Tuesday 11th february,2003 11093العدد الثلاثاء 10 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مطبات هوائية مطبات هوائية
د. عبدالرحمن بن سليمان الدايل

حينما تكون مسافراً جواً قد تتعرض الطائرة أحياناً لمطبات هوائية، وهنا يتم توجيه أنظار الركاب إلى ضرورة ربط الأحزمة والعودة إلى مقاعدهم حرصاً على سلامتهم، ولكن ماذا يحدث إذا لم يتم تنبيه المسافرين وتركوهم وشأنهم عند التعرض لمطب هوائي؟ سوف تكون المأساة لا سمح الله.
وإذا ما هبطنا بسلام وعدنا إلى الأرض وأصبحت وسيلة الانتقال هي السيارة فإن الأمر يختلف فلن ينبهك أحد بأن هناك مطبات صناعية فأنت المسؤول وعليك أن تفتح عينيك جيداً للطريق وأن تتوقع وجود هذه المطبات وأنت على بُعد، وأن تستعين بوسائل استشعار لك وحدك الحرية في تقديرها، المهم أن تخفف السرعة كلّما شاهدت مطباً من بعيد أو توقعت وجودها.
ولا يتوقف الأمر عند ضرورة التوقع أو ضرورة الاستشعار عن بُعد بل أن تحاول تذكر الطريق وحفظ ما فيه إذا كان لديك طريق معين تسلكه عند ذهابك إلى عملك والعودة منه.
وكما يقولون جلّ من لا يسهو وجل من لا يخطئ، ولذلك فقد يكون من المفيد إعادة النظر في أوضاع المطبات الاصطناعية في شوارع المدن في ضوء ما تمثله من أهمية في تهدئة السرعة والمحافظة على السلامة في الشارع عند الأماكن المهمة كالمدارس والمستشفيات وغيرها.
وقد يكون من المفيد أيضاً إعادة النظر فيها أيضاً في ضوء سلوك قائدي السيارات وأهمية لفت نظرهم وتنبيههم إلى هذه المطبات قبل أن يقعوا فيها إلا إذا كانت قد وضعت لتكون فعلاً (مطبات) لها من اسمها نصيب لاختفائها ومفاجأتها.
وقد يستلزم إعادة النظر في هذه المطبات التفكير في جدواها وفي الصورة التي يحسن أن تكون عليها وهل ستظل نتوءات بارزة منحنية بهذا الشكل الذي يكاد يفاجئ السيارات ويعرضها وركابها للخطر وهل ستظل هكذا دون التحذير منها أو التعرف بها؟ وهل هناك من وسائل فعّالة غيرها تجعل السيارات تخفف من سرعتها أو تُحد منها بشكل حضاري يتوافق مع جمال الشوارع ومظهرها الحضاري؟
إن الأمر قد يتطلب أن يجلس ممثلو المرور والسلامة والتربية والطرق للتوصل إلى أسلوب أفضل يجعل التعامل مع مطبات الأرض لا يقل حضارة عن التعامل مع المطبات الهوائية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved