Wednesday 12th february,2003 11094العدد الاربعاء 11 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بغداد تستقبل العيد ببزة الحرب.. وتصريحات بليكس لم تبدد مخاوف العراقيين بغداد تستقبل العيد ببزة الحرب.. وتصريحات بليكس لم تبدد مخاوف العراقيين

  * بغداد د. حميد عبدالله:
مع اطلالة عيد الأضحى المبارك يخيم على بغداد تفاؤل مشوب بتوجس وقلق مما تحمله الأيام القادمة من مفاجآت لا يمكن التكهن بها.
ولم تخفف تصريحات بليكس والبرادعي اللذين غادرا بغداد مساء الأحد بعد زيارة «نزع الفتيل» كما أسماها بعض المراقبين لم تخفف من قلق العراقيين الذين يرون ان تلك التصريحات سوف لا تصمد أمام الضغوط الأمريكية وان ما يقوله الرجلان في بغداد ينقلب إلى الضد في نيويورك.
كذلك فإن المسؤولين العراقيين رفضوا أن يعطوا انطباعاً «مسبقاً» عن التقرير الذي سيقدمه بليكس والبرادعي إلى مجلس الأمن في يوم الجمعة القادم، وقال المستشار الرئاسي الفريق عامر السعدي: إنني قد تفاءلت في المرة السابقة لكن تقرير بليكس خيب تفاؤلي، لذلك فإنني لا استبق الأمور لكنني أتمنى على الرجلين ان يقولا الحقيقة علينا كانت أم ضدنا.
غير ان السعدي أوضح ان النقاط الخلافية بين العراق من جهة والانموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية من جهة أخرى قد ذللت بفضل شفافية التعاون العراقي مشيراً إلى ان سجل العراق كان أبيض بمصداقيته بالتعامل مع الأمم المتحدة وان العراق بصدد إصدار تشريع موسع يحظر على مواطنيه التعامل مع أسلحة الدمار الشامل وأعطى موقفاً «ايجابياً» حول طائرة «اليوتو» مؤكداً ان لجنة رئاسية رفيعة المستوى قد شكلت في العراق للبحث عن جميع الوثائق المفقودة لتسليمها إلى المفتشين الدوليين وان اللجنة قد بدأت عملها بالفعل بعد ان خولت بصلاحيات واسعة من قبل الجهات الحكومية في العراق.
وألمح السعدي، ولو بصورة غير مباشرة، إلى ان بليكس والبرادعي لم يقتنعا بتقرير كولن باول، معززا ذلك بقوله: «لأن بليكس لم يطالبنا بكشف عن معامل إنتاج الأسلحة البيولوجية المتنقلة التي زعم باول وجودها في العراق».
وفيما توقع محمد البرادعي ان تعاون العراق إذا ما تواصل بهذا المستوى فإن الأزمة العراقية ستحل دبلوماسياً، تواصلت في جميع مدن العراق الاستعراضات العسكرية التي ينظمها حزب البعث الحاكم فقد أشرف نائب الرئيس العراقي عزة إبراهيم على استعراض عسكري كبير شهدته مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي شارك فيه عشرات الآلاف من المتطوعين في جيش القدس ومليشيات حزب البعث، وهو استعراض تعبوي يهدف إلى رفع استعداد الفصائل القتالية العراقية لمواجهة الغزو الأمريكي المحتمل، واظهار حجم القدرات العراقية التي يستهين بها المسؤولون الأمريكان.
على صعيد آخر رفعت أجهزة الدولة من درجة تحسبها لقرب وقوع المواجهة العسكرية، فجهزت وزارة التجارة جميع العوائل العراقية بحصتين من الغذاء، فيما تواصل حفر الخنادق الشقية تحسباً «لأي انزال للقوات الأمريكية قد ينقل الحرب إلى الشوارع».
الشارع العراقي من جهته بدأ يتعامل مع الحرب وكأنها قدر مكتوب لابد من مواجهته، ولم تغير كثافة التحركات الدبلوماسية من هذه القناعة كثيراً، فالعراقيون باتوا يمتلكون خبرة في التعامل مع الولايات المتحدة، وصاروا يدركون جيداً ان الأمريكان لا يأبهون بما يقوله العالم، ولا يتراجعون بسهولة عن أهدافهم، لذلك فإن العراقيين أخذوا يتعاملون مع المستقبل وفق «أسوأ الاحتمالات».
يقول علي الواسطي وهو موظف في وزارة الشؤون الاجتماعية: إن شرويدر سيتراجع، وشيراك سيهادن، وبوتن سيصمت، وستمضي أمريكا قدما» في مشروعها العدواني ضد العراق، ثم يتساءل: ما الذي يستطيع ان يفعله العالم لايقاف أقوى دولة عن ظلمها واستهتارها؟ لا شيء سوى الشجب والتنديد.
أما الخبير الدولي الدكتور عبداللطيف المياح مدير مركز دراسات الوطن العربي فيرى ان موضوع الحرب لم يعد يتعلق بالقرار 1441 وهل ان العراق قد التزم بهذا القرار أم لا.. القضية ترتبط باستراتيجية الولايات المتحدة وأهدافها الكونية حيث جعلت ضرب العراق في مقدمة تلك الأهداف، لذلك فإن بليكس والبرادعي مهما قالا فإنهما لا يمنعان وقوع الغزو الأمريكي.
بغداد التي تبذل ما بوسعها لتفادي الحرب تسعى ما استطاعت ان تفشل أهداف الغزو الأمريكي سواء بالحشد السياسي المناهض أو بالحشد العسكري.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved