المنظمة العربية للتنمية الزراعية :تحسن أوضاع الأمن الغذائي العربي نتيجة دعم الجهود البحثية والإرشادية

* القاهرة مكتب الجزيرة - أحمد سيد:
أعلنت المنظمة العربية للتنمية الزراعية ان تطورات أوضاع الأمن الغذائي العربي شهدت تحسنا خلال الفترة الماضية ، نظرا للاهتمام المتواصل على المستويات القطرية في الوطن العربي بجوانب تطوير ونقل وتبني التقانات الزراعية الحديثة والاهتمام بتطوير ودعم الجهود البحثية والإرشادية ، إضافة الى الاهتمام بصحة الحيوان ووقاية المزروعات .
وأشادت المنظمة في تقرير لها صدر حديثا بالسياسات الزراعية التي تتبناها الدول العربية والتي أدت الى إجراء العديد من التعديلات والإصلاحات مما عزز من الحوافز الإنتاجية الزراعية في الوطن العربي ، كما ساهمت العوامل الطبيعية أيضا في هذا الشأن حيث انخفضت خلال الموسمين الماضيين في معظم الدول العربية حدة الآثار السالبة لانخفاض معدلات الأمطار وتوزيعها غير المنتظم ، ومن ثم ازدادت بصورة عامة مساحات الحاصلات الزراعية وتحسنت مستويات انتاجها عدا محاصيل الحبوب والخضر التي تراجع إنتاجها بين عامى 1999 و 2000 .
زيادة المنتجات الحيوانية
وذكرت المنظمة ان انتاج كافة المنتجات الحيوانية ازداد بشكل ملموس ، رغم ان تحسن الهطول المطرى لم يشمل كل الدول العربية إذ ان هناك حالات بعض الدول مثل تونس والمغرب سادت فيها خلال المواسم الماضية ظروف مناخية غير مواتية وحالات من الجفاف أثرت كثيرا على انتاج المحاصيل وبخاصة محاصيل الحبوب التي انخفض انتاجها في المغرب بنسبة 48% ، كما انخفض في تونس بنسبة 41 % مما أثر سلبا على المتوسط العام لانتاج الحبوب في الوطن العربي .
وقالت انه بالنسبة للحبوب فقد بلغ الإنتاج الكلى في عام 2001 حوالي 42 ،27 مليون طن مقارنة بحوالى 43 ،21 مليون طن كمتوسط سنوي خلال الفترة 1993 1997 .. في حين ازداد إنتاج الحبوب بين عامى 1999 2000 في جميع الدول العربية فيما عدا تونس والمغرب واليمن نسبة الى ظروف الجفاف وانحباس الأمطار ، كما انخفض إنتاج الحبوب في السعودية انخفاضا طفيفا نسبة لتقليص المساحة بين عامى 1999 2000 .. أما محاصيل الخضر فعلى الرغم من تراجع إنتاجها بين عامى 1999 و 2000 بنحو 4 ،86 % بسبب انخفاض المساحة المزروعة في بعض الدول المنتجة الرئيسية مثل المغرب والجزائر والعراق ، إلا أن الاتجاه العام للإنتاج خلال عقد التسعينات يميل الى التزايد الواضح حيث بلغ متوسط إنتاجها السنوي خلال فترة الأساس حوالي30 ،29مليون طن ، ارتفع إلى حوالي 40 ،05 مليون طن في عام 1999 ثم تراجع في عام 2000 الى حوالي 38 ،10 مليون طن ، ثم ارتفع مرة أخرى عام 2001 ليصل الى 42 ،52 مليون طن .
وأضافت المنظمة العربية للتنمية الزراعية ان انتاج الفاكهة بلغ نحو 22 مليون طن كمتوسط سنوي خلال الفترة 1993 1997 ، ثم ارتفع الى حوالي 26 ،17 مليون في عام 1999 ، والى 27 ،27 مليون في عام 2000 وحافظ على نفس انتاجه خلال عام 2001 بمعدل نمو سنوي يقدر بحوالى 4 ،93 % .. كما ارتفع انتاج محصول قصب السكر والشوندر السكري ، وبالتالى ازداد انتاج السكر الخام في الوطن العربي من حوالي 2 ،26 مليون طن كمتوسط سنوي خلال فترة الأساس الى حوالي 2 ،43 مليون في عام 1999 والى حوالي 2 ،52 مليون في عام 2000 ، ثم ارتفع في عام 2001 ليصل الى 2 ،60 مليون طن بمعدل نمو سنوي خلال تلك الفترة يقدر بحوالي 2 ،45 % .
المحاصيل الزيتية
وحول انتاج المحاصيل الزيتية أكدت المنظمة ان انتاجها بلغ 2 ،86 مليون طن كمتوسط سنوي خلال الفترة 1993 1997 ارتفع الى حوالي 2 ،96 مليون في عام 2000 ثم ارتفع الانتاج في عام 2001 ليصل الى 3 ،10 ملايين طن .. كما تطور إنتاج البطاطس خلال الفترة 1993 2000 بمعدل سنوي يقدر بنحو 2 ،10 % حيث ازداد من حوالي 6 ،45 مليون طن كتوسط سنوي خلال الفترة من 1993 1997 الى حوالي 6 ،94 ملايين في عام 1999 ، والى حوالي 7 ملايين في عام 2000 و حوالي 7 ،20 ملايين طن في عام 2001 .
وأشارت المنظمة الى ان إنتاج البقوليات في الوطن العربي شهد استقرارا خلال السنوات الأخيرة حيث بلغ متوسطه السنوي خلال الفترة 1993 1997 حوالي 1 ،18 مليون طن واستقر عند نفس المستوى في عام 2000 ثم زاد في عام 2001 الى نحو 1 ،34 مليون طن .. منوهة الى تطور إنتاج المنتجات الحيوانية بمعدلات سنوية عالية نسبيا خلال الفترة 1993 2000 ، تراوحت بين حوالي 4 ،21 % كما في حالة اللحوم الحمراء وبين حوالي 8 ،53 % كما في حالة اللحوم البيضاء .. كما بلغ إنتاج الوطن العربي من الألبان ومنتجاتها حوالي 15 ،84 مليون طن كمتوسط سنوي خلال الفترة 1993 1997 ثم ارتفع الى نحو 19 مليونا عام1999 و 19 ،69 مليون في عام 2000 ثم قفز في عام 2001 ليصل الى 21 ،07 مليون طن .
وأوضحت ان إنتاج الأسماك تطور بمعدل نمو سنوي بلغ 6 ،21 % حيث ازداد الانتاج عن متوسطه السنوي خلال الفترة 1993 1997 البالغ 2 ،28 مليون طن ، ليصل الى 2 ،68 مليون في عام 1999 ، ونحو 3 ملايين طن في عام 2000 ثم 3 ،5 ملايين طن في عام 2001 .. في حين بلغ المتوسط السنوي لإنتاج البيض في الوطن العربي حوالي 837 ،48 ألف طن ازداد بمعدل نمو سنوي يقدر بنحو 6 ،55 % حتى بلغ 1 ،07 مليون طن في عام 1999 ، وحوالي 1 ،11 مليون في عام 2000 ثم لحوالي 1 ،15 مليون طن في عام 2001 .
وحول العوامل المؤثرة على مسارات الأمن الغذائي في الدول العربية قالت المنظمة ان العديد من العوامل والمتغيرات والسياسات تضافرت لتشكل الصورة العامة لأداء القطاع الزراعي العربي ، وقد تحسنت العوامل الطبيعية والمناخية بصورة عامة حيث تحسنت معدلات هطول الأمطار في الكثير من الدول العربية ، إلا انه سادت بعض الدول مثل المغرب والجزائر وبعض المناطق في دول المشرق العربي حالات من الجفاف وانحباس الأمطار وارتفاع درجات الحرارة مما كان له الأثر الواضح في تراجع المساحات والإنتاج في الزراعة المطرية وبخاصة محاصيل الحبوب .. ومن العوامل التي تحد من الإنتاج الزراعي في الوطن العربي بصفة عامة محدودية الموارد المائية خاصة الجوفية منها إضافة الى محدودية الأراضي الصالحة للزراعة .
تحديات
وأضافت ان التطور التقني يعد أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الزراعة العربية حيث تبذل الدول العربية جهودا متصلة في سبيل نشر وتشجيع استخدام الطرق التقنية الحديثة وتطوير الخدمات الزراعية المساندة ، واستنباط أصناف وهجن عالية الجودة من البذور وتحسين السلالات الحيوانية وتطوير برامج صحة الحيوان .. مشيرة الى ان الدول العربية تتبنى برامج إرشادية في مجال نقل وتوطين التقانات الحديثة وإيصال نتائج البحوث الزراعية التي تجري في مراكز البحوث والجامعات الى المزارعين بهدف حل مشاكلهم الإنتاجية والتسويقية والتصنيعية.
ونوهت المنظمة العربية للتنمية الزراعية الى استمرار الدول العربية في تبنيها برامج وسياسات الإصلاح الاقتصادي خاصة ما يتعلق بخصخصة مؤسسات القطاع العام الإنتاجية والخدمية والعمل بآلية السوق في تحديد أسعار المنتجات والمدخلات الزراعية وتقليل العبء على موازنات الدول العربية ، وتشجيع الاستثمار في المجال الزراعى من خلال إعطاء القطاع الخاص الدور الريادي في العملية الإنتاجية والتسويقية والتصنيعية والتجارية .وكذلك تفعيل السياسات المتعلقة بالتسويق والتمويل لتشجيع المزارعين على زيادة عوائدهم الاستثمارية ، إضافة إلى قيام الدول العربية بإجراء التعديلات المؤسسية والتنظيمية وتعديل واستحداث القوانين والتشريعات بهدف تشجيع الاستثمار في القطاع الزراعي .
وناشدت المنظمة الدول العربية بضرورة ترشيد استخدامات المياه وصيانة الموارد الطبيعية والاستمرار في برامج نقل وتوطين التقنيات الحديثة في الزراعة ، وتطوير وتكثيف الجهود البحثية الزراعية ومكافحة التصحر والمحافظة على البيئة وحمايتها وتنمية المراعي والغابات ، وزيادة حجم الاستثمارات الموجهة للزراعة من قبل القطاع الخاص وتحسين مناخ الاستثمار والحد من تفتت الحيازات الزراعية ودعم أجهزة البحث والإرشاد الزراعي بالكوادر الفنية المدربة والمؤهلة .. مؤكدة على أهمية تطوير وزيادة الاعتماد على برامج المكافحة الحيوية للأمراض والآفات الزراعية ، والاهتمام بتنمية المناطق الريفية والعمل على رفع مستوى التغذية ومكافحة التصحر.