Thursday 6th february,2003 11088العدد الخميس 5 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الشيخ عبدالله البسام فقيد الأمة الإسلامية الشيخ عبدالله البسام فقيد الأمة الإسلامية
عبدالرحمن بن منصور بن سليمان أبا حسين

ودعت الأمة الإسلامية يوم الجمعة الماضي علماً من أعلامها ذلكم هو الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن البسام الذي كان رحيله خسارة عظيمة ومصيبة كبيرة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ولكن يقبض العلم بموت العلماء» لقد كان شيخنا رحمه الله ورعاً زاهداً متبحراً في علوم الشريعة متضلعاً في علوم الفقه والحديث مرجعاً في علوم التاريخ والسير والتراجم والأنساب. ولد شيخنا في عنيزة عام 1346هـ من أسرة علمية أباؤه وأجداده سلسلة علم، فوالده له باع في العلوم الشرعية واللغة العربية والأدب والتاريخ.. دخل فقيدنا في صباه كتّاب الداعية الإسلامي المعروف الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي فتعلم على يديه القرآن الكريم ومبادئ العلوم الشرعية، فلما سافر الشيخ القرعاوي إلى جنوب المملكة درس الشيخ البسام على يد والده القرآن والتفسير في السيرة النبوية، ثم درس على العلامة الشيخ عبدالرحمن الناصر السعدي ومكث ثماني سنوات ملازماً لشيخه في التفسير والحديث والفقه وأصوله والنحو، وفي أثناء دراسته عندالشيخ السعدي كان البسام يؤم المصلين فقد كان إماماً في مسجد حي الجزيرة، ومسجد حي القاع ومسجد حي الهفوف وذلك بطلب من أهالي هذه الأحياء وخاصة لصلاة التراويح والتهجد في شهر رمضان حيث اشتهر بحسن الصوت ثم التحق بدار التوحيد بالطائف بعد أن حج عام 1365هـ بمشورة من الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع مدير المعارف آنذاك وأثناء دراسته صار إماماً وخطيباً في جامع العزيزية بالطائف، وأتمّ الدراسة في دار التوحيد وتخرج فيها عام 1370هـ ثم التحق بكلية الشريعة وتخرج فيها عام 1374هـ وفي أثناء دراسته بالكلية كلف بمراقبة الكتب بميناء جدة الإسلامي.
وفي أثناء دراسته أيضا طلب الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاة في ذلك الوقت من مدير المعارف الشيخ محمد بن عبدالعزيز المانع أن يرشح أربعة من البارزين من طلاب كلية الشريعة ليكونوا مدرسين في الحرم المكي فكان الشيخ عبدالله البسام أحد المرشحين فمارس التدريس بالحرم منذ عام 1372هـ إلى 1417هـ لم تنقطع دروسه إلا مدة رئاسته لمحكمة الطائف ثلاث سنوات أو إجازات يقضيها خارج مكة وكانت حلقات درسه بين المغرب والعشاء.قضى الشيخ رحمه الله أكثر من خمسين عاماً في المسجد الحرام يلقي دروسه الفقهية وخاصة في كتاب الروض المربع فتخرج على يديه أفواج من طلبة العلم كما كانت له لقاءات يومية بطلاب العلم والمستفتين وخاصة في شهري رمضان والحج ولم تنقطع دروسه إلا قبيل وفاته بثلاث سنوات حينما أثقل كاهله المرض.
أعماله الوظيفية
بعد تخرجه من كلية الشريعة عام 1374هـ عين قاضياً في المحكمة المستعجلة بمكة وعين رسمياً مدرساً بالمسجد الحرام وفي عام 1387هـ رفع رئيساً للمحكمة الكبرى بالطائف وفي عام 1391هـ رفع ونقل قاضياً في محكمة التمييز بالمنطقة الغربية ومقرها مكة المكرمة، وفي أول عام 1400هـ عين رئيساً لمحكمة التمييز في المنطقة الغربية واستمر في عمله حتى تقاعد عام 1417هـ .
وبجانب أعماله الوظيفية شارك ورأس كثيرا من الندوات واللقاءات الإسلامية ومن أهمها عندما أسست رابطة العالم الإسلامي عين بها عضواً في اللجنة الثقافية وعضواً في مواسم الحج بإلقاء المحاضرات واستقبال وفود الرابطة في مقرها بمكة المكرمة.
عين عضواً في المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي.
عين عضواً في مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية.
عين عضواً في المجلس الأعلى لدار الحديث الخيرية بمكة.
شارك عضواً في اللجنة الشرعية لشركة الراجحي.
عين رئيساً للجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج في مكة المكرمة.
ورئيساً للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جدة.
ورئيساً لمجلس إدارة المستودع الخيري بمكة المكرمة وعضواً في هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية.
مؤلفاته: لم تشغله الوظائف والارتباطات الرسمية عن طلب العلم والتنقل بين أروقة المكتبات والتأليف فله نشاط بارز واضح ومؤلفاته أثرت المكتبات الإسلامية، له إسهامات فاعلة في العلوم الشرعية والتاريخ والسير والأنساب منها:
1 مجموعة محاضرات وبحوث ألقاها في مواسم رابطة العالم الإسلامي.
2 تيسير العلام شرح عمدة الأحكام «جزآن» طبع عام 1380ه.
3 خلاصة الكلام على عمدة الأحكام عام 1382ه .
4 رسالة تقنين الشريعة أضراره ومفاسده عام 1379ه .
5 علماء نجد خلال ستة قرون «ثلاثة أجزاء» عام 1398ه .
6 علماء نجد خلال ثمانية قرون «ستة أجزاء».
7 القول الجلي في زكاة الحلي طبع عام 1410ه .
8 الاختيارات الجليلة في المسائل الخلافية.
9 الدين الإسلامي كفيل بتحقيق المصالح.
10 توضيح الأحكام في شرح بلوغ المرام في سبعة مجلدات وهو آخر إصدارات الشيخ عبدالله البسام رحمه الله.
11 الفقه المختار موسوعة فقهية «مخطوط».
12 مجموعة تواريخ نجدية وأنساب «مخطوط».
صفاته الخلقية:
يتصف رحمه الله بالهدوء والوقار والورع وانه زاهد في الدنيا متواضع متسامح مع الجميع لين الجانب قدوة في الأخلاق الفاضلة، نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه يبذل قصارى جهده في نفع المحتاج محب للخير عطوف على الفقراء والمساكين، يحث المسؤولين على بذل الجهد في إيصاله إليهم، كان رحمه الله حريصاً على نفع طلاب العلم والباحثين، عرفته في إحدى سفراتي لمكة المكرمة منذ عدة سنوات وهو يلقي أحد دروسه في الحرم حيث يتميز بلهجته القصيمية التي لم تغيرها السنون التي قضاها في الحجاز، وبعد هذا أخذت أراسله بالهاتف والفاكس حتى أثقله المرض في السنتين الأخيرتين وأعياه الرد على الهاتف.. وما رحيل الشيخ إلا خسارة فادحة ومصيبة عظيمة لا سيما في زمننا هذا الذي قل فيه العلماء الأكفاء من أمثاله وأقرانه الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد الصالح العثيمين رحمهم الله تعالى.
وأخيراً نتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة إلى أسرة البسام عامة في المملكة وخارجها، والى أبنائه خاصة خالد وبسام وطارق وعدنان وتميم رحم الله فقيدنا الغالي فقيد العلم والعلماء وأسكنه فسيج جناته ولا نقول إلا ما أمرنا به ربنا: {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} .

الرياض ص ب 54871 /11524

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved