Tuesday 25th february,2003 11107العدد الثلاثاء 24 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عود ثقاب عود ثقاب
هروب المشاهير
سلامة الزيد

«زامر الحي لا يطرب» مثل أتذكره كلما تابعت ردود أفعال النجوم على دعوات استضافتهم في وسائل الإعلام المحلية.
والمؤسف أن الكثير من هؤلاء المشاهير يقول بالفم المليان «وبعين قويّة» بأنه ان تواضع وتفضّل عليها وقبل الاستضافة فإن ذلك من باب المجاملة وربما الواجب فقط!! ولذلك يواجه معدّو ومقدمو البرامج المحليون صعوبة في استجابة مشاهيرنا لدعواتهم وربما حتى للرد على الهاتف..
ويعلّل المشاهير تحفظهم وهروبهم هذا لضعف تلك البرامج وضعف جماهيريتها وظهورها بأشكال باهتة وتقديمها بأساليب رتيبة ومملّة، بل انني لم أفاجأ عندما قال لي بعضهم: «من يضمن لنا ان البرنامج سيعرض في وقته المحدد؟!»
النتيجة ان زامر حيّنا لا يُطرب أبعد من مواقع قدميه وهو واقع يحمل في طياته انعكاسات إعلانية وإعلامية تحتاج الى التأمل والدراسة بعيداً عن اللجان التي يعوزها حس إعلامي وتميز إبداعي وقراءة صحيحة وموضوعية لواقع الحال والأهم صلاحية اتخاذ القرار المجدي للحضور بما يليق بمكانتنا وقامتنا.
ولعل أحدكم يطرح رأياً مشروعاً بأن ما هو قائم منهج يميزنا عن الآخرين المتورطين بالهلس والصخب وعرض الاجساد.
وهنا نقول ان الالتزام الاخلاقي لا يتعارض مع قراءة متأنية للواقع وللرغبات الجماهيرية وبرمجتها في أفكار مناسبة وبأشكال فنية عصرية وبالتزام زمني يحترم عقل المشاهد والمستمع.
على سبيل المثال في مختلف وسائل الإعلام الناجحة كان هناك المذيع النجم وهو سرّ نجاح البرنامج يبقى اسمه مقترناً به لعدّة دورات برامجية مدعوماً بكافة اشكال الدعم التي يستحقها.
ثم إن الإعلان المسبق «البروموشن» للبرامج وفي اوقات متعددة ومناسبة يرسِّخ العلاقة بينها وبين المتلقي ويمنحها وهجاً وحضوراً وقيمة.
ناهيك عن البرامج الاخبارية التي تحتاج الى اختزال الكثير من التفاصيل التي لا تهم المتلقي والتركيز على الخبر بحد ذاته مع الحرص على إعادة صياغة الكلمات المرتجلة لتقديمها بشكل يحترم المسؤول ويحترم المتلقي دون اخلال بالمعنى.
وأزعم ان بالامكان فعل الكثير لتسجيل حضور مشرّف يليق بقامتنا الإسلامية والعربية ويتناسب مع الدعم الذي تحظى به وسائل الإعلام ويحقق ما هو مأمول منها..
ويكفي أن أشير الى الخطوة الشجاعة التي اطلقها معالي د. فؤاد الفارسي باعتماد بث البرامج المرئية والمسموعة المباشرة وتكثيفها وهي التي كانت مثار جدل وحذر لا مبرر له.
ولعل الخطوة القادمة ان نجعل الأخبار نشرات أنباء لا نشرات اسماء.
وأن نبحث قضايانا وهمومنا بشفافية دون ان ندفع المتلقي للبحث عن ملامحه في إعلام الآخر الذي يتناولها من الزاوية التي توافق هواه.
انني على يقين ان ذلك ليس بعسير على همم الرجال الأوفياء المدركين ان العالم بات غرفة كونية لا قرية كونية.

للتواصل: فاكس 6756400

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved