Thursday 27th february,2003 11109العدد الخميس 26 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
خيار الحرب ضد العراق اتخذ
جاسر عبدالعزيز الجاسر

قبل بدء أي حرب تظهر علامات يستطيع المتابعون من قراءة خطواتها ان الحرب ستبدأ فعلاً أم انها «حرب دبلوماسية» هدفها ممارسة ضغوط لانتزاع تنازلات سياسية.
الحرب العراقية المرتقبة ووفقاً لقراءة الاستراتيجيين تجاوزت مرحلة التكهنات وبدأت فعلاً البدايات الفعلية للحرب مستندين على عدة مؤشرات منها:
1- اكتمال حشد القوات الأساسية لغزو العراق والمؤلفة من القوات الأمريكية والبريطانية وأن هذه القوات ستعتمد في عملياتها على القصف الجوي المكثف من خلال طائرات بـ52 وطائرات الشبح، والصواريخ الموجهة من بعد من البوارج الأمريكية والبريطانية الراسية في مياه الخليج. وستستمر هذه المرحلة من الحرب عدة أيام لا تقل عن أربعة أيام ولا تزيد عن اسبوع يتبعها اندفاع للقوات البرية من الشمال حيث ستهاجم القوات الأمريكية شمال العراق منحدرة إلى الجنوب وصولا إلى كركوك للسيطرة على آبار النفط في حين تندفع القوات الأمريكية والبريطانية من الجنوب قادمة من الكويت تدعمها القوات الخاصة والألوية المحمولة من الفرقة 101 لاحتلال آبار النفط في الجنوب ثم تتبعها قوات المشاة المدعمة بألوية المدرعات للوصول إلى بغداد التي تكون قد تعرضت إلى موجات متتالية من الغارات والقصف الجوي والصاروخي لجعل مهمات قوات الإنزال من القوات الخاصة سهلة في مواجهة قوات الحرس الجمهوري.
والاستراتيجية القتالية الأمريكية والبريطانية تهدف إلى التقاء قواتهما المدعمة بقوات من استراليا والأكراد والمعارضين العراقيين في بغداد بعد ان تلتحم القوات القادمة من الشمال ومن الجنوب لتبدأ بعدها السيطرة على كل محافظات العراق ثم يبدأ بعدها البحث عن قادة النظام العراقي. بعد ان تشكل القوات إدارة عسكرية لحكم العراق برئاسة قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي الجنرال تومي فرانكس الذي يقود حرب غزو العراق حالياً.
هذا التصور الأمريكي البريطاني لحربهما في العراق لن يكون بسيطاً بل حتماً سيواجه مقاومة شرسة من القوات العراقية التي لم تظهر بعد أي إشارات تفيد عن ابتعادها عن قيادة الرئيس العراقي وتتخوف القيادات الأمريكية والبريطانية من ثلاثة عراقيل تفشل هذا المخطط وهي:
1- جر القوات الغازية إلى حرب مدن وخاصة في مدن البصرة والعمارة والناصرية والكوت والحلة وأخيراً في بغداد ... ومعارك أخرى في الموصل وكركوك وتكريت وسامراء.
2- استعمال القوات العراقية أسلحة كيماوية لصد القوات الأمريكية والبريطانية وإطلاق صواريخ تحمل مواد بيولوجية على تجمعات القوات في الأيام الأولى للحرب قبل دخولها للعراق.
3- إقدام القوات العراقية على تنفيذ عمليات انتحارية بأساليب مبتكرة كالطائرات المتفجرة والطيارين الانتحاريين ضد القوات الأمريكية والبريطانية في الكويت وتركيا وحتى استهداف البوارج في الخليج.
عموماً يمكن القول وعلى ضوء ما تم تحقيقه من حشد للقوات الأمريكية والبريطانية ووصول القائد العام للحرب الأمريكية الجنرال تومي فرانكس إلى مقر قيادته في قطر ان الحرب ضد العراق قد بدأت فعلاً.. ولا يمكن التراجع بعد الآن.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved