Monday 3rd march,2003 11114العدد الأثنين 30 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نصرت المرأة يا مساوي نصرت المرأة يا مساوي

تعقيباً على مقال الأخ الفاضل «عبدالرحمن عقيل المساوي» «ماذا يريد العصيمي من المرأة» الصادر في عدد 11105 الأحد 22/ذو الحجة/1423هـ وقد أكون قد أخطأت التعبير في كلمتي تعقيبا فحريّ بي أن أقدمه شكراً وامتناناً لشخص استطاع ان ينصر المرأة في تسطير ما يختلج في فؤادها من كلمات استشفها وأنزلها على ورق ليترجم للجميع ما هية المرأة.. وأقصد هنا الغالبية منهن.. فالمرأة مهما تجبرت وتعالت وزاد كيدها في يد الرجل سحر حلال يكشف مخزونها ويبث مكنونها بما جبلت عليه من عاطفة وشفافية ومودة، كما عبر عنها القرآن الكريم {وّجّعّلّ بّيًنّكٍم مَّوّدَّةْ وّرّحًمّةْ} ، سحر يتمثل في كلمة طيبة وعشرة حسنة وحقوق مؤداة.. وحتى في تأديبها وتعليمها لابد أن يكون هناك سحر، حتى تتقبل وتمتثل بما يريده وتصبح أمة بين يديه.. تستمتع بطاعته وتأدية حقوقه فهي لا ترى في ذلك اجبارا وتعسفا إنما هو حب وتودد.. أكرر وأقول في كل امرأة مخزون كامن من استطاع استثماره بطريقة سليمة فقد ضمن له حياة سعيدة.. ومن أراد أخذه تعسفا استحالت حياته نكداً وهماً.. ومن لم يستطع أن يجد في المرأة استعدادا وقبولاً وتفاعلاً فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، دون أن يفرض على نفسه وعليها التعاسة طوال حياته.. لكن.. لابد من تكرار المحاولة مراراً وعدم اليأس من أول تجربة.. فقد يمنع المرأة عزتها أو أسلوب حياتها المختلف أو جهلها وكلها أمور تحتاج للتروي.. ولا تظن أخي القارىء أنني أحمل الرجل كل المسؤولية لكني أتحدث من منطلق قوله تعالى {الرٌَجّالٍ قّوَّامٍونّ عّلّى النٌَسّاء} وقوله صلى الله عليه وسلم «رفقاً بالقوارير». هذا من ناحية الرجل، أما من ناحية المرأة فلها من السحر ما هو أعظم ثأثيراً مما يمتلكه الرجل وبه تستطيع أسر الرجل في قلبها، والمرأة التي لا تستخدم مواهبها وامكانياتها في أسلوبها مع زوجها تكون قد حكمت على حياتها الزوجية بالفشل - طبعا باستثناء الرجال الذين لا يحكم تصرفاتهم دين ولا عقل - فالرجل يتلذذ بعطفها وحنانها حتى وان كان مصطنعاً.. الرجل يريد ابتسامة المرأة، وقد تغنيه عن الكثير من الكلام والرومانسيات.. هذه الابتسامة لا تأخذ من جهدها شيئا حتى وان كانت منهكة في أعمال المنزل والأطفال والوظيفة.. هذه الابتسامة تزيد من الألفة وتحيي رحمة الزوج عليها مما أنهكها من تعب ليقول لها:«سلمت لنا يا أم فلان وأعانك الله» ولا ضير أن أن تكون المرأة هي المبادرة بأعذب الكلمات بل لابد ان يتنافس كل منهما على سحب آلام الآخر ولا أعتقد أنها صعبة أو تأخذ وقتا منهما حتى بعد يوم مضن من العمل، فبالعكس ما أراه أنها تنسي عناء اليوم وغثاءه.
هنا أخي القارىء ترون أن موقفا واحدا يتعامل كل واحد فيه مع الآخر بكل بساطة وهدوء ومن غير تكلفة، يكون مردوده المعنوي على الزوجين أكبر من أن يكتب في سطرين.. إنه أسلوب يزيل التعب ويجلي الهم ويريح النفس وينسي الدنيا بما حملت ولو لبضع ثوان. نعم لماذا لا نتعامل ببساطة وصراحة ولباقة ومودة.. لماذا تصرف كل المجاملات خارج المنزل.. الزينة لماذا هي مرتبطة بالزيارات لكلا الزوجين.. الضحك والترفيه لماذا لا يولد داخل المنزل.. تفاعل كل طرف مع اهتمامات الآخر حتى وإن لم يجدها أمر مطلوب.. المصداقية والوضوح وحل المشاكل الجماعية ايضا أمر مطلوب.. كلها وكثير غيرها قيم ومبادىء ترفع من مستوى الأسرة.. وإني هنا أناشد المسؤولين والمهتمين في تكثيف الجهود لزيادة وعي المجتمع بطرق مفهومة يسيرة سهلة، والمتعلم منهم يغرسها في أبنائه لنرقى بجيلنا الجديد الى أعلى المستويات، لا يمنعنا في ذلك خجل ولا كبر ولا أنانية ولا تقاليد خاطئة ولا تأخذنا العزة بالإثم من ان نعيش حياتنا بسعادة ولا يحول بيننا وبين عواطفنا عمر ولا عكاز، وفي هذا المقام أدعوكم لدراسة المنهج الأقوم لحياتنا وتعاملاتنا بتتبع سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع أزواجه لنرى في ختامها أنه قبضت روحه عند عائشة رضي الله عنها وإنها لقمة الحب والمودة والحياة الهانئة التي أتمناها لي ولكم وللجميع.

أمل راشد /عنيزة

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved