Thursday 6th february,2003 11088العدد الخميس 5 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في الوقت الأصلي في الوقت الأصلي
الإفراط مثل التفريط؟!
محمد الشهري

ليس ثمة أهون وأسهل من استغلال مصائب الآخرين للتشفي والشماتة «ورش» التنظيرات يمنة ويسرة، وادعاء الفهم.. والأسهل من ذلك ممارسة عادة تصفية بعض الحسابات.. ولكن تظل مثل هذه الممارسات ضرباً من ضروب العمل خارج نطاق السلوكيات الرياضية، وخارج نواميس الفروسية.. وهناك مقولة مأثورة نصها «لا تشمت بأخيك فيعافيه الله ويبتليك».
** وانطلاقاً من هذه المفاهيم، تبقى هناك مجموعة من التحفظات والملاحظات التي ينبغي التطرق لها حول المشاركة الاتحادية في البطولة العربية، بعيداً عن أي اعتبارات مبعثها أي من المحاذير التي ذكرتها آنفاً.. وإنما من قبيل التناصح الذي لا يخرج عما يتداوله معظم أنصار الاتحاد في أعقاب خروجه من البطولة مكتفياً بشرف التنظيم فحسب.
** يأتي على رأس تلك الملاحظات والتحفظات: مسألة «التواضع» .. ذلك أنه من الملاحظ على جل التعاطي الاتحادي الصادر عن أجواء وفعاليات البطولة سواء داخل الملعب أو خارجه ارتفاع نبرة التعالي.. والتعامل بفوقية مفرطة وغير مبررة.. إلا أنني ومن باب حسن الظن إن شاء الله، أعزو ذلك إلى عامل «الغفلة» فقط.. وهنا أجدها مناسبة للتحذير من هذا الداء العضال، ليس للعميد على مختلف شرائحه.. وإنما للكل دون استثناء، فقد قيل «من تواضع لله رفعه».
** الثانية: التعامي عن تحذيرات المخلصين من مغبة الافراط في تدليل «سيرجيو» إلى الحد الذي لم يعد هو نفسه قادراً على استيعاب ذلك الدلال.. والذي أضحى يتعامل بفعله كما لو كان «ما في هذا البلد إلا هذا الولد» ورغم اتضاح ما يلحقه بالفريق من أضرار فادحة لا يتجلى في دلقها على رأسه إلا في الأوقات الحرجة جداً حيث لا ينفع الصوت «؟!!».
** الثالثة: التهاون في حق الجماهير الاتحادية «الأنموذج» والتي تستحق الاحترام والتقدير.. إذ ليس من الحكمة، ولا من العدل استخدام تلك الجماهير للمزايدة فحسب، علاوة على مكافأتها على حضورها ودعمها ومساندتها للفريق في كافة الظروف، ومعاقبتها على احتجاجها على بعض المستويات بالاعتداء عليها واهانتها في المدرجات من قبل بعض عناصر الفريق.. لاسيما أن الإعلام الاتحادي أقام الدنيا ولم يقعدها لمجرد أن نجم أحد الفرق أشار بسبابته طالباً سكوت بعض الأصوات النشاز الصادرة من المدرج الاتحادي.. أفليس من الأحرى حماية تلك الجماهير من اعتداءات الفتوات الذين جاءت للشد من أزرهم وتشجيعهم.. بل انها صاحبة الفضل في ابراز هؤلاء الفتوات «؟!».
** الرابعة والأخيرة: ظلم النجم «محمد نور» بعدم تقنين التعامل معه، وضبط سلوكياته وانفعالاته التي كثيراً ما امتدت وما تزال من الملاعب إلى خارجها دون حسيب أو رقيب، أو وازع من مسؤولية.. باختصار: تعريفه وتبصيره بأسس ومتطلبات النجومية الحقة.. وأنها ليست مجرد المهارة في دحرجة الكرة ومداعبتها، وان هناك استحقاقات أخرى أهم منها بكثير «؟!».
*، تلك كانت بعض تحفظاتي الأساسية، وليعلم الاخوة في الاتحاد أنني ما أردت من ذكرها إلا الاصلاح، وأجري على الله.
كأسك يا زعيم
** اليوم يختتم ممثلنا في خليجي «20» فريق الهلال مشواره بلقاء العربي الكويتي، المنافس الأكثر قرباً «نظرياً» للهلال على اللقب.. وان تفاوتت فرص كل منهما.. فالهلال استطاع جمع سبع نقاط من ثلاثة لقاءات.. أربعة منها تحققت بشق الأنفس، وإن شئت فقل أشبه ما تكون بالولادة المتعسرة «؟!».
** أما العربي فقد جمع خمس نقاط من نفس العدد من اللقاءات وبذلك يتضح الفارق في النقاط والفرص.. فالهلال بحسبة نقاطه السبع سيخوض اللقاء بفرصتين الفوز أو التعادل .. بينما لا سبيل للعربي ان هو أراد الظفر بالكأس سوى الفوز، والفوز فقط.
** ولأن التجارب المبنية على الوقائع قد أثبتت في أكثر من مناسبة وأكثر من درس ايجابية دوافع صاحب الفرصة الوحيدة على حظوظ صاحب الفرص المتعددة في بعثرة كل الحسابات، وبالتالي بلوغ الهدف النهائي، متى ما توفرت له جملة من الشروط والمعطيات المساعدة.. أهمها ركون الطرف المقابل إلى النوم على مخدة وفرة وتعدد الفرص.
** وبنظرة واقعية إلى الأحوال الفنية والميدانية لكل طرف على ضوء ما مضى من لقاءات يمكننا القول: انه في حالة استمرار الهلال على الوضعية الأدائية التي جسدها خلال لقاءاته الثلاثة الماضية، وخصوصاً لقاءي العروبة والمحرق واستمرار العربي على الوضعية التنظيمية والأدائية والفنية التي أدى من خلالها لقاءاته الماضية.. فإن الموقف الهلالي سيكون غاية في الصعوبة.. وربما يعود من الدوحة خالي الوفاض، لا قدر الله.
** على أن الشيء الوحيد المعول عليه بعد الله في تجلي هلال آسيا، وبالتالي تجاوز عقبة العربي، يتمثل في نفض الغبار المتراكم على ملامح الأداء الأزرق مؤخراً.. وعودة الروح الهلالية المعروفة.. واستشعار نجوم الفريق حجم مسؤولية تمثيل الوطن وتمثيل زعيم آسيا.. من هنا أجزم أنها لو توفرت نسبة «50%» فقط من مجمل هذه المعطيات، ومن ثم تجسيد مفعولها عملياً اليوم، فإن الهلال كعادته سيشرف الكرة السعودية وسيضيف انجازا جديدا.. بالتوفيق إن شاء الله.
شكراً يا أهلي
** جميل ورائع هو تحقيق الانتصارات والمنجزات في أي ميدان من ميادين التنافسات الشريفة.. ولكن الأجمل والأروع أن تتحقق عن طريق خصم ومنافس كبير وجدير يمتلك كل مقومات المنافسة والمنازلة.. حيث ترتقي قيمة المنجز أكثر كلما ارتقت امكانيات وحجم المنافس.. عندها يكون المنجز بمذاق الشهد، لا سيما إلا لم تشبه شائبة، ولم تعكره الأكدار والمنغصات.
ويتحول إلى ذكرى عطرة وخالدة في الأذهان عندما لا يخرج التعاطي مع تفاعلاته واثاره عن حدود المنطق والمألوف من السلوك والتعبير.. وحيث الاستمتاع بحلاوة الانتصار والمكتسب إلى أبعد حد ممكن، ولكن في اطار وضمن المحمود من القول والفعل والتعامل.
وهكذا رأيت الأهلي وأنصاره.. وهكذا رأيت انتصاره وبطولته.. لذلك أراها فرصة لتهنئة الجماهير الرياضية السعودية عامة، والأهلاوية خاصة، كذلك التهنئة لإدارة ونجوم قلعة الكؤوس.. مع كلمة «شكراً» يا أهلي فلم تخذلنا..
منحنى


على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved