Wednesday 12th february,2003 11094العدد الاربعاء 11 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
جاسر عبدالعزيز الجاسر
العرب يسعون لإلغاء الحرب تماماً فهل تنجح المساعي.. أم يستمر التعنت؟!!

تتناثر المبادرات وتعقد المؤتمرات الوزارية والرئاسية لإيجاد حل سياسي يواجه الإلحاح الأمريكي البريطاني على شن حرب على العراق في حين لا يزال العرب عاجزين عن تدبير مؤتمر قمة عربي تنتج عنه مبادرة عربية قادرة على اعتراض الحرب، وتتخوف دول عربية عديدة من أن تعجز أي قمة عربية عن تحقيق انفراج حقيقي عن طريق التوصل إلى مبادرة قوية قادرة على إبعاد المنطقة عن الحرب التي ستكون مدمرة ليس على العراق فحسب بل تطال المنطقة بأكملها وتتعدى آثارها السلبية حتى الدول العربية والإسلامية البعيدة نسبياً عن العراق.
فالحرب القادمة التي ستستهدف العراق أولاً لا تقتصر آثارها المدمرة على ما سيصيب الشعب العراقي من مآس تتمثل في سقوط مئات الآلاف من القتلى وتدمير ما تبقى من بنى أساسية حياتية واقتصادية، بل أيضاً في تدمير الدولة العراقية، حيث تؤكد جميع التحاليل والدراسات بأن الحرب التي ستشن على العراق ستؤدي إلى انهيار النظام والإدارة في العراق وهو ما سيترتب عليه نتائج وخيمة جداً على المنطقة حيث ستقام ثلاث أو أربع «دويلات» في العراق مما سيؤدي إلى مواجهات وحروب بين هذه الدويلات في محاولة للسيطرة على ثروات العراق وهذا ما يجعل الدول العربية والإسلامية وبالذات المجاورة للعراق في حيرة من أمرها إذ سيكون الفرز بين هذه الدويلات صعباً، ويستحيل تحديد الطالح من الصالح مما سيقام على أنقاض العراق.
لهذه الأسباب نرى كلاً من المملكة ومصر تعملان بصورة حثيثة وبدون توقف لصياغة موقف عربي جدي وحقيقي لمنع الحرب أولاً، وبناء مبادرة عربية تلغي أي مبررات قادمة لشن حرب، ومعالجة الأزمة العراقية تماماً، ويترسخ أن هناك أفكاراً سعودية وعربية يجري التداول بشأنها من أجل صياغتها ومناقشتها في القمة العربية القادمة التي ستعقد في الشهر القادم في القاهرة بعد نقلها من البحرين.
من ضمن ما ترشح عن المبادرة العربية لمعالجة الأزمة العراقية اشتمالها على ثلاثة محاور:
المحور الأول: العمل على تحقيق مصالحة عراقية كويتية حقيقية تقود إلى استعادة التضامن العربي الذي تدمر كثيراً بسبب «الحالة الكويتية العراقية» وسيطلب من العراق أن يكون واضحاً وصادقاً في إعلان الاعتذار ومعالجة كل ما ترتب على غزوه للكويت والعمل على معالجة مسألة الأسرى والمرتهنين الكويتيين والخليجيين والعراقيين، إذا كان هناك عراقيون لا يعرف أحد مصيرهم.
المحور الثاني: التفاهم مع العراق بالاقتناع أو بالضغط الدبلوماسي من خلال تكثيف الاتصالات من قبل قادة الدول العربية التي لا تزال قادرة على الوصول إلى «أذن القيادة العراقية» لتعلن بغداد وتبدأ التنفيذ الفعلي لكل قرارات الأمم المتحدة دون تأخير لإلغاء كل مبررات شن حرب على العراق.
ويكتسب هذا المحور أهمية كبرى خاصة وأن القيادة تعي تماما أن الموضوع ليس نزع أسلحة الدمار الشامل، بل إن هناك حزمة من القرارات الدولية تستوجب التنفيذ وأن العراق إن لم ينفذ ما جاء في هذه القرارات لابد من أن يتعرض للحرب حتى وإن حاولت بعض الدول عرقلة إصدار قرار جديد في مجلس الأمن.
المحور الثالث: وهو محور مركب يتعلق شقه الأول بالدعوة إلى إجراء مصالحة وطنية عراقية تدعو لها إحدى الدول العربية يعقد على أرضها مؤتمر وطني على غرار مؤتمر الطائف الذي أنجز المصالحة الوطنية اللبنانية.
أما الشق الآخر من المحور فهو تبنّي القمة العربية فتح حوار بين بغداد وواشنطن بعد أن يضمن العرب جميعا التزاماً عراقياً بإنجاز كل ما عرضناه في المحورين السابقين والشق الأول من المحور الثالث.
هذه المقترحات رغم صعوبتها إلا أنها، كما يؤكد المطلعون وحدها القادرة على إلغاء الحرب وإنقاذ العراق والمنطقة مما ينتظرها من مآس.. فهل ينجح العرب في تحقيق هذا الإنجاز أم تقف الطموحات القطرية والمزايدات داخل البيت العربي.. وتعنت القيادة العربية وتنهار جهود العرب المخلصين وتسقط المنطقة في المجهول.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved