Monday 10th february,2003 11092العدد الأثنين 9 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نحن والخدم بين الواقع والمأمول...! نحن والخدم بين الواقع والمأمول...!
أسماء العويد / بريدة

اطلعت على سلسلة عديدة من المقالات التي تتحدث عن الخدم والعمالة المنزلية في جريدتكم الغراء وخصوصاً في الاعداد الأخيرة فتارة يوصفون بالمساكين وتارة بالمخادعين وتارة أخرى ينعتون بالوباء والمرض...
تعجبت كثيراً وأنا أقرأ تلك المقالات .. فلماذا نلقي باللوم على الخدم؟ ولماذا كل ذلك الهجوم عليهم؟.. ألم يبذل البعض منا كل غال ونفيس ويبذل الأموال الطائلة من اجل احضارهم لمنازلهم والبعض يضطر للاستدانة والاقتراض من اجل احضار خادمة أو سائق وبعد ذلك كله وعندما يقع الفأس في الرأس توجه اصابع الاتهام للخدم.
الستم انتم من سلمتم فلذات اكبادكم ومضغة اجسادكم وكل ما تملكون إلى أيدي واحضان الخدم والخادمات ظنا منكم انهن ايد حانية وامينة وحين تقع الواقعة ويحصل ما لا تحمد عقباه لاطفالكم سواء في اخلاقهم أو في دينهم أو اجسادهم كان المتهم الأول الخادمة.
اقول هذا وليس دفاعاً عن الخدم انكم انتم المتهم الاول الذي يعاقب في يوم لا يظلم فيه ربي أحداً لأن هؤلاء اطفالكم وأنتم المسؤولون عنهم امام الله ام تحسبون انكم تعطون امانة وانكم لن تسألوا عنها؟
ثم إن الخدم ليسوا على شاكلة واحدة ففيهم الخبيث وفيهم الطيب.. فبعض الخادمات تكون احسن على الاطفال من امهم إذا كانت منشغلة بأمورها الدنيوية عن فلذات كبدها ومنهن من تقوم بأعباء المنزل من «طبخ وغسيل وترتيب منزل ورعاية اطفال» على أكمل واحسن وجه وهذا ليس من قبيل المبالغة بل إنها حقيقة يلمسها الكثير من الناس..
كذلك يجب ان يدرك الجميع أن هؤلاء الخدم ما هم إلا أمانة وضعت بين ايدينا وما جاءوا لهذا البلد المعطاء إلا من اجل لقمة العيش فإذا كانوا مسلمين فالأمانة عظيمة وإن كانوا غير ذلك فالأمانة أعظم والمسؤولية أكبر وأجل، لذلك يجب أن نكون خير سفراء للإسلام وبحسن التعامل ولين الجانب وإعطاء صورة حسنة عن الإسلام والمسلمين .. فهل ادركنا حجم وثقل هذه الأمانة..؟
ثم إن الثقة الزائدة وإعطاءهم «الخيط والمخيط» كما يقال هي سبب انحرافهم وتجرئهم على الأفعال القبيحة لذلك يجب ان تكون الثقة بهم بحدود بمعنى دون افراط ولا تفريط.
كذلك المعاملة السيئة لهم والتعدي عليهم بالالفاظ والالقاب المزرية وضربهم وشتمهم تجعل منهم وحوشا كاسرة لا ترحم، وناراً تأتي على الأخضر واليابس فالتوازن مطلوب لا تكن ليناً فتعصر ولا يابساً فتكسر.
واقول هنا مرة أخرى إن ما ذكرت ليس دفاعاً عن الخدم بل لأنهم بشر ومعرضون للخطأ والصواب.
ولكن لكي يصدر البعض احكامهم عليهم يجب ان يقوموا ما بداخلهم ويصححوا اخطاءهم ويدركوا حجم الأمانة التي وكلوا بها فربما يكون أنتَ أو أنتِ السبب في انحراف هؤلاء الخدم..!
ثم بعد ذلك يحق لكم ان تصدروا من الاحكام ما تشاءون..
والله من وراء القصد

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved