Thursday 6th february,2003 11088العدد الخميس 5 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قصيدة قصيدة
قرى تبوكية
شعر نايف الجهني

حالة عمار
(1)
في هدأتها الغائرة في السكون
في المواقد التي تختارها الممرات بلا تأنٍّ
تتنامى ريح الشمال باردة
بأعشاب مطمئنة
وصور تلهث عند حافتها الحكايات
...
(2)
على الحد الذي تحتويه بلا استعجال
على آخر الطريق الموغلة في بروقها الغيوم
تتحنى نوافذها بالتعب
وانتظار القطارات التي لا تأتي
...
(3)
شاهدة على المضي
والعودة
على عبور الآخرين لجمجمتها النائمة في رمال «الشعثا»
تستدير باحثة عن وصايا لم يعد للسفر
قدرة على تذكرها
...
(4)
هي قريتنا الأولى
مضرب أصابعنا الصغيرة على جبين الرمل
رائحة حقائبنا المحشوة بروائح الطيور وعرق الركض
...
(5)
هي قريتنا الأولى
مهب الرياح التي يهرّبها «الصوّان» من سمرته الواسعة
وينثرها في قدور الأمهات اللائي ما زلن يحاورن
الرعشات ببرد أقل
...
(6)
منها نخرج مبتلين بالصمت
محفوفين بالعشب المتخيل
منهمكين في التحديق بجبال «الطبيق» الغارقة
في دهشة الكثبان
...
(7)
نتحلق حول لغات الحجاج
ونبيعهم الصمت
وخبز القرى
نتأمل الحافلات وهي تهطل من أعالي الشمال
وهي تحمل صورا لم يكن لنا موعد مع تواريخها
ذات الحاج
(1)
هي اختصار القرى
وتوحد البيوت حول نخل يشيخ بلا أعمار
لوحشتها بعد الوقت أسراره مفرغة من هديل الطفولة
...
(2)
لها الماء «القراح» العابق بأناقة العشب
ورائحة البداوة التي تحمل فوانيسها بوعي
...
(3)
هي قريتنا القافلة
المكان المتحرك في ضجيج هذه الحجارة
التي تتماوج عندها اطراف البروق
وتسترخي حول تلالها قوافل الغيم
...
(4)
تعرفها الإبل جيدا
وتعرفها التواريخ وخطوات الحجاج
على حجارة قلعتها تكتب الشمس أشعارها
وتاريخ ميلاد الماء في عيونها «المكحّلة» بحنين السعف
...
(5)
من الصحراء المجاورة
يباغتها الحداء قادما من الشرق
مسكوناً برغبات الارتواء من عمق بهجتها العريقة
...
(6)
نعرفها جيدا
بتفاصيل بيوتها
وبقايا السيار القديمة
والعيون الطافحة بغناء الحمائم والأسراب البرية
بئر ابن هرماس
(1)
لها رائحة أبي
وهو ينهض من عتمتها حاملا «دربيل» الصحارى
وممتلئا بعشق الفيافي التي تحيط عنقها البدوي
بلهفة أكثر!!
...
(2)
لها تتكاثف القوافل إذ تمر
وتلقي على روعة صمتها السلام
تشير لها بالقصائد
وأغاني الجبال العالية!!!
...
(3)
يحرسها جبل «عاجات»
بحذر لم يتحرك أبدا
وبلون لم يزل عالقا في سمرة الأثافي..
...
(4)
لم تكن الأودية تعرف براءتها
وهي تمرر البيوت أمام لحظة انتظار الإفطار
وتجمع الأهل حول منزل «الخريصي»
حاملين أطباق الوجع ممتلئة بالفضول!
...
(5)
وقف أبي
يحدق في رائحة «الوانيتات»
وهي تصطف متهيئة للرحيل صوب «سفوان»
بحثاً عن صقور أخرى لاصطياد الكلام..
...
(6)
هي البدر
والبدر إذ ينتصف الليل باحثاً عن حيرته
تتوّج البلاد بصفاء المدى القابع حول بيوتها القليلة...
...
(7)
أعوام نطارد أسراب الشعر في هدوئها
أنا وأبي
وأعوام أراه يحتضنها في فروته «الطفالى»
لتختلط برائحة أعشاب الأرض، وتعلق بعطرها خيوط الصوف!!
- حالة عمار: قرية حدودية «منفذ بري» عاش بها الشاعر مراحل طفولته وتتبع منطقة تبوك!
- ذات الحاج: قرية أثرية وبها مركز وهي معبر قديم للحجاج ومورد للماء وكانت في السابق منفذا حدوديا.
- بئر ابن هرماس: من المراكز والقرى الكبيرة في تبوك، عاش بها الشاعر أول أيام حياته.
- الشعثا وعاجات وسفوان جبال معروفة في المنطقة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved