المبنى الجديد للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرس يحقق لها نقلة نوعية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. أما بعد:
يستمر العطاء والبناء ويتكامل، بجهود المخلصين وسواعد الرجال، وبناء الأجيال وتربيتها على القرآن الكريم وتعاليمه وأحكامه هدفٌ سامٍ للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، التي سعت بكل ما أوتيت من موارد وسواعد لتحقيقه وبنائه.
فالقرآن الكريم دوحة وارفة في ظلالها يتربى الإيمان والصدق والإخلاص وتزكية النفوس وعلو الهمم، والقرآن معين لا ينضب للقيم والأخلاق والمبادئ ، والقرآن يكفيه أنه كلام الله المنزل، يتعبد الناس بتلاوته ويتقربون إلى الله بترديده.
ولقد كثرت في زماننا هذا سبل الضلالة والغواية لتصرف الناس عن كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي ضاعف المسؤولية على حملة القرآن وأهله، ليعملوا جاهدين على إبقاء الناس على فطرتهم ويردوا من حاد منهم إلى سواء السبيل، متخذين من هدي القرآن وطريقة رسول الله صلى الله في التعليم والدعوة منهاجاً ودستوراً، ومن مسيرة سلفنا الصالح موجهاً ومرشداً.
والجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في محافظة الرس لبنة في هذا البناء تساهم بجهدها في خدمة القرآن الكريم وأهله، تنظم وتسعى وتبذل، يدعمها أهل الخير والفضل بجهدهم ومالهم ووقتهم، وهم بذلك يرسمون لنا صوراً مشرقة من صور البذل والعطاء ضاربين لنا المثل والقدوة.
والجمعية تسعد اليوم بزيارة أبٍ كريمٍ ورجلٍ سمحٍ أعطى لها من وقته وبذله، لا بل أعطى لها قلبه وفؤاده، فصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم عندما يفتتح مبنى الجمعية ويزوره فإنه يزور بيته وأهله وأبناءه، فقد تعود الجميع من سموه الكريم زيارات الخير والوفاء، فهو يدعم ويوجه ويشجع ويرعى، ويقترب بقلبه الكبير من الجمعية والقائمين عليها.
وافتتاح المبنى الإداري للجمعية سيكون بإذن الله تعالى نقلة نوعية للجمعية بشقيها الإداري والتعليمي حيث يتكون المبنى من:
1- قسم لمجلس الإدارة - وإدارة الجمعية.
2- قسم الشؤون التعليمية وتوجيه البنين والتوجيه النسوي.
3- قسم العلاقات العامة والإعلام.
4- قسم المشاريع وتنمية الإيرادات.
وهذا يساهم بإذن الله تعالى مساهمة كبيرة في خدمة القرآن الكريم وأداء رسالة الجمعية بكل جد وإخلاص.
ولقد كان للدعم الكريم الذي تلقاه الجمعية من ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني والمتابعة المستمرة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، أكبر معين لها بعد الله على أداء رسالتها، فلهم منا جزيل الشكر والثناء وخالص الدعاء بأن يحفظ الله لنا أمننا وقيادتنا بحفظه ويكلأ الجميع برعايته. وختاماً لا أنسى كل جندي مجهول عندي وهو معلوم عند الله تعالى قام بالعمل في الجمعية سواء كان إدارياً أو مشرفاً أو مدرساً، فأجرهم عند الله معلوم وثوابهم منه سبحانه، فنسأل الله تعالى لنا ولهم الصدق والإخلاص في القول والعمل.