Sunday 2nd february,2003 11084العدد الأحد 1 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خسارة لا تعوض خسارة لا تعوض
فيصل بن ثامر بن عبدالعزيز آل سعود ( * )

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.. لقد فجعنا بوفاة فضيلة الوالد الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام رحمه الله.
فمما لا شك فيه أن فقد علم من كبار علماء الإسلام خسارة كبيرة لا تعوض، فمن المؤكد أن المسلمين عامة وفي المملكة العربية السعودية خاصة قد فقدوا عالماً من كبار العلماء المسلمين وعلم من أعلامهم بوفاة فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام عضو هيئة كبار العلماء.
لقد تقلد رحمه الله العديد من المناصب التي خدم فيها الإسلام والمسلمين، فقد كان له دور كبير في القضاء الشرعي وفي تأليف الكتب الدينية القيِّمة التي انتفع بها كثير من المسلمين والدروس والمحاضرات التي كان يلقيها في بعض الجوامع، لقد قدم الكثير خدمة للعلم الشرعي لأكثر من 60 سنة. وقد أثرى بعلمه الغزير المكتبات بمؤلفاته في العلم الشرعي وقدم بذلك علماً ينتفع به بإذن الله.
وعرف رحمه الله بجده واجتهاده حتى أنه قد أختير للتدريس في الحرم المكي وهو لا يزال طالباً يدرس في كلية الشريعة، ثم عيِّن قاضياً ثم رئيساً للمحكمة بالطائف وكل ذلك بسبب حرصه رحمه الله وجده في الدراسة وفي العمل وإخلاصه وتفانيه لخدمة ديننا الإسلامي الحنيف.
وتقديراً لجهوده المشهودة فقد عيِّن رئيساً لهيئة التمييز بالمنطقة الغربية حتى تقاعده عام 1417هـ وقد كان رحمه الله مثالاً للعالم الورع التقي الشديد الحرص على أن يكون عمله خالصاً لوجه الله، وقد عرف عنه حبه للعلم والتأليف فقد ألَّف العديد من الكتب الشرعية التي كان لها أثر عظيم في توضيح كثير من المسائل والعلوم الشرعية التي تنفع المسلمين في أمور دينهم ودنياهم بإذن الله.
ولقد عرف عنه رحمه الله التواضع الجم وحسن الخلق ومساعدة المحتاجين، وكان حنوناً على الضعفاء والمساكين متسامحاً مع الجميع هيناً ليناً سمحاً حسن المعشر لين الجانب وقوراً هادئاً مرجعاً في العلوم الشرعية والإفتاء.
ومن اهتمامه رحمه الله بنفع المسلمين كان له دروس في الحرم المكي وحلقات ذكر وعلم وموعظة.
وكان رحمه الله يحمل صفات علماء السلف الصالح وسخَّر جل وقته للعلم والتعلم وطلبة العلم.
وكان له مجهود واضح وبارز في أعمال الخير حيث كان عضوا في العديد من الجمعيات الخيرية وله جهود مميزة رحمه الله.
نرجو الله وندعوه أن تكون في ميزان حسناته يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون.
وأجدني هنا أنتهز هذه الفرصة لأدعو طلبة العلم لاقتفاء أثره واتباع أسلوبه بالعمل الجاد المفيد الذي يجمع ولا يفرق ويوحد الصفوف ويقرب بين المسلمين ويقرب بين ولاة الأمر وأبنائهم ويحسن الظن بولاة الأمر. ومما لا شك فيه أن فقدنا لعالم بهذا القدر يعتبر مصاباً جللاً وخسارة كبيرة لنا لا تعوض، لأن العلماء هم ورثة الأنبياء وبموتهم يقبض العلم وتنقص الأرض من أطرافها، {إنَّا وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.
ونسأل الله العلي القدير أن يعوض المسلمين عن هذه الخسارة الجليلة. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

( * ) مستشار أمير منطقة مكة المكرمة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved