العدل والإنصاف وليس الحروب

تقضي الحروب على الأخضر واليابس وهي تطيح بالنوايا الحسنة التي كان يمكن أن تحبط من الأساس التوجه للحرب، ولهذا فإنها خيار مكروه يسعى الجميع إلى تجنبه، ودعوة الأمير سلطان أول أمس الولايات المتحدة الأمريكية لتجنب الحرب هي دعوة متجددة من المملكة إلى القوة العظمى بضرورة الابتعاد عن هذا الخيار الذي لا يخلف سوى الدمار والأحقاد وتراكمات من سوء التفاهم يصعب معها تبين سبل الاصلاح حتى بعد سكوت المدافع ما يعني أن المشاكل التي أدت إلى تلك الحروب ستظل قائمة لأن الحواجز النفسية والأحقاد لا تتيح مجالاً للتفاهم بين الأطراف المتحاربة.
ففي أحداث سبتمبر المؤسفة فان فداحة ما حدث كان ينبغي أن يكون حافزاً على التصميم على سد كل السبل التي يمكن أن تعزز عملاً من هذا النوع من خلال المعالجات المتأنية التي تستقصي الأسباب وتعمل على ازالتها، بينما القفز مباشرة إلى الحرب يطمس الأدلة، وان كانت جلية ظاهرة، ويعقد سبل البحث..
ويتعين ازاء تلك المشكلات بذل جهد واسع وفق تعاون دولي على أسس علمية ومهنية، وكل ذلك يفترض قدراً كبيراً من الثقة المتبادلة.. كما أن المعالجات تستلزم أن لا يؤخذ الأبرياء بجرائم الجناة، ومن ثم يتحملوا أوزار غيرهم، ما يعني تغلغل النزوع للانتقام في نفوسهم وانطلاق الأعمال البائسة وكل ذلك يهيىء الوسط الأمثل للارهاب لكي ينمو ويتسع.
إن المعالجات المتأنية لمثل هذه الأمور تقضي بالاستئناس بآراء الآخرين، فالارهاب يفرض تحديا دوليا باستشرائه في مختلف الدول، ومن الطبيعي أن يكون التعاون الدولي أمراً أساسياً وأداة رئيسية من أدوات المواجهة، ولن يتحقق تعاون فعال بين الدول في غياب عنصري العدل والانصاف ازاء القضايا المطروحة.. مع التأكيد على الاتفاق تجاه آليات المعالجة بحيث تتصف بذات القدر من العدل والانصاف.