Saturday 1st march,2003 11111العدد السبت 28 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المنشود المنشود
قنديل جديد!! 2/2
رقية الهويريني

تحدثنا الاسبوع الماضي عن بداية انطلاق قناة المجد في سماء الاعلام الفضائي وطموحاتنا - نحن المسلمين - بأن يكون من اهداف هذه القناة الدعوة الى الاسلام الصحيح بعيدا عن المخالفات الشرعية، والجهل بأحكامه التي قد تؤدي إلى الاخلال بالعقيدة السليمة، لاسيما القناة الناطقة باللغة الانجليزية والموجهة للقاطنين بين ظهرانينا او ممن هم في بلادهم من خارج العالم الاسلامي. كما ان الآمال لا تقف بنا عند حد تصحيح العقيدة فحسب بل تمتد الى دعوة غير المسلمين للدخول في جنة الاسلام التي ما فتئت الشعوب الضالة تتخبط في دياجير الالحاد ومعتقدات الاديان المحرفة. حيث ان تخصيص برامج مختلفة توجه لتلك الشعوب من شأنه ان يكون قنديلا يضيء لهم دهاليز الظلام الذي يسبحون فيه. ولابد ان يكون للقناة دور في نقل صور لتلك الشعوب المتعطشة للاسلام وتعاني من الجهل والفقر والمرض، ودعوة القادرين - عبر برامجها - الى اقامة مراكز تعليمية ومستشفيات علاجية مجانية لغير المسلمين في بلادهم فالجهل بأحوالهم من شأنه ان يصرف النظر عنهم وعن مساعدتهم التي ربما تكون سببا في دخولهم الاسلام، اما المسلمون فان المؤسسات الاغاثية الاسلامية تقوم بالتكفل بهم وبرعايتهم. ولنعلم ان هناك من يعيش ويموت وهو لا يعرف عن الاسلام شيئا او ان معرفته به لا تعدو كونه دينا لتفريخ الارهاب اما المثقفون منهم فيرون الاسلام من خلال ما تعرضه القنوات الفضائية من سياسة حائرة او اقتصاد مهزوز او ضياع هوية بما تمثله منصات الطرب والرقص المتواصلة في القنوات العربية والاسلامية اغلب فترات البث. وما بينهما يتم اشعال نار الفتنة بين الطوائف الاسلامية، ومناقشة هذه القضايا فضائيا من شأنه ان يصرف اولئك المثقفين عن متابعة اي بث عربي او اسلامي جاد.
واننا لندرك ان هناك قنوات تلفزيونية ومحطات تدعو الى النصرانية عن طريق المسابقات والجذب الاعلامي وهي موجهة للمسلمين بوجه خاص بدعوى العولمة وتقارب الشعوب.
ومقاومتنا العولمة السلبية تعني ابقاء هويتنا الاسلامية بحيث لا نكون اتباعا لاحد من حين اختارنا الله عز وجل «خير أمة اخرجت للناس» وما العولمة السلبية الا تنشيط لثقافة الاستهلاك والحرية الاقتصادية المنظمة، ولعل الجانب الايجابي فيها هو الدعوة لتقارب الشعوب الذي لابد ان نستثمره بتبليغ الدين الاسلامي لتلك الشعوب.
اننا لم ندرك اننا مستهدفون الا بعد احداث سبتمبر 2001م، حيث ما زالت تداعياته تلقي بظلالها على تلك القنوات التي ما فتئت تدافع عن الاسلام عبر حوارات جدل هزلية وكأن تلك الاحداث قد وظفت لاهداف شيطانية تراوح بين اسئلة تحمل معنى واحدا «هل الاسلام يدعو للارهاب».
لذا كان لزاما ترك هذا المستنقع الوحل من الجدال العقيم، والسعي الى اظهار حقيقة الاسلام بصورته المشرقة التي ارتضاها لنا ربنا، وينبغي ان نتدارك اصلاح اوضاعنا بنفس الطريقة التي افسدت بها، ولعلها امنية ان تكون «قناة المجد» هي النافذة الآمنة للأسرة والطفل حين تحرص على نقاء البرامج عقائديا، وعرضها بصورة مشوقة، واننا على ثقة - بعد ذلك - ان تستحوذ على اعجاب المشاهدين واطمئنانهم نحو ما تبثه من برامج تنير العقول وتحفظ الكرامة، فنحن امة صودرت هويتها ولابد من استردادها طال الزمان ام قصر.
المنطقة العربية وخصوصا الخليجية تحتاج الى خروج الرئيس صدام حسين عاجلا بأي طريقة كانت.. سلما او حربا.. فهذه الشخصية هي التي رهنت دولاً وشعوباً ومصالح وثروات وقضايا العالم العربي والخليجي بشكل خاص لدى موظفي البيت الابيض الامريكي.. فمنذ اكثر من عقدين ونحن - أفراداً ومؤسسات ودولاً - نعيش حالة عربية صعبة، اثرت على مصالحنا وانظمتنا الداخلية وعلاقاتنا الخارجية، واهم شيء هو تأثيرها على القضايا العربية والاسلامية المصيرية التي بدأت تنسحب من اهتمام العالم، وتحتل درجات متأخرة من سلالم الاهتمام واجندات السياسيين في العالم، بحكم قضية اسمها صدام، ونظام اسمه العراق.
نحن نريد فعلا، ولمصلحتنا الوطنية العليا، وخدمة لقضايانا المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين، ان يرحل هذا الرجل ويغادر الى غير رجعة، ولا نريد حلولاً تسكينية للوضع المتأزم في المنطقة.. نعم من مصلحة العراقيين قبل الخليجيين ان نتعامل مع قيادات جديدة ونظام جديد تفرضه هذه القيادات.. المنطقة الخليجية والعربية بحاجة الى فترة استقرار امني وفكري وسياسي واقتصادي واجتماعي.. ولن يكون في مصلحتنا ان نتعامل مرة اخرى مع تعقيدات الوضع الذي عايشناه خلال السنوات الماضية، وتحديداً الاثنتي عشرة سنة منذ حرب تحرير الكويت.
ولا ينبغي الا ان نكون براجماتيين في هذه المرحلة، بعيدين عن الشعارات والاحلام الكبيرة، فالمرحلة الحالية من تاريخ المنطقة تحتاج الى وقفة موضوعية، وسياسات واضحة، وترجمات عملية لمصالح الوطن والامة.. فالمطلوب الآن هو تشجيع اي مبادرة لترحيل صدام حسين الى غير رجعة، ولن يقبل التاريخ ان يعود هذا الطاغي السياسي الى كرسي الحكم مرة اخرى.. وهو الذي اكتوى بنيرانه شعبه قبل جيرانه، وتلذذ بفكر الإزاحة بديلاً لفكر المعايشة.. فدول

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved