Saturday 1st march,2003 11111العدد السبت 28 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الاستقدام عالم غامض لابد أن نعرف أبعاده..!! الاستقدام عالم غامض لابد أن نعرف أبعاده..!!
حمد بن عبد الله القاضي

عالم الاستقدام
عالم غامض.. والواحد منا يتوقع بمجرد أن يعبىء الاستمارة ويسلم الأوراق المطلوبة لاستقدام سائق أو عاملة منزلية «ويدفع المقسوم» لمكتب الاستقدام أنه ينتهي الأمر..!
ولكن..!
هناك أمور مهمة تخفى علينا كمواطنين أو ما يطلق علينا «الكفلاء»..!!
ولم أدرك هذه الحقيقة إلا بعد أن قرأت حواراً ثرياً بالمعلومات المفيدة لكل مواطن، أجرته صحيفة «الجزيرة» مع نائب رئيس لجنة الاستقدام بغرفة تجارة الرياض أ. سعد البداح حيث كشف فيه الكثير من الأمور التي يجدر أن يعرفها كل مواطن حتى ولو كان المطلوب سائقاً أو عاملة منزلية كحالة أغلب الناس..!!
ولقد لفت نظري في هذا الحوار نقاط مهمة ولا أملك أولاً إلا أن أشكر أولاً أ. البداح على توضيحها وتبيان ما يهم المواطن حولها.
العمالة وانخفاض التكلفة
من الأمور التي تهمنا جميعاً والتي تناولها هذا الحوار: مسألة تفاوت وتخفيض أسعار الاستقدام، وهي مسألة مهمة فهي ليست «سلعة» يمكن تحديد سعرها ومدة صلاحيتها حيث أشار نائب رئيس لجنة الاستقدام إلى هذه المسألة بقوله:
«بعض الدول يوجد بها مناطق مشبوهة وغير مرغوبة من قبل المكاتب بدولها لأن عمالتها رديئة ومعروف عنها رفض العمل وتشتهر بممارسة بعض الطقوس المنافية للخلق والدين ولأن مثل تلك العمالة لا تقبل من بعض المكاتب في بلد الاستقدام فيضطر سماسرة العمالة إلى دفع بعض المبالغ لبعض المكاتب الصغيرة في بلد الاستقدام لتسفير تلك العمالة الى السعودية، الأمر الذي يجعل المكتب الخارجي يخفض للمكتب السعودي فيفرح صاحب المكتب بالتخفيض دون أن يعرف خلفيته ولكن المواطن هو الذي يتحمل النتيجة كما أن بعض العمالة التي يتم تسفيرها بسبب سوء السلوك تلجأ لمثل تلك المكاتب عند وصولها إلى بلدها لإعادتها للسعودية وتدفع لهم بعض المبالغ للعودة بأوراق مزورة، وهذه من الأمور التي تؤدي إلى التخفيض أيضاً ولكن أنا اعتقد ان هناك مكاتب معروفة ومشهورة لا تقبل مثل تلك النوعيات وتجد أن أسعارها متقاربة ومعقولة».
توضيح طبيعة العمل
ثم نأتي لأحد أهم أسباب مشاكل العمالة المنزلية ورفضها للعمل كما أشار أ. البداح وهذه مسألة مشتركة بين مكتب الاستقدام وطالب الاستقدام حيث رأى الأخ البداح ضرورة توضيح طبيعة العمل بالمنازل خاصة، لأن ذلك من شأنه أن يخفف مشكلة هروب العمالة المنزلية، وهذه في تقديري تحتاج إلى وعي تتعاون فيه مكاتب الاستقدام ووسائل الإعلام.
ماذا يعني تحديد المدة؟
* كشف أ. البداح قضية مهمة نراها في إعلانات مكاتب الاستقدام ألا وهي تحديد مدة الاستقدام.. وأشار إلى أن ذلك مخالف للأنظمة وغير واقعي ونحن نسارع إلى المكتب الذي يعطينا أقل مدة للاستقدام ولكن هذا الرجل المسؤول يوضح الحقيقة في هذه الناحية حيث يقول:
«المكتب الذي يعطي الكفلاء مدة قصيرة سيكون صادقاً مع 10% من عملائه وسيكذب مع 90% لأن هذه التجارة تجارة مع بشر وفي بشر تحكمهم ظروف البشر مثل الارتباطات الأسرية وإنهاء الأوراق المطلوبة والحجوزات فيجب أن يعطي صاحب المكتب لنفسه مدة احتياطية لكي يختار مندوبة بعناية وأن يكون صادقاً في مواعيده مع عملائه».
من أسباب السرقة
* ونصح نائب رئيس لجنة الاستقدام من واقع خبرته ومعرفته بمشاكل العمالة بعدم تمكين العاملات من دخول «الغرف الخاصة» لأن هذا من أسباب السرقة حيث قال في حواره: «على رب وربة المنزل عدم الإهمال وعدم السماح للخدم بدخول غرف النوم الخاصة أو معرفة أماكن الأشياء المهمة وهذه من أهم الأمور الاحتياطية التي يجب أن تتبع كما يقول المثل المصري «المال السايب يعلم السرقة».
أهمية تصنيف المكاتب
* وهي مسألة مهمة فتصنيف مكاتب الاستقدام على درجات تعني ان يعرف طالب الاستقدام المكتب الأفضل مستوى والأقل سعرا، ومسألة التصنيف هذه سوف لا تُبقي إلا الأفضل وبخاصة أن هذه المكاتب تتعامل مع بشر وليس مع حجر.. أجل بشر يدخلون بلادنا ويسكنون في منازلنا ونستأمنهم في قيادة السيارات، على أغلى ما لدينا لذا شدد أ. البداح عندما سأله محاوره الصحفي «عبدالله الرفيدي» عن ضرورة الأخذ بعدد من المعايير المهمة إذا ما تم تصنيفها ومن ذلك:
ألا يكون على هذا المكتب شكاوى لدى الجهات المختصة، وهذا سوف يجعل المكاتب تحرص على تقديم أفضل الخدمات للمتعاملين معها مبنية على الصدق والواقعية وليس مجرد الإغراء، ثم تكون النتيجة سوء ومشاكل العمالة المستقدمة، والتأخر الشديد في وصولها بعد أن كانت الإغراءات والمواعيد تقدم لطالب الاستقدام على طبق من ذهب حتى يدفع المقسوم..!!
استقدام أصحاب السوابق
* وهذه لعلها من أهم النقاط التي تناولها الحوار ألا وهي: استقدام أصحاب السوابق والجرائم، وهذا مع الأسف حاصل وواقع، فهناك عمال وعاملات قد يرتكبون جرائم كبيرة ثم يسافرون أو يسفرون، وبعدها يعودون وكأنهم لم يعملوا شيئاً، ولم يبقوا إلا الذكر الطيب، وقد اقترح أ. البداح حل هذه المشكلة بوضع جهاز بصمات في السفارات السعودية في دول الاستقدام بحيث لا يتم التأشير على الجواز قبل التأكد من خلو صاحبه من السوابق وأنه أكمل عقده عندما تقدم في المرة الأولى لأن عودته قبل إكمال عقده معناها أن هناك مشكلة أو جريمة ما، ويطالب أن تتعاون الجوازات والسفارات بهذا الشأن مع الذي يتم ترحيله، ولعلي أضيف هنا أنه لابد أن تتأكد السفارات السعودية من ألا يكون لدى هؤلاء المستقدمين سوابق في بلادهم أيضا وليس في بلادنا فقط.
توحيد الاستقدام ولكن..
* تناول الحوار قرار توحيد الاستقدام في مكاتب العمل، وهذا قرار جيد لكن نائب رئيس لجنة الاستقدام بقدر ما يؤيد هذا الاقتراح فإنه يتساءل وأنا أؤيده عن إمكانية وقدرة مكاتب العمل في مواجهة الزخم الكبير من المراجعين، ويعلل ذلك بتعليل منطقي جدا يقول فيه:
«نحن نعرف أن مكتب العمل بالرياض يئن من المراجعين ويشكو من قلة الموظفين ومواقفه لا تتسع لأكثر من 500 سيارة ولديه يوميا اكثر من ألف مراجع ولا يوجد حوله مساحات للوقوف فكيف إذا أضيف له ألف وخمسمائة مراجع آخر؟ سيحدث تأخير وتعطيل للمواطن إضافة الى ذلك أن من سيقوم بإصدار التأشيرات للأفراد يجب أن يدرب تدريبا جيداً وأن لا يفقد المراجع نوع الخدمة التي تقدمها وزارة الداخلية حاليا من حيث السرعة والمرونة وان يستفاد من تجهيزات شؤون الاستقدام حاليا وخبرته بهذا المجال كما انه من المهم أن يكون لإصدار التأشيرات للأفراد مبنى مستقل وكادر وظيفي مستقل حتى لا يشغل مكتب العمل عن أعماله المنوطة به الآن».
ارتفاع رسوم تأشيرة العمالة المنزلية
* وآخر بل أجمل ما ورد في هذا الحوار الجريء والصادق مع أ. سعد البداح نائب رئيس لجنة الاستقدام بغرفة تجارة الرياض هو تلك اللمسة الإنسانية التي طالب فيها وبالتأكيد فإنه مرت عليه حالات كثيرة تؤكد ضرورة تلك اللمسة بإعادة النظر في رسوم تأشيرة استقدام العمالة المنزلية.. ويوضح سبب مقترحه هذا بقوله:
«يراجعنا عجزة ومعوقون ومواطنون حالتهم المادية متوسطة وهم مضطرون للخادمة فأقترح أن يعاد النظر في رسوم التأشيرة على هذا الأساس بحيث يوجد توازن في هذا الجانب وبخاصة لمن يستقدم عاملة واحدة».
وبعد:
أعود فأقول: إن عالم الاستقدام عالم غامض حقاً.. رغم أن الاستقدام له سنوات طويلة جدا فهو عمر تنمية هذا الوطن، ورفاهية المواطن ولكن هناك جوانب كثيرة لا نعرفها ونحن نتعامل مع هذه المسألة بشكل مستمر في مصانعنا ومتاجرنا، والأهم من ذلك في منازلنا وشوارعنا.
وليس أدل على ذلك مما كشفه هذا الحوار المهم من جوانب مهمة وخطيرة غائبة عن الكثير منا مما يحتم على كل مواطن أن يحيط بها وأن يستفيد منها من أجله ومن أجل وطنه أمنيا وتنموياً ومن أجل راحة باله وأخيراً من أجل تقليص المشاكل التي نراها ونسمع عنها بسبب الاستقدام الذي أضحى مع الأسف ضرورة رغم ما فيه من ضرر..!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved