في الطريق إلى القمة

يكون من المفيد بلورة الموقف العربي الرافض بشكل عام للحرب ضد العراق وفق صيغة واحدة مشتركة وهو أمر يمكن إنجازه من خلال القمة المرتقبة التي يهمها أيضاً أن تحث العراق على المزيد من التعاون مع مفتشي الأمم المتحدة وصولاً إلى الهدف النهائي لقمة شرم الشيخ وهو تجنب هذه الحرب.
فمخاطبة العالم بصوت واحد يمكن أن تحدث تأثيراً أقوى كما يمكن أن تشكل إضافة نوعية لا غنى عنها، بل وضرورية لجملة الأصوات المناوئة للحرب، باعتبار أن الصوت العربي يأتي من قلب مسرح الأحداث حيث تتشكل إرهاصات الحرب وحيث تتسارع الاجتهادات لتجنب الحرب.
ورسالة القمة كما عبر عن ذلك مسؤولون عرب هي: أن الخيار العسكري سيكون له آثار وخيمة وعلينا تجنبه.
وتستطيع القمة إنجاز عمل متميز يتمثل في الخروج بموقف جماعي موحد إذا أبدى العراق من جانبه ما يؤكد التزامه التوجه العربي للسلام، من خلال إظهار أقصى تعاون ممكن مع مهمة مفتشي الأمم المتحدة، وهناك ما يشير بالفعل إلى أن تعاوناً جيداً قد تحقق بين الجانبين في الفترة السابقة، حيث ورد ذلك في تقارير كبار المفتشين إلى مجلس الأمن الدولي وهكذا فإن من المهم الحفاظ على ذلك المستوى من التعاون وتطويره.
وفي كل الأحوال سواء سادت القناعة بحتمية الحرب أو تجددت الآمال في السلام فإن هذا اللقاء العربي لا غنى عنه لمواجهة استحقاقات كل حالة «الحرب أو السلام» وأيضاً لتجديد العزم على العمل المشترك والحفاظ على الحد الأدنى من التضامن العربي الذي يستطيع التعامل بصورة إيجابية مع المستجدات، فضلاً عن إسماع الصوت العربي تجاه ما يحدث وتأكيد الحضور في التطورات المقبلة.