القرار العربي والتحديات الكبرى

العنوان البارز للقمة العربية هو رفض ضرب العراق والالتزام بقواعد الشرعية الدولية وهو عنوان يلقى ترحيباً واسعاً في الشارع العربي المتطلع إلى صوت عربي واحد وإلى قرارات تجد طريقها إلى التطبيق وخصوصاً في المرحلة الراهنة التي تتسم بتحديات كبرى.
فالتهديدات باتت تُرسل على الهواء مباشرة والمخططات تنشر تفاصيلها يومياً والاستهداف ينتشر على كامل المنطقة.
وأمس انفض اللقاء العربي في شرم الشيخ وبقيت القرارات وعاد الجميع إلى متابعة مسلسل الاستعداد للحرب بعد أن أخذتهم لبعض الوقت اللقاءات العربية في شرم الشيخ، لكن العودة إلى متابعة أحوال الحرب تأتي هذه المرة على خلفية القرار العربي رفض الحرب كما يأتي على خلفية موقف جماعي يحتاج إلى تفعيل لكي تستطيع الإرادة العربية التعبير عن نفسها بشكل عملي.
وينضم الموقف العربي برفض الحرب إلى جبهة عالمية عريضة تضم الأغلبية العظمى من دول وشعوب العالم المناهضة للحرب والتي عَبَّرت عن مواقفها بوسائل شتى منها التظاهرات التي خرجت في معظم أنحاء العالم إلى جانب المواقف الرسمية وبينها بصفة خاصة مواقف فرنسا وألمانيا وروسيا والصين وبين هذه الدول ثلاث تتمتع بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي وتملك حق استخدام الفيتو.
الاضافة العربية للجبهة المناوئة للحرب ضرورية ومهمة لتعزيز ذلك الموقف الدولي، إلا أن الأهمية الكبرى تتركز على المنطقة العربية ذاتها باعتبار أن رفض الحرب على العراق ينطوي أيضاً على الوقوف ضد كل عمل يتجاوز حدود الشرعية ورفض تداعياته التي قد تطال المنطقة بأجمعها.
ومن المهم دائماً، وفي هذا الظرف خصوصاً التأكيد على الشرعية الدولية باعتبارها السند الذي يمكن الرجوع إليه وباعتبار أن المواثيق الدولية ترفض الانفلات والتعدي على سيادة الآخرين.