Tuesday 25th february,2003 11107العدد الثلاثاء 24 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أنقرة تتطلع إلى دور في الحكومة العراقية المقبلة وتعارض تطلعات الأكراد حول النفط أنقرة تتطلع إلى دور في الحكومة العراقية المقبلة وتعارض تطلعات الأكراد حول النفط
اتفاق وشيك لانتشار القوات الأمريكية في تركيا ومصاعب حول الاقتصاد والسياسة

* اسطنبول الوكالات:
اوشكت تركيا والولايات المتحدة على التوصل الى اتفاق عسكري بشأن استخدام تركيا كقاعدة لاي هجوم على العراق لكن لا يزال يتعين على البلدين الاتفاق على الملف السياسي والاقتصادي الذي يحوي قضايا شائكة من بينها وضع الاكراد في حال قيام الحرب ووضع حقول النفط في شمال العراق فضلاً عن الدور المنتظر لانقره وفقا لسيناريو (ما بعد الاطاحة بصدام حسين).
وقال وزير الخارجية التركي ياشار ياقش يوم الاحد ان من المحتمل ان يتقرر خلال اجتماع لمجلس الوزراء احالة الاتفاق الى البرلمان لاقراره.
إلا أن المسئول التركي نفى أن تكون بلاده قد قبلت الحصول على حصة من عائدات النفط العراقي في هذا الاطار كما أكد معارضة أنقرة لتسليح الاكراد مؤكدا دعوتها إلى وجود مندوب يمثلها في الحكومة الانتقالية التي تلي حربا تلوح نذرها في الافق.
لكن رجب طيب اردوغان زعيم الحزب الحاكم قال انه لا نية للتوجه الى البرلمان على الفور.
وتسعى واشنطن للحصول على موافقة البرلمان التركي بصفة عاجلة ليتسنى لها ارسال سفنها المحملة بالعتاد العسكري الرأسية في البحر المتوسط الى الموانىء التركية.
وكان ياقش قد صرح في وقت سابق يوم الاحد لمحطة تلفازية تركية بان بلاده تريد التأكد من ألا ينتهي الامر باسلحة امريكية الى ايدي جماعات المقاتلين الاكراد اثناء أي حرب وان تكون القوات التركية تحت قيادة تركية.
وقال في مقابلة تلفازية اخرى حول مدى ما وصلت إليه المفاوضات أو المشاورات فيما يتعلق بقضية التسليح بالنسبة للعراق وللاكراد وللاحزاب الاخرى التي ستكون مسلحة أثناء الحرب غير الاكراد. قال (نحن نتفهم طلب الاكراد بأن يتسلحوا ليحموا أنفسهم من مخاطر الحرب إلا أن ما حدث عام 1991 كان أن وقعت هذه الاسلحة بيد حزب العمال الكردستاني الذي استخدمها لقتل شعبنا. ولذلك فنحن نقترح أن نتولى نحن توزيع السلاح على الاكراد وأن يتم ضبط ذلك بمشاركة ضابط أمريكي حتى يتأكد من أننا لا نخص التركمان بسلاحنا وبعد الحرب يتم تشكيل جيش عراقي موحد وتلغي جميع المليشيات العسكرية ويحتفظ الاكراد بسلاح خفيف كقوة جند لحراسة الحدود ويتفهم الامريكيون رأينا هذا لكن الخلاف لا يزال على طريقة تنفيذ ذلك عمليا).
وأضاف ان تركيا قلقة بشأن من سيتحكم في حقول النفط العراقية في المنطقة المحيطة بمدينتي كركوك والموصل في حالة غزو الولايات المتحدة للعراق.
وقال ياقش ان انقرة تخشى ان يهرع الاكراد العراقيون الذين طردتهم الحكومة العراقية من المدينتين للمطالبة بديارهم ومن احتمال ان يطالبوا بحقول النفط أيضا.
واستطرد ياقش قائلا (تنص الصيغة التي اقتربنا من التوصل اليها على ان تخضع هذه المناطق للسيطرة الامريكية).
واقتربت تركيا والولايات المتحدة عضواً حلف شمال الاطلسي من التوصل لاتفاق تحصل تركيا بمقتضاه على نحو خمسة مليارات دولار في صورة منح وعلى قروض تبلغ عشرة مليارات دولار لمساعدة اقتصادها في مواجهة آثار الحرب.
وقال ياقش ان تركيا تسعى للحصول على قرض تكميلي بحيث تصبح الاموال متاحةعلى الفور في حالة نشوب حرب.
وقال (اذا بدأت حرب فسيبدأ الاقتصاد التركي يتعرض للضرر.. يتعين ان تكون اول المبالغ متاحة بمجرد جذب اول زناد).
ونفى ياقش أي مساومات مع الولايات المتحدة وقال (نحن لا نساوم فالامر مجرد مناقشات متعمقة بين حليفين حول كيفية التعاون).
وأضاف في نفس السياق (توصلنا إلى تفاهم حول أغلب الامور فيما عدا نقطة أو اثنتين بقيتا لم يتم الاتفاق عليهما مع واشنطن. فيما يخص بترول العراق من يمنح من بترول من هذا مخالف لاخلاقنا ولفلسفة العلاقات الدولية أن تتفاوض تركيا وأمريكا على بترول دولة ثالثة هي العراق لتتقاسمه هذا غير وارد على الاطلاق. لكن ما نقوله هو أن اقتصادنا سيتعرض لخسائر من نتيجة حرب تفرضها أمريكا ولذلك فعلى أمريكا أن تعوضنا عن خسائرنا هذه وليس الامر أن تدفع لنا أمريكا مالا لكي نشاركها الحرب. الامر ليس كذلك أبدا).وقال ياقش ان تركيا مصممة على منع تقسيم العراق الى مناطق منفصلة على أساس عرقي وتخشى تركيا قيام دولة كردية مستقلة في شمال العراق مما يمكن ان يحرض مواطنيها الاكراد على حمل السلاح من جديد.وأضاف (يجب الا تقام دولة كردستان).
وكان زعماء الاكراد العراقيين الذين نفوا أي نية للسعي للاستقلال هاجموا المخططات التركية الرامية الى ارسال قوات الى شمال العراق بحجة مساعدة اللاجئين.
وقال حوشيار زباري المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني احد أكبر جماعتين سياسيتين كرديتين للصحفيين في مدينة اربيل يوم الاحد (لا يريد أحد قتالاً آخر بالطبع).
وأضاف (ولكن اذا حدث توغل للقوات بحجة القول (سأوفر لكم مساعدات بالقوة) فصدقوني ستقع مصادمات خارجة عن نطاق السيطرة). وقال زباري (وسيكون مسيئا لصورة الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الاخرى التي ترغب في مساعدة العراق رؤية اثنين من حلفائهم وهما تركيا وكردستان وكل منهما ممسك بتلابيب الآخر).وقال زباري ان الزعماء الاكراد والجيش التركي يخططون للقاء اليوم الثلاثاء لتوضيح الخطط التركية.
وحول طلب أنقرة إيفاد مسئول تركي عسكري أو مدني للمشاركة في الحكومة المؤقتة التي سيتم تشكيلها في حال وقوع الحرب وهل وافق الجانب الامريكي على هذا الطلب قال وزير الخارجية التركي في تصريحاته (نحن أعلم وأدرى بطباع المنطقة وظروفها من الامريكيين لذلك فبقدر ما نكون فيه أقرب إلى التشاور معهم في تلك المرحلة بقدر ما ستقل أخطاؤهم التي قد سيقعون فيها في العراق. فإذا كان العمل يهدف لانشاء حكومة مثل حكومة (رئيس الحكومة الافغانية المؤقتة حامد قرضاي) فإننا أدرى بأنسب شكل للحكم في العراق وبالاشخاص الذين يمكنهم المشاركة في ذلك الحكم لاننا نعرف جميع الفصائل والطوائف العراقية والادارة الامريكية مقتنعة بوجهة النظر هذه ولكن كيف سننفذ ذلك عمليا هذا ما هو متروك للظروف وللزمن).

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved