* جدة - الجزيرة:
تحدث صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية لرؤساء تحرير الصحف السعودية مساء أمس عما جرى من أحداث في مؤتمر القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ موضحاً بأن اللقاءات العربية يجب أن تُغلب فيها المصلحة العربية العليا على كل شيء وأن يحسن كل مسؤول أسلوب التخاطب وأن تكون هناك مساواة في النظرة لبعضنا البعض.. وأن زمن المجاملات قد ولى الآن ويجب أن يواجه كل مسؤول بما يصدر عنه من تصرفات تسيء لمصلحة أمتنا العربية.
وقال سموه موضحاً رؤيته للتصرف غير الحكيم الذي قام به معمر القذافي أثناء القائه لخطابه في قمة شرم الشيخ، بأنه لم يكن لدى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو القادة العرب أي تصور مسبق لما قام به معمر القذافي، ولكن الرد الحازم والقوي من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني كان أجمل ما فيه الوضوح والصراحة.
وأكد سمو وزير الخارجية أن أجمل ما تضمنه رد سمو ولي العهد الوضوح والصراحة التامة، وأن كلمة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قد جاءت بشكل تلقائي، والمهم أيضا أنه لم يكن أي من الزعماء مع القذافي في تصرفه، بل ان الجميع قد امتعضوا للذي حدث منه وأدانوه.
وكشف سمو وزير الخارجية بأن القذافي لم يعتذر لسمو ولي العهد على ما ارتكبه من أخطاء لأن من لا يمتلك شيم الرجال ولا يتسلح بالقيم النبيلة لا يمكن أن يبادر الى مثل هذه الأشياء، فضلاً عن عدم التورط في ارتكاب الأفعال التي تستوجب الاعتذار.
والجدير بالذكر ان القذافي أثار الاستياء لدى القادة العرب لتأخره نصف ساعة في الحضور الى قاعة الاجتماعات بعد استئناف الجلسة الثانية للقمة رغم معرفته بأنه سيكون آخر المتكلمين.
ويرى الكثيرون ممن حضروا القمة أن هدفه كان للفت الأنظار وعدم التزامه بالمواعيد كعادته ونسف النجاحات المتوقعة لهذا المؤتمر.
وعن مبادرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات قال سمو الأمير سعود الفيصل بأنها عبارة عن رسالة من الشيخ زايد تحمل أفكاراً للقمة العربية للأسلوب الذي يراه سموه لمعالجة الأزمة العراقية لم يتم الاطلاع عليها ولا يمكن للعرب ولا أي أحدٍ أن يشكك في الدوافع التي انطلق منها الشيخ زايد، إذ ان سمو الشيخ زايد قد قدم هذه الأفكار لخدمة العرب ولتحقيق السلام والأمن والاستقرار لشعب العراق، فالشيخ زايد كما يقول سموه تاريخ طويل في خدمة قضايا الأمة العربية، وهو أراد من خلال رسالة إلى القمة أن يقدم تصوراً الغرض منه ابعاد الشر عن العراق.
وأضاف سموه بأن مبادرة الشيخ زايد بصرف النظر عن الآراء فيها فإن هدفها خدمة الشعب العراقي الذي عانى الكثير.
وعن اللقاء الذي تم بين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقية عزة ابراهيم، أوضح سمو وزير الخارجية بأن اللقاء ليس غريباً فالسيد عزة إبراهيم يعرف سمو ولي العهد منذ زمن طويل.
وأوضح سمو وزير الخارجية بأن كلمة الرئيس السوري بشار الأسد، كانت خطاباً تحليلياً وكان جيداً وخلاصة اقتراحات ايجابية وبخاصة فيما يتعلق باتفاقية الدفاع العربي المشترك، فسوريا من أكثر الدول التزاماً وتنفيذاً لبنود هذه الاتفاقية وبذلك فهي مؤهلة ومن حقها المطالبة بتفعيل بنود الاتفاقية.
وبالنسبة للجنة الرئاسة لتعزيز الحل السلمي أوضح سمو وزير الخارجية رداً على سؤال حول اختصاصات اللجنة أنها سوف تقوم بتصميم ما هو مطلوب من العراق من خلال اجراء اتصالات برئيس لجنة التفتيش الدولية هانز بليكس والمدير العام لهيئة الطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي ثم تذهب إلى العراق لترى مدى تجاوبه واقتناعه بمطالب لجنتي التفتيش وبعد ذلك تتصل اللجنة بالدول الخمس الكبرى ومجلس الأمن لاقناعهم بالعمل على تجنيب العراق والمنطقة الحرب.
وتمنى سمو وزير الخارجية بألا تقوم الحرب وأنه حتى ولو قامت وهو ما لا تتمناه الدول العربية فسوف نتعامل معها لتطويق أضرارها.
هذا وقد لمست بعثة الجزيرة في شرم الشيخ بأن معمر القذافي معزول من الجميع بعد كلمته التي خرج فيها عن تقاليد مثل هذا النوع من الخطابات والكلمات التي تلقى على مستوى اجتماعات القمة.
| 
