Monday 3rd march,2003 11114العدد الأثنين 30 ,ذو الحجة 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المعلم وتَلْمَذَتُه والميدان المعلم وتَلْمَذَتُه والميدان

انفردت جريدة الجزيرة بخبر عقد اختبارات للمعلمين لكشف مهاراتهم وأحببت أن أعلق على ذلك بما يعمم الفائدة إن شاء الله وبما يحقق روح التواصل مع التربويين بل لإذكاء روح جديدة أنادي بها قادة التربية والتعليم، ترحب وزارة المعارف بالشفافية لذا سأتحدث بشفافية غير معهودة هذه المرة وأرجو ألا أتضرر من ذلك البتة، سأحقق من خلاله منطق الإتمام والإكمال الذي عرف عنه ديننا «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، طالعت على مدى السنوات الماضية عن نية وزارة المعارف عقد اختبارات للمعلمين والمعلمات وراجعت بنود الاختبارات المعلنة مؤخرا فوجدت انها لم تذكر رأي المشرف ولا رأي المدير فتعجبت من هذا التوجه وتحفظت عليه، اختبارات مقننة للمعلم فقط ولم تذكر اختبارات مقننة عن مهارة المدير ولا الوكيل ولا المرشد الطلابي، كلها تعنى بكشف مهارات المعلم ومدى ملاءمته للتعليم فقط فقط، وبدوري كمعلم اسأل وزارة المعارف ما رأيكم إذا تحول المعلم من معلم إلى طالب وسعى لنتيجة ناجحة مرضية؟، أخشى أن يكون ناجحاً في الاختبارات المزمعة فاشلاً ميدانياً، قد تكشف فشل المعلم ميدانياً ولكني لا أدري ماذا سيكون إذ الاعتبارات المعلنة لم تذكر شيئا عن الميدان، الأسئلة الميدانية مهمة جدا وأعتقد أن هذه الاختبارات ستفقد المدير والمشرف دورهما إن كانت بمعزل عنهما، بل ستكون كل الوسائل العملية الميدانية التي تحفز المعلم والمعلمة على العطاء مفقودة أو ضعيفة، وأخشى أن يتضرر عطاء المعلم والمعلمة، سيتحول المعلم لطالب يُعبَّأ ويلقن ما يراد وسيدور العيب وسينتقل للطالب، المقصود أن المحك هو الميدان والطالب نفسه، هذه الرسالة تذكير فقط وأجزم بأنها في الحسبان وتأكد ذلك بعد التعقيب الذي نشر في الصفحة الأخيرة من جريدة الجزيرة يوم الأحد 23/11/1423هـ ، هذه مناقشة قصدت منها تدارس الوضع، نتساءل عن دور الإعلام التربوي والعلاقات العامة في نقل الخبرات وصقل مواهب القادة قبل المعلم؟
إن إعلان خبر تلك الاختبارات وتذكر واقع المدارس ووضع مديري المدارس وضعف التكامل التربوي سيزيد من عدد المعلمين والمعلمات المحبطين وسيزيد الأمر تعقيداً إذا اتسعت مساحة رأي من لا يرى أعمالهم ومن دوره ضعيف في تقويمهم «من بعد» وإذا ذهبت روح تعاون المعلم والمعلمة الماثلة بسبب هذا التعامل فالخاسر الجميع، ألا يشفع للمعلم أن يقول عنه مدير المدرسة هذا قمة ثم بعد ذلك يركز عليه بالدورات والتعليم، مفارقة عجيبة خرجت بها قبل إعلان تعقيب وزارة المعارف، ستعقد الاختبارات لعشرة آلاف معلم تعينوا هذه السنة في شهر محرم وعليه ستحدد كثير من الحقوق كالنقل والعلاوة والمفاضلة إذا أين عمل المعلم طيلة عام كامل؟
إعلان ذلك ثم تهوينه خطأ يضر ولا ينفع! حتما ستظهر نتيجة خريجي كليات المعلمين أفضل على الدوام لأنهم درسوا وعرفوا ما لم يعرفه خريجو الجامعات مع أن وزارة المعارف تحرص على أن يتولى تدريس المرحلة المتوسطة والثانوية خريجو الجامعات وأن يدرس المرحلة الابتدائية خريجو كليات المعلمين، ما هذه الثقة وما هذا التراجع العملي المضاد؟ بالتأكيد سيتفوق خريجو كليات المعلمين في أغلب بنود تلك الاختبارات والله أعلم، هل ستعقد اختبارات للمعلمين في أشياء لم يتدربوا عليها، وهل حسبت وزارة المعارف لهذا حسابه؟ إن تم اختبار المعلمين والمعلمات في أشياء لم يتدربوا عليها عملياً وحددت بعده مباشرة آثاره التي تضر المعلم كتحديد المفاضلات فهذا ظلم وحالة غير تربوية، يجب على وزارة المعارف أن تتعامل مع المعلمين تربويا كما يتعاملون مع الطلبة وإلا فالنتائج ضارة، أعتقد أنها أفكار تمرر دون دراسة ومن دون السؤال عن دور وزارة المعارف في مجال تدريب المعلم، انه دور قائم ولكنه ضعيف من ناحية الكم والتطبيق والعمل، وأقترح أن يفتح المجال لنقاش القضية لأن تحديد القضية الواحدة لنقاشها بكل حرية أفضل بكثير من الكلام النظري العام، نحن المعلمين والمعلمات المخلصين نريد أن نخدم التعليم ليس بأفكارنا بل بدمنا وصحتنا فهل تفهم ذلك وزارة المعارف والشعب من خلفها ثم تبحث عن صور النجاح ثم تثنى وتشكر بطريقة جديدة أم أنها دائماً فارس الميدان؟
كل شيء يريدونه باسمهم وسوف يكون حديثنا على النقطة الأخيرة في مقال قادم إ شاء الله تعالى.

شاكر بن صالح السليم
معلم تربية إسلامية عوف بن الحارث المتوسطة بالرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved