Thursday 6th february,2003 11088العدد الخميس 5 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انفجار المكوك كولومبيا انفجار المكوك كولومبيا
هل يؤجل حرب العراق المحتملة؟

* القاهرة - مكتب الجزيرة - عثمان أنور:
أثار انفجار المكوك الفضائي كولومبيا تداعيات كثيرة لم تتوقف على المستوى العلمي وبحوث الفضاء والطيران وفقط بل تعدت ذلك إلى السياسة الأمريكية وحشودها العسكرية استعدادا لتوجيه ضربة عسكرية محتملة ضد العراق فرغم الضجة الواسعة التي أثارها انفجار وتحطم المكوك الا أن الضجة شملت أيضا الاتجاه السياسي والمنهج الأمريكي المتبع تجاه العراق وعزز ذلك وجود رائد الفضاء الاسرائيلي رامول الذي كان ضمن طاقم المكوك السبعة وهو الضابط الذي شارك من قبل في ضرب المفاعل النووي العراقي وهو الأمر الذي يطرح معه تساؤلات حول انفجار المكوك وتأثيره على الحرب المحتمله ضد العراق فهل سيؤدي لتأجيل الضربة أو منعها؟ أم سيزيد امريكا إصراراً؟ وما علاقة رائد الفضاء الاسرائيلي بضرب العراق.
«الجزيرة» استطلعت آراء نخبة من المحللين السياسين وخبراء الاستراتيجية حول هذه التساؤلات ؟
يرى المحلل السياسي الدكتور مصطفى علوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن انفجار المكوك كولومبيا وتحطمه وسقوطه يمثل كارثة كبيرة بدون شك على المستوى التكنولوجي الفضائي في أمريكا ولكن لا أعتقد انها تؤثر كثيراً في السياسة الأمريكية المتبعة تجاه العراق أو منطقة الشرق الأوسط وكل ما تؤثر فيه هو الوقت فقط، فأمريكا الآن تلملم جراحها على المفقودين والكارثة العلمية التي ألمت بها .. غير انها ترى في صالحها الاستمرار في سياستها ورغم أن الرئيس بوش قد نفي تهمة الإرهاب عن الكارثة في الخطاب القصير الذي ألقاه عقب تحطم المكوك الا انه لا يستطيع إعلان وقف الحرب ضد العراق بعد كل ما حدث وبعد كل التصريحات السابقة له، كل ما تستطيع الإدارة الأمريكية فعله هو التقليل من كثافة الحشود العسكرية المتوالية الآن لأن الشعور الأمريكي بالحزن على فقد رواد الفضاء يفوق كل شيء الآن .
ويضيف علوي ليس ببعيد أن يتحول الموقف من الكارثة إلى موقف مضاد وأكثر عدائية تجاه العراق بغرض الانتقام أكثر وتحت شعور الخسارة الفادحة التي لحقت بالادارة الأمريكية وهي لم تخض غمار الحرب ومن ثم قد يكون هناك شعور بالانتقام أكثر كما ان اسرائيل من جانبها سوف تعمل على تصعيد غطرستها وبطشها تجاه الفلسطنيين لأنها تشعر الآن ان الفلسطينيين والعرب فرحون بسقوط رائد الفضاء الاسرائيلي وأنه سيمثل بداية النهاية لتجاربها واستكشافها في مجال الفضاء أو على الأقل سيتأثر التعاون الأمريكي الاسرائيلي في هذا المجال ويقول ان هناك عدة حقائق يجب إيضاحها وهي أن انفجار المكوك كولومبيا لا يمنع ضرب العراق وكل ما تستطيع الإدارة الأمريكية فعله هو استثمار الوقت المتبقي والذي قررته بيوم 5 فبراير من أجل استكمال حشودها استعدادا للضربة فما يوقف ويمنع الضربة أشياء أخرى غير انفجار المكوك منها التحركات العربية والموقف الأوروبي وتغير السياسات وغيرها .
ومن جانبه يرى د. عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري انه يجب أن نفرق من البداية بين المصلحة التي تريد أمريكا تحقيقها من ضرب العراق وما تتعرض له من مشاكل علمية تخص قطاع الفضاء وهو القطاع البعيد عن أيدي الإرهاب باعتراف أمريكا نفسها عقب حادث انفجار المكوك ومن هنا يجب إدراك ان ما تهدف إليه الإدارة الامريكية من توجيه ضربة عسكرية ضد العراق أو تجريده من أسلحة الدمار الشامل وفق مخططاتها يتفق مع أهدافها في تطوير نفسها في جميع المجلات ومنها المجال الفضائي إذ لا تعارض بين انتهاج السياسة العدائية ضد العراق وحتى العرب وبين قيام أمريكا باستيعاب حادث المكوك وإجراء تحقيقات مكثفة حوله .
وليس أدل على ذلك التحركات التي تشهدها المنطقة قبل وبعد حادث المكوك فبعد حادث المكوك لم يتم إلغاء زيارة المبعوث الاسرائيلي افرايم هالفي رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي والرئيس السابق لجهاز الموساد إلى واشنطن ليبحث مع الادارة الأمريكية انعكاسات الهجوم الأمريكي على العراق حيث يجري مباحثات مع جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي اي ايه» ومع كوندوليز رايس مستشار الأمن القومي الأمريكي حول الوضع في الشرق الأوسط بعد الحرب المحتملة وهذا يؤكد ان السير في طريق الحرب لا علاقة له بما حدث للمكوك كولومبيا أوكما نقول أحيانا هذه فقرة وهذه نقرة أخرى .
ويثير مصطفى كامل السيد رئيس مركز دراسات الدول النامية بجامعة القاهرة نقطة أخرى وهي أنه لو قامت أمريكا بلصق تهمة انفجار المكوك للعراق على أساس وجود رائد فضاء اسرائيلي ضمن الطاقم وأن هذا الضابط الاسرائيلي ويدعي رامول قد يتلقى العالم هذه التهمة بكثير من الاستغراب ولا يصدقها وقد يجد بوش والإدارة الامريكية أنفسهم وسط معارضة شديدة لأنهم سيقابلون في هذه التهمة بكثير من الاستغراب ولا يصدقها وقد يجد بوش والادارة الأمريكية أنفسهم وسط معارضة شديدة لأنهم سيكونون في هذه الحالة غير قادرين على تبيان الحقائق ومتسرعون في قراراتهم لأن الصاق التهمة بالعراق شيء لا يصدقه العقل الا بعد تحرٍ طويل وسط الظروف الراهنة وهم في هذه الحالة لا يريدون الخروج من دائرة الدفاع عن مصالح أمريكا استناداً إلى مبررات قد يتقبلها الشعب الأمريكي وليس من فروض الخيال ومجرد وضع الذرائع كما ان الولايات المتحدة الأمريكية لا تحتاج إلى لصق تهمة انفجار المكوك بالعراق أو بالعرب حتى تشق حرباً ضد العراق وإذا فعلت ذلك ستعطي الفرصة للمناهضين الرافضين للحرب على تأكيد أن امريكا تريد الحرب للحرب وفقط وهي عدوانية في توجهاتها .
ويستبعد د. ماهر قابيل رئيس الجمعية المصرية للتحليل السياسي أن يؤدي انفجار المكوك كولومبيا إلى منع أو تأجيل الحرب ضد العراق فهذه كارثة علمية صرفة أدت إلى شعور بالحزن على وفاة رواد الفضاء والخسارة الكبيرة التي لحقت بتحطم المكوك لكن هذا لا ينفي تراجع أمريكا عن كل ما قطعته من أشواط من أجل توجيه ضربة عسكرية للعراق أو تخليه عن أسلحة الدمار الشامل وتحقيق أهداف في العراق وكل ما قيل عن سبل اجراءات الحماية داخل المكوك أو خارجة أو حتى اختراق هذه الاجراءات عن طريق التحكم الأرضي كل هذه الأقاويل غير علمية باجماع العلماء والخبراء، فمن غير المعقول أن وكالة ناسا مخترقة بهذا الشكل من قبل من يسمونه تنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات العربية والاسلامية .
وإذا كان لأمريكا اتهام أحد أو توجه شكوك لأحد الأولى أن تتجه إلى الدول التي لها علاقة بالفضاء والمنافسة فيه وفي هذه الحالة فقط سنجد مقولات كثيرة في هذه الاتجاه فقبل انفجار المكوك أعلنت وكالات الانباء عن أن أمريكا تخشى هجوماً كورياً أثناء حربها ضد العراق ورغم ان ما تم الاعلان عنه هو أن كوريا الشمالية طلبت من شعبها الاستعداد لخوض معركة ضد الولايات المتحدة وفي المقابل طلب قائد القوات الأمريكية في المحيط الهادي من وزارة الدفاع تزويده بقوات إضافية وأرجع ذلك إلى قلقه من احتمال استغلال كوريا الشمالية الأحداث الجارية والاستعدادت لضرب العراق في القيام بمغامرة عسكرية وهنا من الممكن ببساطة أن ندلك على وجود تورط ما فيما حدث لكن هذا غير حقيقي فما حدث هو كارثة علمية لا شأنلها بما يجري سياسياً وما يحدث من استعدادات لضرب العراق وأن الانفجار لا يتعارض مع هذه الاستعدادات للحرب .

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved