Sunday 2nd march,2003 11112العدد الأحد 29 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بستة أعضاء في مجلس الأمن وثلثي أعضاء الأمم المتحدة بستة أعضاء في مجلس الأمن وثلثي أعضاء الأمم المتحدة
دول عدم الانحياز .. جبهة ثانية مع أوروبا في مواجهة الهيمنة الأمريكية
قمة كوالالمبور أكدت المعارضة الدولية للحرب وتعزيز الحل السلمي

* القاهرة - مكتب الجزيرة - علي البلهاسي:
لم تنجح الولايات المتحدة الامريكية في تحييد قمة دول عدم الانحياز الاخيرة في كوالالمبور في اطار محاولاتها لكبح جماح الموقف الدولي المعارض لها في حربها المحتملة ضد العراق رغم انها حرصت على حضور القمة كمراقب للمرة الأولى لمنع دول عدم الانحياز من اتخاذ مواقف من شأنها زيادة حدة الحملة العالمية لمنع توجية ضربة للعراق بل ان هناك من المحللين من يؤكد نجاح القمة في الافلات من المحاولات الامريكية للسيطرة عليها خاصة في القضايا الرئيسية الثلاث التي تناولتها القمة وتعد الولايات المتحدة طرفا اساسيا فيها وعلى رأسها الحرب المحتملة ضد العراق والأزمة النووية الكورية الشمالية والقضية الفلسطينية حيث استطاعت القمة وفق رؤية المحللين الخروج بمواقف حاسمة في القضايا الثلاث زادت من حرج الولايات المتحدة أو بالاحرى مثلت ضربة قاضية للسياسة الخارجية الامريكية.
وترجع أهمية قرارات قمة دول حركة عدم الانحياز والاهتمام الامريكي بها الى كونها الحركة الأوسع مشاركة وتتمتع بثقل سياسي كبير حيث تضم في عضويتها حوالي116 دولة بما يعادل ثلثي عضوية الأمم المتحدة كما تعد وجهات نظر حركة عدم الانحياز ذات أهمية لأن ستة من أعضائها أعضاء في مجلس الأمن وهم انجولا وسوريا وباكستان وشيلي والكاميرون وغينيا ويمكن ان تؤدي معارضة سبع دول في مجلس الأمن الى إعاقة أي قرار له وحسب تعبير البعض فان حركة عدم الانحياز بهذه الوضعية تملك الفيتو السادس في مجلس الأمن.
كما أن توقيت قمة الحركة كان متوافقا مع معارضة دولية واسعة للسياسة الأمريكية وتوافق كذلك مع قمتين الأولى سبقتها وهي القمة الفرنسية الافريقية والثانية تليها وهي القمة العربية وهو ما يضع الولايات المتحدة أمام صعوبة بالغة في تنفيذ مخططاتها وسط المواقف الحاسمة والمعارضة لها.
جبهة ثانية:
خرجت قمة دول عدم الانحياز الخامسة عشرة في كوالالمبور بماليزيا بقرارات غاية في الأهمية فيما يتعلق بالحرب الامريكية المتوقعة ضد العراق حيث اجمعت دول الحركة على رفض الحرب المحتملة على العراق وأشار البيان الختامي الى أن الحركة ترفض تدخلا عسكريا أمريكيا أحادي الجانب ضد العراق وتؤكد مجددا الدور الاساسي للأمم المتحدة لحل الأزمة العراقية كما طالبت الحركة من العراق أحد أعضائها الاستمرار في تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1441 والتعاون الكامل مع المفتشين الدوليين عن الاسلحة المحظورة وكذلك الاذعان لقرارات الأمم المتحدة والتخلص من اى أسلحة دمارشامل يمتلكها.وانتهت القمة الى اجماع على رفض الحرب وتأكيد الحل السلمي للأزمة الذي يجب ان يتم من خلال الأمم المتحدة بما يحفظ سيادة العراق ووحدته وأمنه وبما يتجاوب مع اخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل خاصة في العراق حتى يمكن تجاوز الأزمة وبذل الجهود لرفع العقوبات والمعاناة عن الشعب العراقي وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 687.
ويرى المحللون في موقف دول عدم الانحياز الجبهة الثانية في العالم ضد سياسة الولايات المتحدة بعد موقف التحالف المعارض (فرنسا والمانيا وروسيا والصين وبلجيكا) مؤكدين أن هذا الموقف يتطلب من العرب التوحد في قمتهم القادمة لخلق جبهة ثالثة عربية ضد الدعوة الامريكية للحرب حتى يمكن حماية المنطقة من تداعياتها.
إدانة إسرائيل:
لعل أبرز المواقف التي خرجت بها قمة دول عدم الانحياز هو موقفها تجاة القضية الفلسطينية فقد تجاوزت القمة وفق رؤية المراقبين تجاهل المجتمع الدولي للقضية في غمار الاحداث والانشغال بالأزمة العراقية بل واستطاعت القمة الخروج بقرارات ايجابية وقوية لمناصرة الشعب الفلسطيني ضد آلة الحرب الاسرائيلية وضد ممارسات شارون ومواقفه التي تهدد بانهيار مبدأ التسوية السلمية وكان آخرها عشية انعقاد المؤتمر الوزاري للحركة حيث أعلن شارون رفضه التفاوض حول القدس وعودة اللاجئين.وقد أعطى البيان الختامي للقمة حيزا كبيرا للقضية الفلسطينية حيث أدان البيان الممارسات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة واعتبرها جزءا من جرائم الحرب بموجب اتفاقية جنيف الرابعة ودعا اسرائيل الى الانسحاب من المدن الفلسطينية والى المواقع التي كانت عليها قبل 28 سبتمبر لتمهيد الطريق أمام استئناف المفاوضات والوصول الى تسوية سلمية.
والى جانب اللهجة الشديدة للبيان في ادانة الممارسات الاسرائيلية اكد تأييد دول الحركة للمبادرة العربية السلمية التي اعلنتها قمة بيروت العام الماضي مطالبة بضرورة وجود تشاور بين اللجنة الرباعية ودول الحركة من أجل تنفيذ خريطة الطريق المقترحة لتسوية الصراع العربي الاسرائيلي وطالب بضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني مؤكدا على دور الأمم المتحدة ومسؤوليتها في ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
الأزمة الكورية:
نجحت قمة حركة عدم الانحياز في التوصل الى تسوية بشأن الأزمة المندلعة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية منذ حوالي أربعة أشهر وذلك بعد مفاوضات ومناقشات صعبة حاولت التوفيق بين بيونغ يانغ وموقف واشنطن في محاولة لتهدئة أجواء الأزمة التي تصاعدت حدتها في الفترة الأخيرة الى حد التهديد بالحرب.وقد استمرت المفاوضات بين دول الحركة للتوصل الى اتفاق حول الأزمة النووية الكورية الشمالية على مدى الأيام الثلاثة لاجتماع وزراء خارجية دول الحركة الذي سبق القمة وسط جو مشحون بالخلافات مع تشدد ممثلي بيونغ يانغ وتواصلت المفاوضات حتى افتتاح القمة حيث رفضت دول عدم الانحياز طلبا لبيونغ يانغ بتحميل واشنطن مسؤولية التوتر في شبه الجزيرة الكورية واستطاعت الاطراف المعنية التوصل الى تسوية في هذا الشأن عبر مفاوضات شاقة أثمرت في النهاية عن تخفيف ما يتضمنه البيان الختامي للقمة بشأن الأزمة.ويطالب البيان الختامي الأطراف المعنية بالأزمة مواصلة الجهود من أجل تسوية جميع المسائل المتعلقة بانسحاب كوريا الشمالية من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية عبر الحوار والمفاوضات وهو ما يصب وفق رؤية المحللين والمراقبين في مصلحة كوريا الشمالية التي أصرت طوال الأزمة على تسوية تتم عبر التفاوض المباشر مع واشنطن رافضة أي تدخل دولي وهو التدخل الذي تطلبه الولايات المتحدة مع رفضها مطالب بيونغ يانغ التي تصر على إجراء محادثات ثنائية مع واشنطن وإبرام اتفاق عدم اعتداء عليها لحمايتها من أي هجوم أمريكي محتمل في حين تريد واشنطن تدخل بعض الأطراف لحل الأزمة.
وقد لاقت التسوية التي توصلت اليها القمة في شأن الأزمة الكورية ترحيب الأطراف المعنية حيث حضت سيول واشنطن على إجراء محادثات مع بيونغ يانغ لحل الأزمة واعتبرت استراليا أن هذه المحادثات هي الخيار الواقعي الوحيد لتجاوز الأزمة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved