Saturday 1st march,2003 11111العدد السبت 28 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الفضائية العربية وعد بالتغيير ونجاح مرتقب الفضائية العربية وعد بالتغيير ونجاح مرتقب
هادي فرحان الظفيري (*)

العربية من دبي مولودة جديدة خرجت تطل على المشاهد يوم الخميس الموافق 19 من ذي الحجة 1423هـ على ان تنطلق رسميا وعلى مدار الساعة اوائل مارس القادم، ورغم عسر الولادة وبعملية فضائية قيصرية طال شغف انتظارها لوضع حد للتردي الاعلامي العربي طيلة العقود الماضية، غير ان التفاؤل يجعل المرء يستبشر خيراً في ان تكون العربية مرآة صادقة للهم العربي وتوجها نبيلا نحو التضامن العربي الذي نتشوق لرؤيته واقعاً ملموساً على أحر من الجمر. وللمرة الاولى اجدني استبق الاحداث وأحكم على النجاح قبل استمرارية التجربة، لتوفر شروط النجاح اذ ان المتوقع ومن الوهلة الاولى ان العربية سوف تكون حديث الساحة الاعلامية لمبررات فيها من المنطقية الشيء الكثير اهمها الامكانيات الضخمة ذات التقنية المتطورة، اضافة الى الكادر التشغيلي والاداري المعلن عنه، وهو فريق لايتسع المجال لذكر كل اعضائه لكن وتدليلا للخبرة الاعلامية يكفي الاشارة الى أن من يتبوأ هرمها الشيخ وليد البراهيم، ويدير اخبارها المتمرس صلاح نجم، اضف الى ذلك الوجوه المألوفة والمحببة للمشاهد كجورج قرداحي، ومنتهى الرمحي، ويوسف الجاسم وغيرهم كثيرون قدموا لنا وعدا بالتغيير هم اهل للوفاء به.
ولعل المستفيد الاول من تلك الانطلاقة المبشرة هم شعوب الخليج العربي تحديدا ومن ثم سائر شعوب الوطن العربي الكبير، وعندما نركز على الخصوصية الخليجية ذلك ان المواطن الخليجي ظلم كثيراً في ظل فضائيات الاتجاه الواحد، وحاله أغلب الاحوال «سنماريا» جحد الغالبية كل معروفه واخلاصه لقضاياه الاسلامية والعربية، وكثيراً ما تم العمل على محاولة ممارسة غسل المخ لشبابه بدعوتهم للتشدد وتأييد المتنطعين تارة، ودق اسفين ما بين الشعب الخليجي وقياداته الحكيمة تارة اخرى. وعندما نعمم تلك الفائدة على المواطن العربي ذلك اننا نتوقع تغير كثير من المفاهيم الخاطئة التي عمل على تسويقها اعلام الهرج والمرج، والصراخ والعويل، وقد يتولد لديه التمييز مابين كثير من المتداخلات، كان يتعرف على الفروقات مابين الاحتلال والتواجد المشروع، على ماهية المصالح المتبادلة والمتعارضة، ومامعنى الغلو في الدين ومخاطره وماهية الاعتدال ومحاسنه، وعليه سوف يسمي المصطلحات بمسمياتها بعد ان تشبع كثيراً بأن الانظمة القمعية تعني الزعامة والقومية وما سواها عميل هنا ومأجور هناك. كما نتوقع ايضاً ومن خلال العربية ان يتعرف العالم على السلوك العربي بطريقة اكثر عدالة، بأن لا تكون النظرة لهذا السلوك مقتصرة فقط على احراق الاعلام، والعبث بالممتلكات، والقتل والخطف والتفجير، وإلغاء مفهوم الحوار مع الآخر وترسيخ مفهوم صدام الثقافات، ولعل المشاهد الآخر يخرج بانطباع جديد عن المثقف العربي،
هذا المثقف الذي ينظر اليه على الدوام بأنه كثير المقاطعة، على غير وئام مع «المايكروفون»، يركن كثيراً للشعارات، خطيب مفوه قلما يحمل رؤية سياسية، لذلك يحدونا الامل في ان تساهم «العربية» في تغيير السلوكيات السلبية للعقلية العربية عموما. اراهن ان الحديث سوف يطول عن «العربية»، وسوف يكيل لها البعض الاتهامات بالعمالة وانها تمثل بوقا اعلاميا للانظمة مهما اظهرت من حيادية، وقد يشط البعض كثيراً ويذهب الى انها تندرج في سياق نظرية المؤامرة الاعلامية فتلك ارهاصات طبيعية وان كانت خاطئة لتعدد الاتجاهات الثقافية في الرأي العام العربي، فالبعض
وكما يعلم الجميع ينظر للثناء على الانظمة والدعوات لالتحام الحاكم والمحكوم على انه رياء ومحاباة مهما كانت المواقف مشرفة، وقليل هم اولئك الذين يثمنون لولاة الامر دورهم، والبعض بفطرة اندفاعية لن يروق له الحديث العقلاني للرغبة الدائمة في ان تتحرك مشاعر الاثارة والتأثر لديه تواقاً «لتشاجر» وجهات النظر غير حريص على الاختلاف المحمود لأن هدوء الحوار لن يدغدغ تلك المشاعر بل يجعلها خامدة، فالآراء إذن سوف تتعدد والمحصلة ان البضاعة لن تبور، ذلك ان العرض المتوقع كثير مما يؤدي في المحصلة الى زيادة الطلب.

(*) حفر الباطن.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved