Sunday 2nd february,2003 11084العدد الأحد 1 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نوافذ نوافذ
التيار
أميمة الخميس

تسهم وسائل الإعلام في تكوين وصياغة الرأي العام بصورة وإن حاولت أن تتخذ طابعاً موضوعياً إلا إنها بالتأكيد تتحول إلى توجه قسري يتحكم في مسارات الرأي العام.
وما أريد الإشارة إليه تحديداً هي الصحف، فما نوعية الوعي أو التوجه الذي من الممكن أن تقدمه الصحيفة اليومية؟.
فما يحدث عادة هو عبارة عن تيارات موسمية من القضايا تعم الصحف بصورة دورية وعلى الغالب تتم مناقشتها بطريقة مسطحة واستهلاكية، وبشكل يكرس المعلومة المستهلكة السائدة في المجتمع بشكل نمطي إلى حد مستفز.
فمثلا في يوم البيئة العالمي ستكون هناك تغطية سريعة ومبتسرة لهذا اليوم عبارة عن تصريحات سطحية من المهتمين، ومعلومات تجميعية دون أن يكون هناك نسق تخصصي تندرج تحته أو مرجعية علمية عميقة، فهي على الغالب اجتهادات شخصية للمحرر نفسه، ونفض لغبار الأدراج والملفات العتيقة والبحث في دفتر الهاتف عن الشخصيات التي قالت كلاماً في هذا الخصوص العام الماضي والذي قبله وهكذا..
إضافة إلى مقابلات مع بعض العامة تلك المقابلات التي تقدم طروحات الشارع البسيطة، وبالتالي تدعم تكريس ماهو قائم بصورة تدعو إلى البؤس، وحصر دور الإعلام في اجترار ماهو مطروح ومكرس ومن ثم يتلاشي دور الإعلام الريادي في التوجيه والتوعية.
ولعل ما أنتج هذه الظاهرة هو الطبيعة الاستهلاكية ليس فقط للمجتمع بل للصحافة نفسها، فعجلاتها التي تدور وتلهث بلا توقف والتي تتطلب مادة يومية تغطي صفحاتها المتكدسة، والمحرر الذي يكون على الغالب محاصراً بالوقت وآلة الطباعة الشرهة، لابد في النهاية أن يقدم مادة تفتقد إلى العمق والكثافة في الوقت نفسه.
ومن هنا تحديدا تغادر وسائل الإعلام أدوارها المفترضة، ومهامها المتوخاة كوسيلة تنويرية وتثقفية تسهم في صياغة الرأي العام الشعبي.
وتتحول إلى آداة مهمتها تكريس ماهو قائم والترويج له وإعادة استنساخه عشرات المرات، بشكل يتقاطع مع الصيرورة الزمنية المتحولة والمتبدلة، ايضا لا يتواءم مع طبيعة المعلومة العالمية المتغيرة المتبدلة على مدار الساعة.
ومن هنا نلاحظ كيف أن المجتمع يعيد استيلاد عيوبه ونواقصه عبر صفحات الجرائد في شكل لايوجد له نظير سوى في صحف دول العالم الثالث.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved