنه.. فاشتهر بالأدوار الدفاعية وإجادته للرقابة الشديدة واللصيقة للاعبي الخصم إلى جانب تميزه باللعب بكلتا قدميه..
دخل التاريخ الهلالي مع أول جيل فاز بأول بطولة في المسيرة الزرقاء وتمثلت في كأس الملك عام 1381هـ.. ثم شارك أيضاً في انجاز 1384هـ حين انتزع الهلاليون كأس الموسم (كأس ولي العهد وكأس الملك) كثاني فريق سعودي يحقق هذا الانجاز بعد الاتحاد.
البداية في معكال
بدايتي الرياضية كانت في الحواري والمدارس .. ففي حي معكال «أحد الأحياء الشعبية بوسط العاصمة الرياض» أوجدنا فريقاً سمي «بالاعتماد» منتصف الحقبة السبعينية. وضم فريق الحي مجموعة من أبنائه أذكر منهم «محمد وبريكان» أبناء البريكان وإبراهيم النشوان، محمد بن نصبان، عزيز جمعان.. واستمررت مع الاعتماد «3» أعوام ثم انتقلت لفريق نمور الهلال الذي كان يمده بالكور والملابس واحتواه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد «كساه الله ثوب الصحة والعافية» حيث ضم هذا الفريق مجموعة من المواهب الشابة المتقاربة في السن أذكر منهم أبناء الجوهر «سعد وناصر» وسعد بن خليف وابن نفيسة ثم انضم إليه أبناء آل الشيخ «عبدالرحمن وعبداللطيف» ليتحول فيما بعد لفريق نجمة الهلال ثم النجمة بعد استقلاليته وتصنيفه رسمياً عام 1380هـ على يد رئيسه عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ..
وبعد فترة وجيزة من اللعب لفريق نمور الهلال عرض علينا الشيخ عبدالرحمن بن سعيد فكرة الانضمام للهلال ووافقنا كمجموعة حيث سجلنا عام 1379هـ.
أبو مساعد وراء
انضمامي للهلال!!
* وجاء انضمامنا نحن الأربعة سلطان الراجح وعزيز جمعان ومحمد بن نصبان وإبراهيم النشوان لفريق أشبال الهلال انطلاقاً من هلاليتنا وعشقنا الكبير لهذا الفريق الذي كان يزخر بالأسماء والنجوم اللامعة في ذلك الوقت أمثال مبارك العبدالكريم وصالح أمان ورجب وسلطان بن مناحي وابن موزان والكوش وغيرهم.وأتذكر جيداً أن «أبو مساعد» أعطانا أوراقاً لاستديو تصوير في شارع الثميري ثم أنهينا أوراق التسجيل بلا مقابل وكان عمري آنذاك 15 عاماً!!
ومثلت الفريق في درجاته الثلاث!!
أدوار دفاعية
* مثلت الهلال في خط الوسط طبعاً كنت أقوم بالأدوار الدفاعية واللعب بالقدم اليسرى وأيضاً باليمنى وأكثر ما يميزني في ذلك الوقت إجادتي للرقابة الشديدة واللصيقة للاعبي الخصم وأتذكر جيداً أنني كلفت بمراقبة أسطورة الاتحاد في الثمانينيات النجم سعيد غراب ونجحت بامتياز في القضاء على خطورته في دورة المصيف بالطائف.
ولا أنسى في الواقع أدوار المدربين الذين أشرفوا على الهلال آنذاك ومنهم حسن سلطان والتوم جبارة الله والسر سالم وهؤلاء بلا شك استفدت منهم كثيراً ودعموا قدراتي الفنية خصوصاً حسن سلطان الذي استدعاني للفريق الأول رغم صغر سني.
حسن سلطان استدعاني
* ففي عام 1381هـ استدعيت للانضمام للفريق الأول بطلب من مدربه آنذاك حسن سلطان وظللت احتياطياً نظراً لوجود لاعبين كبار أمثال سلطان بن مناحي ومهدي بن علي حتى أنني اخترت احتياطياً ضمن تشكيلة الفريق في نهائي كأس الملك لموسم عام 1381هـ الذي حققه الهلال لأول مرة في تاريخه بعد فوزه على بطل الغربية فريق الوحدة «3/2» حيث أحرز نجمنا الراحل رجب خميس «رحمه الله» 3 أهداف «هاتريك» جلب بها أول بطولة هلالية أمام فريق متمرس وعنيد هو فريق الوحدة الذي كان يضم أسماء رنانة ولامعة أمثال عبدالرحمن الجعيد وحسني باز، وحسن دوش، وسليمان بصيري، وصدقة سلطان،.. ولا شك أنني أعتز كثيراً بهذا الانجاز الذي تحقق بجهود زملائي اللاعبين وبدعم من شيخ الرياضيين.
نجحت أمام الشباب
* أتذكر جيداً أول مباراة مثلت بها الهلال أساسياً منذ البداية كانت ضد فريق شباب الرياض «الشباب حالياً» ضمن لقاءات الدوري عام 1382هـ وكسبناها «4/0» حيث لعبت واحدة من أجمل مبارياتي رغم صغر سني وحداثة تجربتي إلا أنني نجحت في التفوق على ذاتي رغم صعوبة المواجهة كونها ضد فريق منافس ويضم لاعبين جيدين أمثال صالح عدني وفهد الدهمش وأحمد حريري ومحمد جمعة وأبو تنمة حتى أنني تلقيت هدية من «أبو مساعد» عبارة عن دباب!!
يوم خسرنا كأس الملك 83!
* من المباريات التي لا تزال عالقة في ذهني يوم خسرنا كأس الملك عام 1383ه أمام فريق الاتحاد ب«3/0» حيث صاحب فريقنا ظروف عدة منها ابتعاد رئيسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وتولي سكرتير النادي آنذاك محمد رمضان الاشراف عليه في ظل غياب أبو مساعد «....»! إلى جانب طريقة المدرب «حسن سلطان» حيث أصر على اشراك زين العابدين رغم أنه مصاب حتى أن ساقه كانت تنزف دماً لكنه أصر على اشراكه، أيضاً منح لاعبين جدداً وشباباً أمثال صالح الحميدان وعزيز الجمعان وعبدالعزيز بن ناصر «القشة» الفرصة أمام فريق عملاق كالاتحاد يضم لاعبين كبارا أمثال الغراب وكعدور وحسن دوش «لاعب الوحدة سابقاً» والقملة وكتلوج فتحول الهلال لفريق وديع في ظل الظروف التي صاحبت تلك المواجهة وحقيقية لو كانت ظروفنا أفضل لما فاز الاتحاد ولكن..
أبطال كأسي 84!!
* ولكن تأهلنا للمرة الثانية لنهائي كأس الملك عام 1384هـ بلا شك جاء في ظل الحضور من قبل أعضاء شرف النادي ومحبيه يتقدمهم الأمير هذلول بن عبدالعزيز وساهم التواجد الهلالي المستمر لأعضائه ورجاله في دعم الفريق معنوياً وشحذ هممه لاسيما الإدارة بقيادة مؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد وفقت في الواقع بالتعاقد مع المدرب السوداني «حسن التوم» الذي كان بمثابة الطبيب النفسي للاعبين قبل أن يكون مديراً فنياً ناجحاً.
طبعاً انعكس ذلك على روح ونفوس المجموعة الهلالية وحققنا في ذلك الموسم كأس الملك وكأس ولي العهد بعد أن فزنا على الاتحاد «3/1» رددنا اعتبارنا وأخذنا بثأرنا ثم فزنا على الوحدة في كأس ولي العهد في ملعب الصبان بجدة.
ولا شك ينتابني شعور بالفخر والاعتزاز كوني أحد لاعبي الهلال الذين شاركوا وبصورة متواضعة في فوز الأزرق بهذين اللقبين اللذين جاءا عبر أقوى فرق المملكة آنذاك هما الوحدة والاتحاد.
احترفت ب«120» ريالاً
* الشيخ عبدالرحمن بن سعيد «أطال الله في عمره» لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننسى أفضاله وأدواره التي قدمها لهذا الكيان العريق، كان يعد الأب الروحي بالنسبة لنا كلاعبين وكثيراً ما وقف معهم حتى أنه خصص لبعض اللاعبين رواتب شهرية وأنا واحد منهم حيث خصص لي «120» ريالاً وبعض اللاعبين لظروفهم وهذا أبلغ دليل على حرصه واهتمامه بأبنائه اللاعبين الذين كان يعتبرهم الثروة الحقيقية لهذا النادي ومهما أقول وأتحدث عن هذه الشخصية العملاقة فشهادتي فيها مجروحة.
مدرسة الوسطى
* كنت من أشد المعجبين بفريق أهلى الرياض «الرياض حالياً» الذي أطلق عليه لقب مدرسة الوسطى حيث كان يضم أبرز نجوم الثمانينيات أذكر منهم ناصر بن سيف وعلي حمزة وحامد نقادي وعبدالعزيز بن حمد وزيد بن مطرف ومبارك الناصر وعبود الرويجح والأخيران تمنيتهما في الهلال نظراً لتأثيرهما وامكانياتهما الفنية العالية وبالذات الرويجح.
«ونيت أبو حسين»
* مقر النادي كان يقع في تلك الحقبة في الظهيرة وأتذكر كنت أمشي على الأقدام وفي عز الظهر من معكال إلى حي الظهيرة «مقر النادي» حيث لم تكن هناك وسيلة للنقل غير المشي وبعد سنوات قليلة خصص أبو مساعد «ونيت أحمر» موديل «56» يقوم سائق النادي آنذاك «أبو حسين» بنقلنا من النادي إلى التمرين بالملز «بجوار ملعب الصايغ»! وبعد فترة وجيزة صرف لنا «شيخ الرياضيين» دراجات نارية من نوع «خرينق» حصلت عليها ومعي من زملائي اللاعبين اثنان أو ثلاثة بعد فوزنا على الشباب بأربعة أهداف كان ثمن نجوميتي!!
أسماء في الذاكرة
* ثمة أسماء في الذاكرة من زملائي اللاعبين: مبارك العبدالكريم «قائد الهلال» وسلطان بن مناحي وصالح أمان وعبدالله سوا وابن موزان والكبش والكوش ورجب خميس ونبيل الرواف وعزيز بن جمعان وحميد الجمعان وعبدالرحمن الدينمو وفهد بن نصيب وسعيد بن يحيى وغيرهم وهؤلاء تشرفت باللعب معهم واستفدت في الوقت ذاته من قدراتهم الفنية والاحتكاك بهم لاسيما أنني كنت أصغر لاعب بالمجموعة آنذاك.
تنافس الشقيقين!!
* تنافسنا مع النصر بدأ في النصف الثاني من عقد الثمانينيات ففي الوقت الذي تراجع فيه الشباب حتى دمج مع النجمة.. ظهر النصر كفريق يملك لاعبين جيدين ومتجانسين الأمر الذي أعطى مبدأ التنافس بين الفريقين طابعاً آخر من الإثارة والندية أتذكر في لقاء لعبنا ضد النصر عام 85 -1386ه بالدوري تألق فيه مهاجمنا حميد الجمعان وسجل «3» أهداف بمفرده غير أنه تعرض للضرب كثيراً من لاعبي النصر حتى أن الموقف تطور وحصل اشتباك مع بعض اللاعبين وأتذكر أن أبناء الجوهر سعد ونصار كانا يهددان لاعبي النصر فخرجنا فائزين ب« 3/0» ولكن باصابات مختلفة من شدة المنافسة والتوتر النفسي الذي ظهر على أداء النصراويين!!
انتقال ابن أحمد للهلال
* بلا شك انتقال رئيس نادي الشباب الشيخ عبدالله بن أحمد للهلال كنائب الرئيس كان يعد مكسباً كبيراً للهلال نظراً لخلفيته الكروية وثقافته العالية فضلاً عن تواضعه وحسن خلقه «رحمه الله» صحيح ان انتقاله من الشباب أحدث ردود فعل عكسية للشبابيين ولكن ابن سعيد نجم في دعم إدارته بقدرة وكفاءة متميزة خدمت الكيان الهلالي بكل اخلاص وتفانٍ.
ابن بريك كسب التحدي
* من المواقف الطريفة أتذكر حصل تحد بيني وبين مهاجم نجمة الرياض فهد بن بريك أثناء المعسكر الذي جمع لاعبي الهلال والنجمة في بنبان أحد المناطق البرية في ظل وجود الشيخ عبدالرحمن بن سعيد المهم تحديت ابن بريك وقلت لزملائي إذا سجل ابن بريك هدفا سوف أذبح خروفين!!
المهم بدأت المباراة وأنا ملازم له وأراقبه وفي إحدى الكرات انطلقت باتجاهه على اعتبار أن الكرة بحوزته وفتحت قدمي من الحماس ومررها بين قدمي «كوبري» وسحب الكرة من خلفي وسددها في شباك حارس الهلال «عبدالله سوا» فكسب التحدي ولكن لم أوف بوعدي!!
حكام الأمس
* علاقتنا مع حكام الأمس كانت قائمة على الاحترام المتبادل والتقدير طبعاً هناك حكام لم كن نعرف ميولهم من خلال قراراتهم السليمة ونجاحهم التحكيمي المميز أمثال الكعكي وابن موزان والدهام بعكس حكام اليوم الذي انقلبت فيه الأمور «....»! رأساً على عقب!!
توديع الملاعب
* استمررت في الملاعب حتى عام 86 -1387هـ حيث هجرت الكرة مع مجموعة من اللاعبين أمثال عزيز الجمعان وعبدالله سواء وإبراهيم النشوان وابن نصبان وجاء الاعتزال المبكر لعدم وجود الحوافز المشجعة على الاستمرار خصوصاً بعد تركي الكرة تزوجت مبكراً فلم تساعدني الظروف على الاستمرار في الملاعب لأنها رغبة سرعان ما تزول لانعدام الحوافز والامكانات المشجعة على مواصلة اللعب.
«شفيق» استقبل أجمل أهدافي
* الأهداف التي أحرزتها كثيرة ولكن يظل هدفي الذي استقبله حارس النصر «شفيق» رحمه الله في الدوري «درجة ثانية» الأجمل نظراً لكوني أحرزته في من مسافة بعيدة حيث سددت الكرة من خارج خط 18 لتستقر في الزاوية اليمنى لحارس النصر «شفيق».
راضٍ كل الرضا!
* راض كل الرضا عما قدمته لفريقي ويكفي أنني عاصرته في مرحلة من مراحله التأسيسية فضلاً عن مشاركتي في صنع بعض البطولات والانجازات التي تحققت لهذا الفريق العريق رغم سنواتي القليلة التي قضيتها في الملاعب آنذاك إلا أن ظروف الزمان عجلت برحيلي من الملاعب سواء أنا أو غيري.
قصة لقب سمارا!!
* اشتهرت في الملاعب الرياضية بلقب «سمارا» وهو بالمناسبة لاعب معروف في فريق الثغر «الأهلي حالياً» في السبعينيات الهجرية وقد أطلقه عليّ الشيخ عبدالرحمن بن سعيد نظراً لكوني أشبهه في ملامح وجهه وأدائه الفني..
«بهاتريك» في النصر.. دفع حميد الجمعان ثمن نجوميته..!!
***
السيرة الذاتية للضيف
الاسم/ سلطان بن راجح الراجح
تاريخ الميلاد/ من مواليد الرياض في الستينات الهجرية.
المهنة/موظف في الرئاسة العامة لرعاية الشباب
الحالة الاجتماعية/متزوج وأب لعبد الله (24 سنة) واحمد (19 سنة) ومحمد (13 سنة) وبنتين.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved