Thursday 27th february,2003 11109العدد الخميس 26 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.. صفحات مضيئة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.. صفحات مضيئة
عبدالله صالح اليامي / الدمام

الكل يعرف سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز كأمير وكرائد فضاء وكمسؤول عن الهيئة العليا للسياحة وجمعية المعاقين وهذه تعكس بجلاء الجوانب الانسانية المشرقة التي تميز بها هذا الامير الانسان، رعاية لفئة من ابناء الوطن اقعدتهم الاعاقة، فبفضل اهتمامه وانسانيته.. انجلى الهم الذي اكتنفهم وصاروا اعضاء فاعلين في المجتمع.. فاختياره للعمل وسط هذه الفئة يعكس مدى اصالة هذا الامير الانسان بقلبه الحاني وعاطفته الجياشة التي تعبر عن كل معاني العطف والعناية بهؤلاء المواطنين الذين هم احوج ما يكونون لمثل هذه الرعاية.. وقد كان الأمير الانسان بلسماً شافياً.. وغيمة حانية استظلت بها تلك الفئة الغالية علينا.. فكل فرد فيهم يلهج لسانه بالحمد لله سبحانه وتعالى الذي انعم بهذا الامير الاصيل عليهم ثم بالشكر والعرفان لسموه.
وكانت تجربته كرائد للفضاء خير برهان مؤكداً سموه هذه الامة بشبابها وعلمائها.. ومؤكداً قيام دولة الايمان والعلم.. وهو يرتاد الفضاء.. كأول رائد فضاء عربي مسلم يدخل هذا المجال.. واصبح مثالاً ونموذجاً يحتذى.. بتأكيده لسمو الشخصية السعودية ونبوغها وتفوقها برعاية مليكنا المفدى وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعاً، فقد كانت فعلاً تجربة تسجل للأمير الانسان ولأمته تتناقلها الاجيال عبر العصور والدهور.
وكشخصية وطنية لها دورها الوطني الرائد على امتداد هذا الوطن الحبيب الذي ينعم بالامن والخير والاستقرار تحت قيادته الرشيدة، ولكني وفي هذا المقال لن اتناول الامير سلطان كرجل دولة، انما ادلف الى سلطان الانسان.. فالجميع لايعرف الكثير من معاني الانسانية التي تجلت في شخصه الفريد والنادر.. ويقيناً ان هذا الانسان يحمل معاني كثيرة من الوفاء والاخلاص والنبل والكرم فضلاً عن البساطة التي تبدو لك من اول وهلة وانت تقابله، بعيداً عن البروتوكولات، يقابلك برحابة الصدر كلها، وبالبشاشة جميعها وهي تبدو على محياه.. ابوابه مشرعة لكل صاحب حاجة.. وقلبه الحاني مفتوح لكل ابناء وطنه على مختلف فئاته.
هذا هو الواقع، ففي شهر رمضان المبارك لجأت الى سلطان الانسان بخصوص حالة انسانية واجهناها.. وعند تلقيه لخبر هذه الحالة بادر بل تدخل شخصياً لإنقاذ تلك الحالة الانسانية.. وقام بدور انساني وبأريحية مهما كتبت فلن استطيع وصفها.. وهو موقف لو شكرته عليه فلن اوفيه حقه.. ولو كان هناك ابلغ واكثر من الشكر لفعلت.. وقليل في وقتنا الحاضر ان تجد من يقف معك.. ولكن انسانية هذا الامير الانسان وشهامته الاصيلة واخلاقه السامية النبيلة ابت الا ان يقف معنا وقفة الاخ لأخيه.. والصديق لصديقه.. والراعي الحريص على رعيته انني اتكلم عن انسان بعيداً عن اي مجاملة.. وتعبيراً صادقاً عن واقع عايشته بكل جوارحي.. فقد كان متعاطفاً معنا الى ابعد الحدود رغم معرفتنا التامة بانشغاله وارتباطاته الكثيرة والمهام التنفيذية والوطنية التي يقوم بها في خدمة مليكه ووطنه بحكم الاعمال والمسؤوليات الجسية التي يتولاها.. .ولكن لأصالة معدنه.. ولكونه ينتمي الى والده العظيم سلمان بن عبدالعزيز من اكرم الرجال وانبل الرجال واكثرهم تواضعاً وكرماً.. بقي معنا يتابع حالتنا الانسانية حتى تحقق ما املاه عليه ضميره في هذا الشهر الفضيل الكريم.
لقد كنت حزيناً في البداية ولكن بعد مقابلتي له واهتمامه اللامحدود بموضوعنا، انقلب الوضع عندي الى فرحة وسعادة وابتهاج غامرين بهذا الامير الانسان، الذي لا استطيع ولا يستطيع احد من افراد اسرتي ان نرد له الجميل.. وسيبقى معروفه وموقفه النبيل محفوراً في ذواتنا على مر السنين.. ودعواتنا الصادقة ان تسجل له كل هذه المواقف النبيلة والجليلة في موازين حسناته بإذن الله.
وفي نهاية شهر رمضان المبارك تشرفت بمقابلته والسلام عليه في المطار لاقدم لمقامه الجليل خالص الشكر والعرفان برغم انه لاينتظرها مني لان كل ما فعله معنا ما هو إلا لوجه الله عز وجل.. وبعد مقابلتي له اتضح لي ان هذا الانسان النبيل ليس غريباً عليه هذا الموقف.. فهو من اسرة جبلت على حب الخير والعطاء، وعلى مساعدة عامة الناس.. فنحن عاجزون عن الشكر والوفاء له ولأسرته العظيمة الاصيلة النبيلة.. فلننظر ولنتمعن في هذه الكلمات الصادقة التي تعجز كل السنة الدنيا عن التعبير عنها.. فقد قال لنا الامير الانسان عندما تشرفت بمقابلته: «إن هذا واجبي.. فنحن اخوان وابناء وطن واحد ولو حدث لي اي شيء لا سمح الله وجئت اليكم طالباً فزعتكم اعتقد انكم لن تترددوا في ذلك».. فأي كلام اصدق وابلغ من هذا. لقد اخجلنا بهذه العبارات الجميلة..
وأخيراً لا املك إلا ان اقول لهذا الانسان سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمير بإمارته والانسان النبيل الاصيل بكل معاني الوفاء والانسانية وبكل الصدق اننا مدينون لكم ولموقفكم الانساني معنا.. وفعلاً اننا لن نتوانى او نتردد في الاجابة لأي طلب تطلبه منا واننا رهن الاشارة دائماً راهنين انفسنا وابناءنا فداء لكم ايها الانسان النبيل النادر سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظكم الله ودمتم ذخراً للمليك المفدى وللوطن وللأمة العربية والاسلامية جمعاء.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved