Friday 31th January,2003 11082العدد الجمعة 28 ,ذو القعدة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

29-10-1389هـ / 6-1-1970م - العدد 276 29-10-1389هـ / 6-1-1970م - العدد 276
دقائق
بقلم: يوسف المحمد القبلان

مشجع لناد رياضي حدثني عن أسلوبه وفهمه للتشجيع وكان ان سجلت التالي من حديث له ليكون مادة لهذه الزاوية في هذا الأسبوع.
سأتحدث إليك عن قصتي مع هذا النادي وعليك أن تسميني ما تشاء وتحكم علي بما تشاء، فأنا منذ أن عرفت الرياضة وتفهمتها وأدركت الكرة مع أصدقاء الحارة في الحواري أصدق بالحكمة القائلة: العقل السليم في الجسم السليم: ومنذ أن كنت ألعب عرفت فوائدها الجليلة ومنذ تأثري والأزقة.. منذ ذلك الحين ظهر ميلي الذي أخذ في النمو والتطور لنادي ال.... ولقد كان للاعبين المشهورين الذين انتجهم هذا النادي سبب مباشر في محبتي الشديدة له حيث نشأت هذه المحبة وترعرعت وهذا النادي يقدم للملاعب من اللاعبين ما طبقت شهرتهم الآفاق وتأثرت بهم كل الجماهير الذين صاروا يرددون أسماءهم ويمجدونهم بين لحظة وأخرى، كذلك وافق بداية حبي لهذا النادي أن كان في أوج عزه فكان يحقق الانتصار تلو الانتصار ويصول ويجول حتى بهر الجماهير في جميع الملاعب وحقق من المكاسب ما جعله في مصاف الأندية البارزة ان لم يكن أولها، كل هذه الأشياء زادتني تعلقا به وجعلتني أعيش معه بكل جوارحي، أعيش معه دائماً بقلبي وأراه دائماً في مخيلتي يتراءى أمامي فأنسى كل شيء إلا التفكير فيه والتطلع بطموح كبير الى مستقبله الباسم، لقد أصبح هذا النادي جزءاً من حياتي وكياناً من كياني أبكي لهزيمته اذا كان لا يستحقها وأشعر أني أسعد مخلوق حينما يكسب عن جدارة ورغم كوني في منطقة ريفية إلا أن المباريات الهامة لفريقي لا تفوتني، ولقد رجعت أكثر من مرة بخيبة أمل وخذلان وخسارة ومع ذلك فأنا صابر إلى ما لا نهاية لن أتخلى عن هذا الفريق كمشجع يعيش معه بقلبه في شدته ورخائه، ولا أخفي عليك أنني فقدت من الأصدقاء الكثير. وكل ذلك بسبب تشجيعي الشديد لهذا النادي فأنا لا أطيق أي انسان لا يحترم شعوري ويقلل من قيمة فريقي بحضوري، وفي الملعب ومن على المدرجات فأنا الذي لا يسكت لساني عن الصراخ وعن مشاجرة الجمهور فأي كلمة تثيرني وتجرح فريقي لا أسكت عنها، بل أرد على صاحبها وألحق بفريقه أشنع العبارات وأفحش الألفاظ، وكل مباراة يشترك فيها فريقي لا بد أن أتخاصم مع أحد ذلك أني أحتمل كل شيء إلا أن يقال عن فريقي كلام يسيء إليه فكما لا أقبل إهانة والدي ووالدتي لا أقبل إهانة فريقي، قد تقول ان علي أن أدفع ضريبة الاخلاص وهي العمل المباشر، فيما يفيد النادي لأن التشجيع الحقيقي هو بالعمل وليس بالقول ولكن يؤسفني أن أقول لك انني لست من هذا النوع فإذا كان المشجعون ينقسمون إلى عدة أقسام فأنا من الفئة التي يحين دورها ساعة المباراة، وأما العمل فأتركه للفئة الأخرى من تلك الأقسام، فإني أؤمن بأننا على المدرجات بتشجيعنا وهتافنا انما نزيد من حماس اللاعبين ونقوي من عزيمتهم ونرفع من معنوياتهم على أن يكون هذا التشجيع قبل دخول أي هدف لأن هذا التشجيع هو دافعهم إلى تحقيق الأهداف وبعدها لا يفيد الهتاف، هذه هي قصتي وهذا هو ما أقدمه ضريبة لتشجيعي واخلاصي لذلك النادي، وقد تكون لك بعض الملاحظات على ما قلت فكن مطمئناً وعلى ثقة بأني أرحب بها وأنفذ الصالح منها وأخيراً سأبقى بقلبي مع ذلك النادي إلى الأبد.
* هذه هي قصة هذا المشجع المتعصب جداً والذي دفعه اخلاصه المتعدي حدوده إلى أن يرتكب بعض الحماقات بفقدانه لاصدقائه بسبب تعصبه الأعمى لناديه، في حين أنه كان من واجبه أن يكون منطقياً في تشجيعه لا ينسى الصداقة بسرعة لمجرد نقاش في الأندية وأوضاعها، فالمفروض أن يتقبل نقد ناديه بصدر رحب ويعترف بأخطاء ناديه لأن الاعتراف بالحق فضيلة. أما الحماقة الثانية التي ارتكبها فهي مشاجرة الجماهير في المدرجات وهذا أفدح الأخطاء، فالنقاش الهادئ الموضوعي واحترام شعور الأخرين وتقبل النقد صفات يجب توفرها في المشجع اذا كان مخلصاً حقاً لناديه لأنه بتشاجره انما يعطي فكرة سيئة عنه وعن ناديه، وبالنسبة للنقطة الأخيرة فأوافقه على ما لجمهور المدرجات من تأثير ودور في الكسب ولكني أرى ضرورة العمل والمشاركة في كل شؤون النادي، فيكون بذلك قد جمع صفات المشجع كلها، وإلى اللقاء.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved