Thursday 27th february,2003 11109العدد الخميس 26 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بكل صراحة بكل صراحة
حمى كأس العالم وانفراط عقد النجوم
عبد الله السمحان

قبل أقل من ستة أشهر كانوا نجوماً تتلألأ بهم سماء الكرة والآن اصبح بعضهم اشباح لاعبين عالة على فرفهم وبعضهم فقد الكثير من بريقه! هل من المعقول ان يحصل هذا التحول في هذه المدة القصيرة؟ قد ينخفض مستوى لاعب او لاعبين ولكن ان ينخفض مستوى جميع اللاعبين الذين شاركوا المنتخب بكأس العالم وابعدوا عنه؟ فهذه ظاهرة تحتاج الى وقفة طويلة، وهذه الكوكبة من النجوم التي آلت للأفول بحاجة الى وقفة الجميع لتعيد توهجها. فمثلاً لو اخذنا عملاق الحراسة محمد الدعيع ونجم الهجوم السعودي «سابقا» الحسن اليامي كأقرب مثالين على افول نجومنا لوجدنا ان هذين اللاعبين كانا اهم لاعبين في فريقهما والمنتخب في الموسم الماضي واذا تابعنا التحول الدراماتيكي في مستويهما لادركنا حجم المشكلة فعملاق آسيا اصبح انصار الهلال يحمِّلونه بعض الاخفاقات بعد ان كان مصدر اطمئنان كبيراً لهم والحسن اليامي طلب اجازة الى نهاية الموسم قطعها بعد ان هددته ادارة ناديه بالابعاد، وهذا الكلام ينطبق على باقي اللاعبين الذين مثلوا المنتخب في كأس العالم 2002م واستبعدوا منه بعد هذه المشاركة.
لست متخصصاً في علم النفس الرياضي ولكني اجزم ان ما اصاب هؤلاء النجوم وانهك قواهم ما هو الا «حمى كأس العالم»: فقد وصلوا الى اليابان يحملون آمالاً كبيرة معهم ويحلمون ان يحققوا انجازا لبلدهم وانجازات شخصية لهم، ولكن للاسف فقد اصيبوا بحالة احباط كبيرة جراء نتائجهم الضعيفة بدءا من الهزيمة الساحقة امام المانيا والمباريات الاخرى التي واصل بها المنتخب تقديم عروضه السيئة. فبغض النظر عن الاسباب التي قادت الى هذه النتائج المخيبة للآمال فان هؤلاء النجوم اصابهم حالة كبيرة لا زالوا يعانون منها أثَّرت على مستوياتهم الحالية. هذا بالاضافة الى سببين آخرين كان لهما تأثير سلبي عليهم «وزاد الطين بلة» الاول: قرار ادارة المنتخب المحبط بالاستغناء عنهم وضم اللاعبين الذين يسمح لهم سنهم المشاركة في كأس العالم 2006م، ومع تحفظي على هذا القرار الا انني اتمنى ان ينجح هذا المشروع بغض النظر عن تأثيره الايجابي او السلبي على هؤلاء اللاعبين فمصلحة المنتخب مقدمة على كل شيء. ولكن لي مداخلة بسيطة على هذا القرار وهو اننا لم نسمع من قبل ان قام احد المنتخبات الكبيرة بهذه الخطوة ولا يقوم بهذا التقليد الا الفرق الحديثة العهد بالكرة وعادة لا يكتب للمشروع النجاح، فالقيام بفصل الاجيال الكروية عن بعضها البعض يحمل الكثير من السلبيات فتمازج الاجيال كفيل باخراج منتخب قوي وكفيل بالابقاء على توهج الكرة للمنتخبات. فمزج لاعبي الخبرة مع اللاعبين الصغار على مر السنين يحفظ الحضارة الكروية للمنتخبات للاستمرار بحمل الراية والا لما استمرت هيمنة الكرة الاوروبية وبعض دول امريكا الجنوبية على الكرة العالمية.
السبب الثالث هو الحملة الشعواء من قبل الاعلام على هؤلاء اللاعبين وتحميلهم الاخفاق بطريقة انتقائية بعيدة كل البعد عن النقد الهادف، فقد فوجئنا بالحملات الشخصية على بعض اللاعبين التي وضح ان هدف أصحابها منها تحطيم هؤلاء النجوم مستغلين الاحداث ومبررين هجومهم من واقع وطنيتهم فأصبحوا «يصطادون بالماء العكر» حتى يرضوا تعصبهم وحقدهم على اندية هؤلاء اللاعبين.
واللاعبون لا يحتاجون للكثير من الفطنة ليعرفوا ان سبب ابعادهم من المنتخب كان سببه الاصغاء لهؤلاء الذين اتت حملاتهم أكلها ولا يحتاجون للكثير من الذكاء ليدركوا ان ادارة المنتخب بالتالي حمَّلتهم الاخفاق في كأس العالم. طبعا هذا بغض النظر ان كان قرار ابعادهم اتخذ بعد دراسة متأنية هدفها تحضير منتخب جديد لعام 2006م كما اعلن أم لا. كل هذا لم يدخل حسابات هؤلاء اللاعبين فأولا واخيرا بالنسبة لهم استبعادهم يعني تحميلهم الاخفاق.
التأهيل النفسي قبل البدني
بعد ان يتعرض اللاعب الى اصابة قوية فانه يمر بمرحلة تأهيل بدني ومن ثم فني للعودة الى الملاعب بشكل جيد فيجب ان نعترف ان هؤلاء اللاعبين تعرضوا الى اصابة نفسية قوية لم يفيقوا منها حتى الآن، فنرجوا ان تقوم ادارة المنتخب بدراسة هذه الظاهرة لتلافيها مستقبلا، ونأمل من اندية هؤلاء اللاعبين تقديم يد العون النفسية قبل الفنية لكي تعيد تأهيل هؤلاء اللاعبين وهذا مما يزيد من اهمية التأهيل النفسي للاعب. ففي عهد الاحتراف وحجم المبالغ التي تصرف على الاندية فاعتقد ان الوقت قد حان للاستعانة بالاخصائيين النفسيين في الاندية كما هو معمول به في الاندية الاوروبية وكما يعمل به في مشاركات المنتخبات العالمية في البطولات من اصطحاب اخصائي نفسي معهم.
الحصانة الماجتورينوية
ومادمنا بصدد الحديث عن لاعبي المنتخب فاننا هنا لا نقصد المبالغة بمجاملتهم وحمايتهم من قبل الاندية او ادارة المنتخب فهذه الايام نسمع ونشاهد حملة نصراوية مكثفة لعمل حصانة للاعبهم الأجنبي تورينو كالحصانة التي كان يتمتع بها اللاعب ماجد عبد الله، فقد كان هنالك شعار يحمله ماجد يقول «ممنوع الاقتراب او الاحتكاك والا؟» ليس هذا المجال لمناقشة من ارغم الحكام بعمل هذه الحصانة التي توارثتها اجيال الحكام بعد ذلك. ولكن الآن النتيجة هي الاهم، فلم يسبق لنا ان شاهدنا ماجد يصاب مع ناديه جراء احتكاك وبالمقابل كان كثير الاصابات مع المنتخب والدليل الفارق الكبير بين انجازاته مع ناديه النصر وانجازاته مع المنتخب الذي كان غالبا لا يكمل معه البطولة او الدورة بسبب الاصابات لعدم تعوده على الاحتكاك.
فمنذ مباراة الشعلة وخروج تورينو مصابا بدون ان يحتك به لاعب بل كان نتيجة التواء بالقدم والنصراويون ادارة واعلاماً يشنون حملة لعمل حصانة لهذا اللاعب شاملة حملة تخويف ضد الحكام، وبما ان حملة تدجين برنامج صافرة قد نجح فما المانع من الحصول على هذه الحصانة من الحكام. فمن يتغلب على من؟؟

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved