يحق لمنسوبي أندية الدرجة الممتازة أو مشجعيها أن يفخروا بمنشآت أنديتهم، ويحق لهم دعوة أصدقائهم لتمضية بعض الوقت للاستمتاع بهذه المنشآت العملاقة، كما يحق لهم الفخر، بذلك أمام كل ضيف يقدم إليهم من داخل وخارج المملكة.... كل ذلك حق مشروع لهؤلاء، لهم الاستمتاع به ماعدا منسوبي ومشجعي الطائي، لأن ناديهم هو الوحيد بين أندية الدرجة الممتازة الذي ليس له مقر متكامل كالأندية الأخرى، وهم يتساءلون بدورهم إلى متى.....؟ إلى متى؟كل من حل ضيفاً على نادي الطائي أو حضر إلى ملعبه هاله ما يرى.. وقد يضرب كفاً بكف متعجباً ومتسائلاً أحقاً هذا أحد أندية الدرجة الممتازة في المملكة المعطاء؟ ويطرح خلف هذا التساؤل المئات من علامات التعجب، لأن مقر النادي أشبه ما يكون بالملاحق وأسواره الأسمنتية تذكر بحقبة مضت.
أندية المنشآت
أندية المنشآت في المملكة تبلغ «27» نادياً، وقد وردت أسماؤها في الكتاب الذي أصدرته الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعنوان «التطور الحضاري للمملكة العربية السعودية في مجال الرياضة والأندية الرياضية»، ففي الباب الخامس منه عنوان كبير هو «المنشآت الرياضية» وفيه عنوان صغير هو «الأندية الرياضية تمت اقامة مبان ومقرات حكومية لها» وهي: أندية الهلال والشباب والرياض والنصر والأهلي والاتحاد والوحدة والاتفاق والقادسية والنهضة والنجمة، والعروبة بالجوف، والأنصار بالمدينة والأمل بالبكيرية والحزم بالرس والخليج بسيهات والتآلف بالجبيل والصفا بصفوى والأخدود بنجران والشعلة بالخرج والوشم بشقراء ومرخ بالزلفي والحمادة بالغاط والمجد بينبع والعربي بعنيزة، والمحيط بالجارودية «انتقل إلى الساحة الشعبية» وأحد بالمدينة «انتقل إلى الصالة الرياضية».
إذن المنشآت لا تقتصر على أندية الدرجة الممتازة إنما شملت كل الدرجات حتى أندية الدرجة الثالثة التي يتصدرها نادي التآلف بالجبيل حيث إنه من أوائل أندية المملكة التي حظيت بالرعاية والاهتمام وتم بناء منشآت متكاملة له هو ونادي المجد بينبع، فماذا قدم هذان الناديان بمنشآتهما - للرياضة السعودية التي مضى على بنائها أكثر من عشرين عاماً «وهي فترة كافية للتفريخ والانتاج والمنافسة وصنع أجيال» هل نقارنهما بالطائي الذي ظل مستأثراً بحراسة المنتخب السعودي أكثر من ستة عشر عاماً وقدم الكثير من المواهب لمختلف منتخبات المملكة، ومثلهما أيضاً الأمل بالبكيرية ومرخ بالزلفي وغيرهما..
هل ظلم الطائي؟ أم حظه العاثر، أو كما يرى بعض مشجعيه أن منشآت ناديهم التي تم اعتمادها عام 1395هـ ذهبت إلى اتجاه آخر.
حكاية مقر الطائي
لم يتعرض منسوبو أحد أنديتنا إلى ما تعرض له محبو الطائي منذ عام 1395هـ في سبيل إنشاء مقر لناديهم، فهم لم يتلقوا وعوداً جوفاء أو كلاماً في الهواء أو حكايا ليل يمحوها النهار أو أن عرقوب سامرهم ذات ليلة، بل وعود صادقة وعود من القيادة الرياضية الحكيمة أكدها بدء التنفيذ وذلك عام 1395هـ عندما وافق الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - الرئيس العام لرعاية الشباب على البدء في تنفيذ مقر فئة «ب» لنادي الطائي، وأوكلت رعاية الشباب لشركة «كوبر ماكدونالدز» الأمريكية استلام الأرض المخصصة والبدء في الدراسات والتنفيذ، ولذلك تم تشكيل لجنة من بلدية منطقة حائل ومكتب رعاية الشباب هناك والشركة المنفذة ونادي الطائي لمعاينة الأرض على الطبيعة تمهيداً لتسليمها للشركة، وقد قام مندبو هذه الجهات بالمعاينة وأعدوا محضراً بذلك كان نصه الآتي «تم استلام أرض نادي الطائي بناء على موافقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب بتاريخ 6/5/1395هـ لإنشاء ناد رياضي فئة (ب) وقد استلم مندوب شركة كوبر ماكدونالدز الأرض بتاريخ 24/5/1395هـ لانشاء المقر» ووقع على المحضر مندبو الجهات المذكورة بالاضافة إلى رئيس نادي الطائي - لدى إدارة الطائي صورة من هذا المحضر -.
وبعد أسابيع قليلة حضرت الشركة ببعض معداتها، وبدأت بترسيم حدود الأرض ثم توقف العمل بعد أيام من البدء فيه، وبقيت المعدات لبعض الوقت إلى أن رحلت إلى غير رجعة.
وبعدها باحدى عشرة سنة أي في عام 1396هـ جاءهم «بشير خير» عندما زار النادي أمير منطقة حائل آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز واجتمع بمسؤولي النادي وبعض أعضاء شرفه وبشرهم باعتماد بناء منشآت للنادي في الميزانية القادمة، وقد تم نشر تفاصيل هذا الاجتماع في جميع الصفحات الرياضية بصحفنا المحلية، وبه عمت الفرحة المواطنين بحائل وخاصة منسوبي الطائي، ومنذ ذلك التاريخ وهؤلاء يحلمون.. ويحلمون فمن من منسوبي أنديتنا امتد حلمه أكثر من 28 عاماً غيرهم.
الطائي من أندية القصيم
واجه الطائي صعوده إلى الدرجة الممتازة «مثبطات طموح» كثيرة بسبب عدم وجود ملعب أو منشآت له، وقد بدأت المثبطات عملها خلال صعوده الأول عام 1398هـ، حيث فرض عليه لعب «جميع» مبارياته على ملاعب المنافسين أي أنه يلعب مباراتين في جدة مع نادي الاتحاد ومثلهما في الدمام مع نادي الاتفاق وأيضاً مباراتين في الرياض مع نادي الهلال ثم يعود إلى جدة لمنازلة الأهلي..وهكذا حتى أطلق عليه البعض لقب «الطائر بدلاً من الطائي» وقد قضى موسمه الأول في الممتاز في التنقل بين المدن ونادراً ما يعود اللاعبون إلى مدينتهم حيث الأهل والدراسة والعمل، ولهذا السبب لم يستطع النادي التغلب على ظروفه فهبط إلى الدرجة الأولى.وقد واجه نفس المشكلة في صعوده الثاني عام 1405هـ، ولأن المسؤولين في اللجنة الفنية برعاية الشباب شعروا بظلمهم للطائي في صعوده الأول وذلك بإلزامهم له بالتجوال على ملاعب المنافسين فقد خيروه أن يلعب مبارياته على «ملعبه» وملعبه هذا إما أن يكون في مدينة المجمعة حيث أقرب ملعب مزروع «زراعة طبيعية» إلى مدينة حائل أو أن يلعب في مدينة الرياض، وأمسى الطائي بين أمرين كلاهما علقم، وجاهد مسيرو الطائي في محاولة جعل مباريات فريقهم تقام - على الأقل - في مدينة بريدة الأقرب لمدينة حائل على ملعب سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز «المزروع بالأنجيلة الصناعية» وفعلاً نجح مسعاهم، وأصبح الطائي أول ناد يجعل أندية الدرجة الممتازة تحضر إلى القصيم لأداء مبارياتها، وبذلك صار نادي الطائي - في ذلك الموسم - من أندية القصيم وكان وجه السعد على أنديتها حيث حفَّز هممها واستثار طموحها لبلوغ الدرجة الممتازة فصعد أولاً نادي الرائد عام 1406هـ عندما حل في المركز الثاني بعد نادي الأنصار، وتبعه بعد أربع سنوات ناديا النجمة والعربي من عنيزة وأخيراً التعاون، وقد تكون هذه من حسنات أداء الطائي لمبارياته في مدينة بريدة، كما كانت القصيم وجه خير على نادي الطائي حيث بقي بالدرجة الممتازة وهبط سنتها ناديا الرياض والنهضة.
غيض من فيض
* الطائي أول ناد يصعد من الدرجة الثانية إلى الدرجة الممتازة مروراً بالدرجة الأولى وبدون توقف فيها وكان ذلك عام 1398هـ أي منذ 26 عاماً ومع ذلك لم يحصل على منشآت.
* جميع أندية الدرجة الممتازة لها مقرات ما عدا نادي الطائي.
* مقر نادي الطائي - الحالي - عبارة عن بيت شعبي قديم داخل سور ملعب كرة قدم متواضع.
* خسر الطائي كثيراً من المواهب لعدم وجود ملاعب كان يمكن أن تفيد منتخب المملكة كأبناء الدعيع.
* الطائي ليس لديه فرق في الألعاب المختلفة يستطيع بها المنافسة لعدم وجود الملاعب.
* كانت حراسة المنتخب الأول حكراً على نادي الطائي أكثر من 16 عاماً.
* لا يعيب منسوبو الطائي حالة المبنى المتصدع لناديهم ففيه يتواجد الطموح والاخلاص.
* المنشآت العملاقة لبعض أندية الدرجة الثانية والثالثة يسكنها الغبار والفراغ «لا داعي لذكر الأسماء فهي معروفة».
* آمال الطائيين امتدت 28 عاماً ويخافون الآن أن تتحول إلى أضغاث أحلام.
* هل يردد أنصار الطائي مع أبطال مسلسل «طاش ما طاش» نغمة «يا ليل ما أطولك» لا أعتقد ذلك في ظل القيادة الرياضية الحكيمة.
* عزاء محبي الطائي خاصة وأبناء مدينة حائل عامة أن القيادة الرياضية تشعر بمعاناتهم وقد وعدتهم خيراً.
وأخيراً
أين ذهبت منشآت نادي الطائي؟ سؤال يتردد في أرجاء حائل منذ عدة سنوات في سهولها وجبالها، في نفوذها وهضابها، سؤال صامت يسكن الاحداق وينام في المحاجر ليصحو كل يوم مع عيون الطائيين، فلا
|